رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور حازم صيام يكتب : فيديو مترو الخط الثالث (الأخضر)

 الدكتور حازم صيام يكتب : فيديو مترو الخط الثالث (الأخضر)
جوهرة العرب _ فيديو مترو الخط الثالث (الأخضر)

الفيديوهات والصور والمناظر والتماثيل التي نستخدمها للدعاية السياحية أو للتعبير عن مصر أو أي قطر عربي آخر ،   يجب أن تدرس جيدا ، ولا يجب اخذ اي فيديو وعرضه إلا أن يعرض علي لجنه فنيه ، هذه اللجنة الفنية يجب أن يكون فيها خبراء ومثقفين وفنانين علي خلفيات ثقافيه متكاملة مثل ألعماره والآثار والفنون الجميلة والأدب ، وهي لجنه لها تصور عن مصر وعن الفن المصري والحضارة المصرية ولديهم نظره متفحص عميقة وليست سطحيه حتى لا نشوه الحضارة المصرية دون أن ندري .

 

هذه اللجنة يجب أن يتوفر فيها عنصر معماري وعنصر آخر اثري وثالث مزخرف والاهم هو وجود الفنان النحات العالم بأصول وضع التماثيل ومرعاه المقياس والتي يتقنها بلا شك المهندس المعماري ولا يغيب رأي الأديب المثقف الذي يرى ما لا نراه .

 

وكثيرا ما نري تماثيل بغرض تعظيم شخصيات تاريخيه مصريه ، فإذا بوضع التمثال مع جهل بالمقاس يؤدي إلي اهانة صاحب التمثال لا إلى  تعظيمه .

 

مثال ذلك تمثال الرئيس السادات أمام موقف السلام ، فوضع التمثال مهين جدا ، وستري أحيانا التجار يضعون أمتعتهم فيختبئ التمثال تماما ،  وكأنك بتعبير عامي تشعر انك كمن يتخيل نفسه يستطيع أن يضرب التمثال (بالقفا) .. إن وضعية التمثال خاطئة وكاذبة ..وكان  جديرا لو أوكل الأمر إلي متخصصين ان يزيل عن المشاهد هذا الشعور ، وكثير من التماثيل ألموضوعه تجدها غير فنيه تماما،  لا من حيث التشكيل نفسه ولكن من حيث وضعيه التمثال ونسبته للفراغ من حوله ،  هذا بالمقارنة بالاستخدام الجيد للمقياس والنسبة والتناسب التي نجدها متقنه تماما حين خلقنا الله والبيئة من حولنا .. أن هذا الخطأ متكرر بصوره مشينه ،   وخصوصا ما تم وضعه من تماثيل خلال الخمسون سنه الاخيره فقط .. لكن قبل هذا لا استطيع أن اكتشف عيبا في وضعية تمثال أبدا ، لان جميعها غالبا مدروسة بعناية وفن وإتقان.

 

حقيقي أنا مستاء جدا مما يحدث هل وصل اضمحلال الفن الي درجه اني لا اعرف كيف اعرض التمثال لا أن أصنع التمثال .. أين الوزراء المتخصصين والنقابيين ومجلس الشعب وأين أستاذه ألعماره والآثار وعمداء الكليات المتخصصة في ألعماره والآثار والفن ، ام أنهم يخافون علي مناصبهم جريرة إسداء النصح.

 

الحقيقة  ان الموضوع  لا خوف فيه من خسارة أو أهانه لأحد لأن ما تم لا يعبر عن ثقافة وكل ما يجب أن نراعيه هو رفع مستوى  الثقافة والذوق العام  ومجرد التعديل سهل جدا ، أن نتلافى الخطأ ولن يكلفنا الكثير .

 

ثم نأتي إلى فيديو المترو : انك عندما تجلس في مترو الأنفاق بالخط الثالث المسمى بالأخضر فستجد فيديوهات لا تعبر للأسف إلا عن سلبيات فقط ،  فستجد مصور الفيديو  لا يهتم بإبراز قيمه الأثر وإنما هو مجرد شيخ حارة يرصد ما هو كائن  وكأنه يتتبع أثار الفارين من التجنيد .

 

أن المطلوب ليس عرض الأثر فقط ولكن عرض ما يبرز القيمة الجمالية والأثرية في الأثر .. ونتلافى العيوب إن وجدت ونرصد البروفايل الأفضل لكل اثر أنه منتخب الصور وليس حصر للصور ، وستجد الفيديو يرصد رياح الخماسين بشكلها القبيح وما تحمله من أتربه تنفر أي مشاهد للصور  ، وستجد  أن  مصور الفيديو يزج بصورة اثنين من المرشدين السياحيين (لا ادري من هم) ولكن ألصوره توضح أنه إنما هي مجامله فقط من المصور وليست هناك موضوعية لوجود هذه الوجوه .. كما أن الفيديو يرصد الترميم غير الجيد في ممشى الآثار ،  ويرصد عيوب الترميم في أسوار عاديه ما كان يجب أن تصور أصلا .. كما أنه كان يمكن أن يصور حشود السائحين في الازدحام الذي يضاهي ازدحام الحجاج بالبيت الحرام غير أنهم أجانب يحملون شماسي  أو يرتدون القبعات ،

 

في نهاية الفيديو ستجده يرصد نصف وجه أبو الهول ثم نصف وجه أحد الجمال لماذا ؟ وليس في هذا تشويق إنما للأسف  تشويه وعدم استمتاع .. أنه يعرض المعبد الكبير والصغير بابوسمبل ولكن ستجد أن عملة الجنيه المصري  تحتفي (علي صمتها ) بصوره أفضل للمعبد ، وأراه قد دخل بالكاميرا إلى داخل المعبد فأين قدس الأقداس وأين القطاع التلسكوبي الذي يأخذك من المقياس الهائل بالخارج الي المقياس الإنساني بالداخل في تدرج عجيب ، أن منظر الأثر الفعلي  جميل لأن عينك عطشي للجمال في حين أن عدسة الفيديو  رديئة لأن المصور جاهل للأسف أو  مأجور .

 

كان يمكن أن تكون منصة بث الأصوات عبر تشغيل سماعات الصوت في كل مكان بمثابة رفع الروح المعنوية ورصد لانجازات الوطن وتبني قضايانا الهامة  ، وفرصه لمواجهة السلبيات  وإبراز الإيجابيات ،  وترديد لموسيقي كلمات وطنيه سواء بصوت بشري أو يكتفي باللحن فقط مثل  أغاني شاديه ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ الوطنية وغيرها مثل اوبريت الحلم العربي وغيره ، بدلا من المقطع الممل الذي لا يزيد عن دقيقتين ثم يتكرر طول النهار .. اين انتم يا صانعي الحضارة و يا بناة الوطن وأين الوطنية فيكم ؟