رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

غابت فرحة العيد برحيلهم كتبت سحر حمزة

غابت فرحة العيد برحيلهم  كتبت سحر حمزة
جوهرة العرب

كتبت سحر حمزة
حين يأتي القدر المكتوب علينا ، ليزور بعضنا فجأة ،دون سابق إنذار ، يغادرون طواعية ويشد الرحال بهم إلى مثواهم الأخيرة يغادرونا إلى الآخرة ،وهم رحمهم الله يكونون على  موعد للقاء مع الله سبحانه ،ونحن بالدنيا نحزن كثيرا ونبكي عليهم وننادي أين أهل الدار فتمطر عيوننا دموعا بقطرات مالحة مرةً من آلام ووجع الفراق يفوق التوقعات .
فجأة ندرك أنهم  قد غابوا عن وجه الزمان ، هم بعض الأحبة المقربين من الأهل و الأقارب والأصدقاء  من المقربين ،في هذا اليوم مع إطلالة عيد الفطر السعيد بعد رمضان المبارك أستذكر أختي الغالية أم سليمان رحمها الله ،وهي تستعد لاستقبال العيد المبارك ، وما كانت تقوم به من تجهيزات في بيتها الجميل الرائع ،كانت تصنع كعكات العيد ومعمول لذيذ بالمكسرات وأستذكر تحضيرها للفسيخ والضلع المحشو باللوز والصنوبر ،وغيره من مأكولات وحلويات العيد ،و أستذكر أمي وأكلاتها ،وحبها الكبير لي ولأخواني ،وأشتاق لحضنها الدافئ وهي تعبر  لي عن حبها الغامر وأشتاق لصدرها الحنون حين غادرت وطني وهي تودعني الوداع الأخير قبل وفاتها رحمها الله ،أستذكر ذلك الصدر الواسع الذي يتسع لهمومي وكيف كانت تضمني كطفلة كلما زرتها وكنت أتفقد أحوالها ، وأستذكر أبي والعيدية والهدية الغالية منه رحمه الله ،وكل شيء جميل في والدي الذي كان رجلا لن يتكرر في حياتي بحبه و كلماته وحرصه على الجولة الدورية بالعيد وهو مبرمج أيامه وأوقاته كي يصل لكل أخواته وعماته وأخواله وكل من له صلة بهم من أقاربه وأصدقائه ويحمل الحلويات والعيديات لهم .
وكان رحمه الله يساعد أمي في تجهيزاتها  للعيد مثل شراء لوازم الكعك والمعمول  الخاص بالعيد كانت  الفرحة تغمرنا بانتظار العيد ونحن ننتظر وقت الإفطار في صباح العيد الذي يكون له نكهة خاصة بلقاء الأهل والأقارب كي نجمع والعيدية منهم ونحن أطفال .
وأعود هذه الأيام لأستذكر أختي التي انتقلت إلى جوار  ربها قبل رمضان رحمها الله وقد  كانت تسير على نهج أمي وهي تجهز الفسيخ والحلوى وكل شيء جميل من أجل استقبال ضيوف العيد لتبادل التهاني والمباركة من المهنئين بحلول العيد.
أستذكر صوتها وبسمتها ووجهها الجميل البشوش وعينيها الخضراء الجميلة  اللتين تعكسان  الحب للضيوف والزوار رحمها الله،بكيت كثيرا حين تذكرت كل شيء يتحدث عنها في العاصمة عمان ،الأماكن التي زرناها معا ،و ردهات منزلها ومدخل بيتها  الراقي بعمان وجمال حديثها وترحيبها وما تفضل سماعه دائما بوضع الراديو والتلفاز على صوت القرآن ،وأذكرها ونحن ننتظر آذان الإفطار في رمضان،كيف غاب كل من أحبهم عن الدار وخلفوا وراءهم الحجارة الصماء لتبكيهم ،والأرجوحة وطاولة مستديرة كانت أختي تضع عليها الطعام صبحا ومساء وهي تستقبل الزوار في بيتها العبق بالدفيء والحنان.
أستذكر قهوتها الطيبة المذاق بعد انتهاء تناول الطعام ،كانت تتأكد من أننا جميعا شبعنا من طعامها اللذيذ رحمها الله كانت ابتسامتها فرح وعيناها الخضر وان غابات خضراء عبقة برائحة الزهور البرية وهما تلمعان كانتا مثل سهول خضراء عبقه بالورود والأشجار من كل الألوان المختلف أنواعها ،كانت أختي الغالية تفرح بالزوار وكانت أبواب بيتها مشرعة للجميع من الزوار من كل مكان رحمها الله ووسع الله قبرها وأناره بنور أيمانها وضياء تعاملها اللبق مع الجميع رحلت أختي وجاء العيد دونها وهي غابت إلى مثواها الأخير رحمها الله وجعلها في الجنان مع الصالحين والحور العين آلهم آمين يارب العالمين .