يُعدُّ عيد الفطر مِنحةً للمسلمين
جزاءً بما قاموا به من عبادات طوال شهر رمضان؛ لتملأ الفرحة بقدومه قلوب الكبار
والصغار، وفيه يرتدي الجميع جديد ثيابهم وتعلو محياهم ابتسامة معبرة عما تكنُّه
سرائرُهم.
وجاء عيد الفطر المُبارك لهذا العام
استثنائيًا على العالم الإسلامي بشكل عام وفي سلطنة عُمان بشكل خاص بعد عامين من
القيود التي فرضتها جائحة كورونا على العالم.
وبهذه المناسبة فتحت المساجد ومصليات
العيد هذا الصباح أبوابها للمصلين لأداء صلاة العيد في محافظات سلطنة عُمان،
مُعلنة بذلك احتفاءها بأكثر المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون حيث اتبعوا
الإجراءات الاحترازية الواجبة المتمثلة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامة
متعايشين بذلك مع الواقع الذي فرضه تفشي الوباء؛ فبعد أن ابتلّت العروق وذهب الظمأ
وهدأت الروح جاءت خطبة العيد وتكبيراتها مكافأة لمن صام الشهر وقامه.
وقبل صلاة العيد وبعد صلاة فجر اليوم
أُخرجت زكاة الفطر أو زكاة الأبدان وهي طُهرة للصائمين وطُعمة للمساكين امتثالًا
للسنة النبوية وهي فريضة واجبة على كل مسلم ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا.
وللعُمانيين عادات احتفال متشابهة إلى
حد ما في هذه الأيام المباركة في أغلب محافظات السلطنة، ففي صبيحة أول أيام العيد
يتناول الناس وجبة "العرسية" ويبدأ بعضهم بذبح الذبائح استعدادا لما
تليه من أيام، ويقدم البعض "المقلاي" أو "المحماس" وهي وجبة
عمانية وفيها يُحمس اللحم، المُعد من الكبد وقطع من اللحم ويضاف له أطيب التوابل.
ويكاد لا يخلو بيت عُماني من الحلوى
العُمانية خلال أيام الأعياد، حيث يحرص معظم المواطنين العمانيين على شراء الحلوى
لتقديمها للضيوف.
ويتميز اليوم الأول للعيد بتقديم
العيدية للأطفال وفيها يبرز معنى العطاء وغرس مفهوم الصدقة في نفوس الأطفال،
وتجتمع العائلة العمانية في صباح ثاني أيام العيد لإعداد "المشاكيك"
وتعلو فيه قيمة العمل الجماعي، وعادة ما تقدم في هذا اليوم وجبة الخل وهي وجبة
شعبية عادة ما تؤكل مع الخبز العُماني، ولا تكتمل نكهتها إلا بتوزيعها على الأهالي
والجيران.
ويستخرج الرجال في اليوم الثالث للعيد
لحم الشواء من "التنور" وهي حفرة بعمق نحو 3 - 4 أمتار وعرض مترين يوضع
فيها اللحم بعد أن لُفّ في سعف النخيل مضاف له أوراق الموز الخضراء؛ لتجنب احتراق
اللحم من لهيب التنور، وتوضع لحوم المواشي في التنور لمدة يوم في بعض الولايات
ويومين في بعضها الآخر.
وكانت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية
التعامل مع التطوّرات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد- ١٩ قد أصدرت عدة
قرارات منها منع دخول غير المحصنين لصلاة العيد والأطفال دون سن الـ 12، وأكّدت
على استمرار حظر إقامة جميع المناسبات والتجمعات في المجالس العامة، خصوصًا تجمعات
المعايدة والاحتفالات الجماعية بالعيد، ودعت الجميع إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات
الاحترازية والوقائية وعدم التهاون فيها.