نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أمس السبت، محاضرة بعنوان: "أهمية البحث العلمي في القرن الحادي والعشرين"، بالتعاون والشراكة مع اتحاد طلاب الإمارات، كما وقَّع اتفاقية تعاون مع دار "كتاب" للنشر والتوزيع، لتعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك ضمن برنامج الفعاليات الثقافية والعلمية التي يقيمها المركز على هامش مشاركته في النسخة الـ 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وألقت موزة المرزوقي الباحثة في إدارة الدراسات الاقتصادية في "تريندز" المحاضرة، وقدم لها سلطان المنصوري عضو مجلس اتحاد طلبة الإمارات، إذ أوضحت المرزوقي أن البحث العلمي يعد عاملاً مهماً للمساعدة على تطوير العالم المتغير باستمرار، كما يقدم البحث العلمي المنهجي فهماً موضوعياً؛ لأن المعرفة العلمية ترتكز على أدلة موضوعية وملموسة بعيداً عن الآراء الشخصية، فينبغي للبحث العلمي أن يتبع منهجاً علمياً وألا يكون متحيزاً، باختبار بعض النظريات الموجودة مسبقاً عن الموضوع الذي يبحث فيه.
وأشارت المرزوقي إلى أن البحث العلمي يساعد على بناء وتحسين المعرفة، كما يدعم المعرفة الحالية بالحقائق المثبتة، مع ضرورة التأكد إذا ما كانت الأفكار مدعومة بالدراسات أم لاتزال بحاجة إلى مزيد من الأدلة.
ومن مواضيع البحث العلمي التي لا حصر لها البحوث الطبية التي يتم فحصها باستمرار من قبل الباحثين في المختبرات ومراكز البحوث الطبية والدوائية، وكليات الطب والصيدلة.
مصداقية التقارير البحثية
وتحدثت المرزوقي عن طرق تحديد مصداقية التقارير البحثية؛ ومنها الاستطلاع عند كاتب الدراسة والجهة التي أصدرت التقارير، وإذا ما كانت المنظمة أو الفرد المعني لديه الخبرة المطلوبة لإجراء بحث حول هذا الموضوع أم لا، حيث يتوافر العديد من التقارير لكن أصحابها لا تكون لديهم خبرة في نفس المجال، لذا يكون البحث ضعيفاً نوعاً ما، إضافة إلى أن طرق جمع البيانات تحدد مدى مصداقية التقارير البحثية؛ لأن المقابلات والاستبيانات أكثر طريقتين لجمع البيانات الكمية، لذا على الباحث الذي يطلع على هذه البيانات دراستها بشكل دقيق للتأكد من أنها ستخدم بحثه.
آفاق معرفية جديدة
وتطرقت الباحثة بإدارة الدراسات الاقتصادية في "تريندز"، إلى أهمية البحث العلمي للباحثين الشباب، مؤكدة أن البحث العلمي يفتح آفاقاً معرفية جديدة أمام الباحث؛ ما يسهم في تحسين مهاراته الفكرية والثقافية والاجتماعية، كما يتيح له فرصة الحصول على الدرجات العلمية، إلى جانب تمكينه من العمل مع مجموعة من الأشخاص ذوي الخبرة، والاستفادة من خبراتهم وآرائهم التي تُعزّز قدرته التنافسية للحصول على المنح الدراسية في كليات الدراسات العليا، مبينة أن البحث العلمي يفتح أيضاً المجال للمشاركة في البحوث المرتبطة بمجاله، والتي يكون لها تأثير على المدى البعيد. كما أن البحث العلمي يُمكَّن الباحث من الانخراط في المجال الذي يهتم به، فضلاً عن اكتسابه مهارات تطوير بروتوكولات ومهارات البحث لديه؛ ما يُمكّنه من كتابة أوراقه البحثية وطرحها.
وذكرت أن أهمية البحث العلمي في القرن الواحد والعشرين تتجلى في التصدي للأخبار المزيفة، التي ترتبط بمفهومين يميزان الانتهاكات في مجال المعلومات، وهما: التضليل، والمعلومات المضللة، فالتضليل هو عملية التلاعب بالمعلومة وتقديمها بشكل غير كامل وتشويه سياقها. أما المعلومات المضللة فهي نشر معلومات خاطئة من دون إدراك المؤلف أن هذه المعلومات لا تتوافق مع الواقع.
واستعرضت موزة المرزوقي بعض فوائد البحث العلمي التي تنعكس إيجابياً على المجتمع؛ ومنها: رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع، ما يسهم في تطوير المجتمع ونموه اقتصادياً ويحقق رفاهية أفراده، ويحل مشكلاتة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والصحية، وإيجاد تفسيرات للظواهر الطبيعية والتنبّؤ بها، وتتبع الإنجازات الفكرية للإنسان في مختلف المجالات.
استشراف المستقبل
وحول أهمية البحث العلمي في استشراف المستقبل، أوضحت المرزوقي أنه مع تطور العلم والتكنولوجيا يتزايد الاهتمام بالعلوم والبحث العلمي، ومن هذا المنطلق يدرك المجتمع حتمية اعتماد التقدم على البحث العلمي؛ ما يتطلب تعظيم الاستفادة من البحث العلمي في استشراف المستقبل ونقل التجارب البحثية إلى الأجيال القادمة، حيث يساعد في حل المشكلات العلمية والحياتية التي تواجهها الشعوب، عبر تطوير تقنيات جديدة وتقديم اقتراحات تفيد صانعي القرار في اتخاذ قرارات مستنيرة تفيد المجتمعات.
تعاون بين "تريندز" و"كتاب"
إلى ذلك، وقَّع مركز تريندز للبحوث والاستشارات اتفاقية تعاون مع دار "كتاب" للنشر والتوزيع، تتيح للطرفين التعاون في المجالات البحثية والعلمية، ونشر المعرفة والقيم الصحيحة، وقد وقَّع الاتفاقية عن "تريندز" الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي، فيما وقعها عن دار "كتاب" الكاتب جمال الشحي المدير العام ومؤسس "كتاب".
وشهد توقيع الاتفاقية جمع من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين؛ منهم: محمد الحمادي رئيس مركز جسور للإعلام ورئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، وأحمد العلوي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، ومصطفى الزرعوني رئيس تحرير صحيفة الرؤية، وفيصل بن حريز الإعلامي في قناة سكاي نيوز عربية، والكاتب الصحفي السعودي سليمان الهتلان.
وتنص الاتفاقية على تعاون "تريندز" و"كتاب" في مجالات النشر والبحث العلمي، بما يحقق أهدافهما المشتركة والمتمثلة في دعم البحث العلمي الجاد والرصين، ونشر المعرفة الصحيحة ومواجهة الفكر المتطرف والكراهية، فضلاً عن تعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وتتضمن مجالات التعاون بين الجانبين نشر وتوزيع واجراء البحوث والدراسات المشتركة، والاستفادة المتبادلة من الخبرات والكوادر البحثية لديهما، فضلاً عن التعاون في تنظيم الفعاليات، بما في ذلك المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية وورش العمل والمحاضرات، وتبادل الإصدارات.
انفتاح إقليمي وعالمي
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي إن اتفاقية التعاون مع دار "كتاب" للنشر، تأتي من منطلق حرص المركز على الانفتاح على المؤسسات المعنية بالكتاب والنشر والبحث العلمي والهيئات والمراكز الفاعلة كافة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتعزيز التعاون معها، خاصة وأن التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم وما تثيره من تحديات مختلفة تقتضي المزيد من التعاون لبناء تصورات علمية دقيقة بشأنها.
كما أعرب الدكتور العلي عن تطلعه إلى أن تفتح الاتفاقية آفاقاً جديدة للتعاون البحثي والعلمي والمعرفي مع دار "كتاب " المتخصصة في النشر والتوزيع لما تحظى به من جودة معرفية وانتشار، وبما يسهم في إثراء مسيرة البحث العلمي والمعرفي.
بدوره، أكد الكاتب جمال الشحي، حرص "كتاب" على التعاون مع "تريندز" بوصفه مركزاً بحثياً مستقلاً أثبت جدارته برؤى مستنيرة وجهود بحثية رصينة وموثقة، تستشرف المستقبل وتشارك في صنعه، موضحاً أن البحث والمعرفة هما طريق التميز والتقدم والابتكار، ومؤكداً أن هذه الاتفاقية تؤسس لمرحلة مهمة من التعاون الجاد من أجل معرفة تخدم صنّاع القرار والمجتمع، وتسهم في تنمية فكر الجيل الجديد من الباحثين الشباب.