خطت جامعة آل البيت خطوات ملموسة نحو تغيير الصورة النمطية لها إلى الصورة العالمية من خلال تحسين جودة التعليم وتطوير البحث العلمي في الجامعة إضافة إلى قطاعات أخرى أكاديمية وإدارية وتسويقية ومجتمعية ، مما فتح لها أفاقاً جديدة للانطلاق نحو العالمية، فخلال أقل من عام بدأت إدارة الجامعة الجديدة أعمالها باتخاذ خطوات واضحة في طريق بناء صورة ناصعة للجامعة وتغييرات جذرية وإصلاحية مستندةً في ذلك على أهمية بناء العقل الإداري ضمن خطط واضحة وطموحة تستند فيها على الريادة والتميز والتنوير والجودة والتطوير في الجامعة ، وضمن خطة شاملة رسمت لها سياسات ، وتم تنفيذها لترتقي لمستوى الطموح من خلال سعيها للحصول على مجموعة متكاملة من شهادات الجودة والاعتمادات المحلية والدولية واستقطاب طلبة من الشعوب العربية والإسلامية والدولية ، وهذه الإجراءات رفعت من سويتها بين مثيلاتها من الجامعات الحكومية والخاصة وتسويقها محليا وإقليميا وعالميا ، حيث لم تأل إدارة الجامعة جهداً مع الجسم الإداري والأكاديمي في بذل المزيد من العطاء لرفعة إسم الجامعة ، حيث نفذت مئات الفعاليات المختلفة بالمشاركة والتشبيك مع المجتمعات المحلية والخارجية العربية والدولية والتي شملت لقاءات وإبرام اتفاقيات وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمهرجانات وإطلاق المبادرات إضافة الى التغطيات الإذاعية والتلفزيونية لها ، ولم يغفل جانب التدريب واستضافة ورش العمل والدورات بالتعاون مع المنظمات الدولية والمجتمعات العربية والمحلية ونشر الأخبار والإعلانات والتغطية الصحفية وطباعة المجلات والمنشورات.
أكاديمياً
تم استحداث برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين وتأهيلهم قبل الخدمة، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في قسم المناهج والتدريس بكلية العلوم التربوية ، كما استحدثت العديد من التخصصات في كليات الجامعة المختلفة، وتحولت بعض المعاهد الأكاديمية بالجامعة كمعهد بيت الحكمة وعلوم الأرض والبيئة إلى كليات ، كما تم تحويل عمادة الدراسات العليا إلى كلية وإيجاد فرع لها في مكتب الجامعة بالعاصمة عمان، كما استحدثت كلية للغات الأجنبية.
كان هناك اهتمام بتجويد البحث العلمي نوعا وكما من خلال مراجعة التعليمات وتعديلها لتحفيز النشر في الجامعة بالتركيز على نوعية البحث ومخرجات التعليم، ورفع مخصصات البحث العلمي والدراسات العليا و الأبحاث التي تتضمن شراكات عالمية أو ربطا مع الصناعة، بالإضافة الى دعم مشاركة أعضاء هيئة التدريس في المؤتمرات العالمية لعرض نتائج أبحاثهم.كما كان هناك اهتمام بتجويد الدراسات العليا من خلال التعديل على تعليمات الدراسات العليا والتي تضمنت اشتراط استلال بحث من رسالة الماجستير وإرساله للنشر كمتطلب للتخرج. وتشجيع أعضاء الهيئة التدريسية على العمل بشكل منتج مع طلاب الدراسات العليا دون وجود سقف لأعداد الأبحاث المستلة التي يمكن استخدامها في طلب الترقية.
كما انتقلت الجامعة نقلة نوعية بنظام العلامات الجديد من خلال استخدام الرموز بدلا منها. كما تم تعديل تعليمات حوافز نشر الأبحاث في مجلات عالمية بعد زيادة المخصصات المالية للنشر والبحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية في البحث العلمي ويعزز من سمعة الجامعة عالمياً، وفتح المجال لعقد العديد من المؤتمرات وورش العمل الدولية والإقليمية والمحلية
إضافة إلى نهج الجامعة في الابتعاث ورفد كوادرها بأساتذة من خريجي أهم الجامعات العالمية المرموقة وحسب خطة التعيين والإيفاد التي أقرها مجلس العمداء. كما عملت الجامعة على تحديث منظومتها التشريعية من خلال تعديل تعليمات منح درجة البكالوريوس، وتعليمات منح درجة الماجستير.
كما كان هناك سعي جاد نحو اعتماد برامج الجامعة محليا ودوليا ، فقد عقدت إدارة الجامعة العديد من اللقاءات مع مديري التصنيفات العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر الماضية. للحصول على شهادات الاعتماد الدولية، حيث انتقلت الجامعة مؤخراً للمرحلة الثانية من مراحل الحصول على شهادة الاعتماد الدولي في إدارة الأعمال المعروف بـ AACSB، وأولت الجامعة الاهتمام من خلال مركز الجودة والتطوير بدعم الكليات العلمية وتوجيهها بتوفير متطلبات الحصول على شهادة ABET، وقد تم الانتهاء من إعداد ملف البرامج الأكاديمية للمرحلة الأولى وعقد امتحان نهاية البرنامج اأـ Exit Exam لعدد من البرامج الأكاديمية لأول مرة في الجامعة.
وعلى صعيد آخر فقد تم قبول الطلبة من عدد من الدول عربيا ومحليا، ليبلغ عدد الطلبة الوافدين الإجمالي 900 طالبا من مختلف دول العالم. وعلى صعيد متصل كان للجامعة مشاركات دولية من خلال طلبتها الذين فازوا بجوائز ذهبية في مسابقة ريتش الدولية، وفوز طلبة من كلية الهندسة بمشروع هندسي ضمن أول عشرة مشاريع على مستوى العالم.
إداريا :
وضمن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته لتحفيز الشباب وتنمية قدراتهم الإبداعية وتوجيه طاقتهم نحو الابتكار والإبداع من خلال تفعيل العلاقة مع قطاعي الصناعة والأعمال، بالعمل على توفير بيئة تدريبية مناسبة وحاضنة للإبداع، وتخريج قادة قادرين على خلق فرص العمل بدلاً من البحث عنها وذلك من خلال نشر ثقافة الريادة والإبداع وتجذيرها، فأنشىء مركز الريادة والابتكار الذي عقد العديد من الندوات والمحاضرات والدورات والورش التثقيفية، كما يقوم هذا المركز برعاية ودعم المبادرات الريادية والإبداعية، والتي تعود بالنفع على الجامعة و المجتمع. كما تم افتتاح العديد من المواقع الإدارية والمراكز بالجامعة التي ساهمت في دفع عجلة التنمية داخل الحرم الجامعي ومنها مدرجي البخيت والهندسة . كما أسهمت في رفع سوية العمل الإداري والأكاديمي بالجامعة وبناء قواعد بيانات للتواصل مع الشركاء والباحثين الدوليين ممن كان لهم تجارب مع الجامعة من خلال مركز إدارة الأزمات والكوراث الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط/ ومركز دراسات المرأة، ومركز تنمية وخدمة المجتمع. كما تمكنت الجامعة من إعادة تأهيل المرافق الصحية بجميع المباني فيها لذوي الإعاقة ، و إجراء الصيانة اللازمة لعدد من مبانيها لغايات استثمارها كمبنى دار الندوة ومباني إسكان الطلبة. وللتوفير في فاتورة الكهرباء فقد تم ربط المباني الجديدة التي أنشئت بمنحة من صندوق أبو ظبي بمشروع الطاقة الشمسية ، لتصبح مباني الجامعة كاملة مربوطة بالمشروع . كما تم البدء بتنفيذ مشروع استثماري لمحطة محروقات في الجامعة بالتعاون مع شركة جوبترول الأردنية. وأعيد تشغيل مصنع الجامعة لمياه الشرب ، كما أعيد البث الإذاعي في الجامعة من خلال حزمة من البرامج المختلفة التي أسهمت في خدمة فعاليات الجامعة ومناسباتها المختلفة .
وفي مجال التسويق فقد خطت الجامعة نحو العالمية حينما تم التنسيق واستضافة العديد من المسؤولين ولقاءاتهم بمقر الجامعة ، والقيام بالعديد من الزيارات إلى السفارات العربية والأجنبية لبحث التعاون الأكاديمي والثقافي ، وكذلك زيارة العديد من المؤسسات الوطنية لبحث التعاون والتشبيك مع الجامعة .
كما حرصت الجامعة على الانفتاح إعلاميا ، حيث تم التواصل مع أكثر من ثلاثين مؤسسة إعلامية محلية وعربية ودولية بغرض التشبيك والتعاون والانفتاح بما ينسجم مع خدمة مصالحها المختلفة وإجراء ما لا يقل عن عن 30 لقاء تلفزيونيا واذاعيا ، إضافة إلى إعداد التقارير الصحفية الإلكترونية، وإعداد أول مجلة الكترونية إخبارية بسبع لغات عالمية. وإنشاء منصات داعمة للموقع الرسمي للجامعة كصفحة فيسبوك وتيك توك وليندكدان ويوتيوب، إضافة إلى تفعيل صفحتي تويتر والإنستغرام. كما كان هناك اهتمام بمتابعة الخريجين من خلال تفعيل دائرة الخريجين في الجامعة و إنشاء منصة linkedIn لمتابعة الطلبة في جميع المحافل الدولية ، واستقطاب الذين حصلوا منهم على جوائز وكؤوس دولية وعربية وعالمية وتكريمهم ليكونوا رسل محبة للجامعة .
أما على مستوى التعاون الدولي والمحلي، فقد عززت الجامعة من مصداقيتها وتعاونها مع المجتمع المحيط من خلال عقد اتفاقيات وإبرامها لا يقل عددها عن 12 اتفاقية مع العديد من الجامعات والمنظمات الدولية والعربية والمحلية، وكذلك العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية في المجتمع المحلي. كما استضافت الجامعة العديد من اللقاءات المجتمعية داخل الحرم الجامعي كلقاء دولة رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي مع أبناء محافظة المفرق والمجتمع المحلي ، كما فتحت أبوابها لاستقبال الكتل النيابية والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ، وتنظيم زيارات للمؤسسات الرسمية والاجتماعية والخيرية في مدينة المفرق وإقامة المهرجان الثقافي السياحي الدولي الأول للتعريف بأهمية محافظة المفرق سياحيا. كما فتحت الجامعة مرافقها المختلفة أمام المجتمع المحلي كنوع من الخدمة والتعاون والتشبيك معهم .
كما كان للجامعة اهتمام بالجانب الزراعي من خلال مشروع الزراعة المائية والذي ينفذ مع واحدة من اعرق الجامعات العالمية كجامعة شيفيلد البريطانية، كما اهتمت بزيادة المساحات الخضراء داخل الحرم الجامعي، وإعادة تشغيل بئر الماء بعد سنوات من توقفه لجعل البيئة الجامعية بيئة جاذبة لا بيئة طاردة، من خلال استثمار مواردها والاستغلال الأمثل لزيادة الرقعة الزراعية فيه .