برعاية رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات نظمت كلية الآداب واللغات قسم الترجمة بالتعاون مع جمعية المترجمين الأردنيين ندوة حول الترجمة والمثاقفة بحضور نائبي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الطعامنة، والأستاذ الدكتور حابس حتاملة والتي تأتي ضمن الاحتفال بإربد عاصمة للثقافة العربية، بمشاركة من مختلف الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة من جامعة اليرموك، والجامعة الهاشمية، والجامعة العربية المفتوحة، وجامعة الزيتونة الأردنية، بالإضافة إلى جامعة جدارا وبمشاركة فاعلة من أساتذة الترجمة المعروفين بتميزهم في فروع الترجمة المتنوعة.
ورحب عبيدات خلال حفل الافتتاح بالمشاركين في هذه الندوة، وأكد أن تخصص الترجمة في جامعة جدارا هو تخصص نوعي يستطرد عاموديًا نحو العلى ويحقق أهدافه المرجوة منه، لافتًا أنه تم استحداث برنامج في الترجمة على مستوى الماجستير تجسيدًا لسعي الجامعة إلى تطوير برامجها على مستوى التخصصات في البكالوريوس والدراسات العليا معًا.
وأشار إلى سعي الجامعة وبالتنسيق والتشاركية مع الجامعة الهاشمية إلى اطلاق برنامج للدكتوراة في الترجمة بالتعاون مع جامعة كيت الأمريكية والذي سيرى النور خلال العام المقبل بعد الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن الترجمة ليست قضية مجردة بل هي خلق نوع من الثقافة للعلوم في الترجمة، لذا لا بد من تغيير طرائق التدريس والتركيز على المهارات والكفايات اللازمة بالترجمة لتحسين نوعية المخرجات لجودة التعليم في الجامعات، ولفت إلى التحديات التي تواجه الترجمة في ظل وجود برمجيات جاهزة، وفي ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تعتمد السطحية في هذا المجال،
واشاد عبيدات بأهداف جمعية المترجمين الأردنيين في نشر الوعي بأهمية الترجمة وتفعيل حركة الترجمة في الأردن، والارتقاء بالترجمة من خلال ضبط جودتها، ورفع كفاءة المترجمين، وتبادل المعارف والخبرات الخاصة بالترجمة، وتوثيق الصلات بين أعضاء الجمعية أنفسهم وبين الجمعية والجمعيات الأخرى المشابهة داخل الأردن وخارجه، ورفع مستوى المؤسسات الرسمية والأهلية العاملة في حقل الترجمة أو المعنية بالترجمة وبالخبرات وبالمشورة.
من جانبه لفت عميد كلية الآداب واللغات الأستاذ الدكتور عبد القادر بني بكر إلى أن الترجمة مثاقفة بين الأمم والحضارات وهي ظاهرة حضارية انسانية وأداة تواصل واتصال بين الشعوب عرفتها الإنسانية منذ أقدم العصور والعرب ليسوا بدعا عن غيرهم من الأمم الأخرى فترجموا عن اليونان والفرس والهنود، وعن اليونانية فلسفة ارسطو وافلاطون وطب ابقراط وترجموا الملحمة اليونانية الألياذة لهوميروس. وترجم الغرب في العصور الوسطى عن العربية الطب والرياضيات والعلوم الأخرى ومن أبرز ما ترجموه كتاب القانون في الطب لابن سينا والخوارزميات وغيرها من العلوم الأخرى، مضيفًا أنه في العصر الحديث أصبحت الترجمة علما له قواعده ونظرياته وأصبحت الحاجة اليه أكثر الحاحا بسبب التطور العلمي والتكنولوجي السريع فترجم العرب عن الغرب الطب والهندسة والصيدلة والعلوم الطبيعية والانسانية وغيرها من العلوم الأخرى ، وترجم الغرب عن العرب الاشعار والروايات والقصص .
وأعرب رئيس جمعية المترجمين الأردنيين الدكتور محمد محمود عبيدات عن سعادته بتوطيد أواصر التعاون بين جمعية المترجمين الأردنيين وجامعة جدارا، إذ قدمت الجمعية والجامعة مثالاً على التعاون المثمر بين جمعية مهنية تعمل على تقدم المعرفة والوصول بها إلى آفاق جديدة وخصوصًا في كافة الجوانب التي تتعلق بالترجمة سواء في المجال الأكاديمي أو في المجال العملي التطبيقي، وجامعة وطنية أصيلة في تبنيها ودعمها لكل ما فيه رفعة هذا الوطن.
وقدم لمحة موجزة عن الجمعية التي تأسست عام 1993م بترخيص من وزارة الثقافة على يد نخبة من المهتمين في حقل الترجمة، وطورت من أعمالها لتصبح عضو في اتحاد المترجمين العرب، وفي الاتحاد الدولي المترجمين .
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بجلسة أولى ترأسها الدكتور محمد محمود عبيدات وتناول فيها الأستاذ الدكتور سليمان العباس من قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة العربية المفتوحة مؤهلات الترجمة، بينما الأستاذ الدكتور بكري العزام مدير مركز اللغات من الجامعة الهاشمية ترجمة لعبارات التلطف، وتحدثت الدكتورة رائدة رمضان من جامعة اليرموك عن الترجمة باستخدام الحاسوب، الدكتور موسى الزغول رئيس قسم الترجمة في جامعة الزيتونة تناول الأدب العربي والترجمة،
الدكتور محمد مهاوش من جامعة جدارا عرض ترجمة الفيلم الأردني ذيب دراسة له.
الجلسة الثانية قدم من خلالها طلبة قسم الترجمة في برنامجي البكالوريوس والماجستير بعض الأعمال التي قاموا بترجمتها والتي ترأسها الدكتور محمد مهاوش من جامعة جدارا وقدم فيها طالب الماجستير معتز النعامنة الترجمة العسكرية، أما طالبي الماجستير أحمد قبها، وآلاء الطعاني عرضا ترجمة رواية إقليم النور.
الطالبة غزل مكاحلة، وسمر علاوي، ومعتز النعامنة قدموا ترجمة من كتاب العيش الطيب إلى الإنجليزية، الطالبتان رهف درابسة، وياسمين الحريري قدمتا ترجمة لقصة عيد ميلاد انفانتا، الطالبان أحمد عبابنة ، ومأمون الزعبي قدما قصة الحصان والماعزان.
وفي نهاية الندوة سلم راعي الحفل الدروع التذكارية للمشاركين.