أحيت الفرقة الجزائرية على مسرح مركز إربد الثقافي مساء اليوم الأربعاء، أولى حفلات الأيام الثقافية الجزائرية والتي تستمر مدة يومين، وذلك ضمن احتفالات إربد العاصمة العربية للثقافة لعام 2022.
وجرى الحفل برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وحضور محافظ إربد رضوان العتوم، وسفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية محمد شريف كورطة، ورئيس المكتب التنفيذي لإحتفالية إربد المهندس منذر بطاينة ومدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة وأبناء الجالية الجزائرية في الأردن وحشد من الفنانين والمثقفين والمواطنين الأردنيين،وألقت النجار خلال حفل الإفتتاح الذي أدارته الشاعرة سمية محنش كلمة رحبت فيها بالحضور والفرقة الجزائرية، استعرضت تاريخ إربد كمدينة ولادة للجمال والفكر والشعر والموسيقى وقادرة على ولادات أشكال فنية وأدبية وثقافية جديدة، مضيفة إن "إربد مدينة عرار رمز الثقافة الأردنية والعربية، بما تمثله من إبداعات بمختلف المجالات.
وأشارت الى التفاعل الجميل مع الأصوات التي يعشق الجميع سماعها مثلما نعشق تراب العالم العربي، باعتبار طبيعتنا العربية والقومية لا سيما وأن الأردن يجمع الأمم على طاولة المحبة والانفتاح والابتكار، وذلك لقدرته على تجاوز المحن والآلام والمتاعب والمصاعب والإخفاقات هنا وهناك.
وأضافت النجار "أننا نتحدث اليوم لغة الوطن ونفتتح الأسابيع الجزائرية ونعمل معا بشكل تفاعلي ونوعي لأن الفعل الثقافي يجب أن يعكس نوعية الحياة، وسنستمر بالعمل بشكل تفاعلي وتشاركي بشغف لأن الأردن كبير بكل معنى الكلمة".
وقال ممثل وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية المشرف على الوفد ومدير الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتور سمير الثعالبي " لطالما وحدت الثقافة أمما وأنظمة وقوانين عن طريق تبني ثقافة الفكر والحوار والارتقاء بالفنون والآداب التي تقوي وترسخ معالم الهوية العربية وتعمق انتماء الذات الفردية والجماعية العربية لمكتسباتها الحضارية والثقافية.
وأضاف ان الشعوب تستمد إرادتها وشعاع نهضتها الفكرية من خلال الفخر بالانتماء لهذه الأمة العظيمة، وانتماءاتنا العربية التي تمثل جوهر الحضارة الضاربة في عمق التاريخ الإنساني، وموروثنا الثقافي الحضاري الذي نسخر له كل مجهوداتنا القطاعية والسياسية من أجل الحفاظ عليه وصونه لتقديمه للمجتمعات الأخرى عبر العالم بألق وقيمة مميزة.
وتابع " إننا نحتفل اليوم بإربد المدينة العريقة والثمينة تاريخا وفنا وأدبا وفلسفة وفكرا وحضارة، ونحتفي بها جميعا كمدينة تجسد روح الثقافة العربية بجدارة، لا سيما وأنها جمعتنا اليوم بعد جائحة كورونا التي فرقتنا لفترة، ونحن اليوم عطشى لنهل شذرات الإبداع في تلاحم قومي عربي أصيل.
واشتملت فعاليات الحفل على عرض فيلم وثائقي للفنانة الرسامة نجوى سراع والتي عرضت من خلاله مجموعة من اللوحات الفنية التشكيلية التي تعبر عن تاريخ وحضارة الجزائر العريقة وعرض موسيقي للفنانين المشاركين وهم ليلى برصالي، حكيم صالحي، سمير تومي وناديا قرفي.
وقالت الفنانة ليلى برصالي خلال حديثها الى وكالة الانباء الاردنية (بترا) أنها فنانة غنائية متخصصة في الفن الأندلسي وهو فن معروف في المغرب العربي ويتميز بالموشحات الأندلسية ذات الطابع الأندلسي الكلاسيكي والمختلف كليا عن الطابع الشرقي .
واشارت الى أن الجمهور المستمع في الأردن سيكتشف هذا النوع من الفن الموسيقي الذي يحتوي على أغان لكبار الشعراء من القرن الثاني عشر، إضافة الى أغان صوفية في مدح الرسول( ص ) واخرى دينية من القرن السادس عشر، وهو نوع قديم جدا ومعروف في المغرب العربي.
وبينت برصالي أن الفرقة استخدمت الآلات التقليدية ومنها العود والقانون والإيقاع وجميعها تمثل الجانب التقليدي الجزائري ونحن سعداء جدا بتقديم هذا اللون الجديد في الأردن.
من جهتها تحدثت الفنانة ناديا قرفي عن الاستقبال الجميل من الحكومة والشعب الأردني مبينة أنها ستقوم بغناء أغان من النوع "الشاوي والسطايفي والسطراوي"، وهو نوع من الفن الجزائري وبعكس الفن الأندلسي المنتشر في الوطن العربي، وأنواع من الأغاني التراثية الجزائرية المحضة باللهجة الشاوية الأمازيقية والتي نتمنى أن يستمتع بها الجمهور الأردني.
يشار الى أن الأيام الجزائرية ستتضمن أيضا افتتاح معرض الفن التشكيلي للفنانة نجوى سراع ومعرضا للخط العربي للفنان صفار، وأمسيات شعرية وأدبية يقدمها الفنانان محمد عبد الوهاب عيساوي وسمية محنش مساء يوم غد الخميس اضافة الى عرض موسيقي في مركز زوار مدينة أم قيس الأثرية، وهي فرصة للإطلاع على المواقع الأثرية والسياحية في الأردن والتي تعبر عن الهوية الوطنية.