يعود هذا المصطلح إلى الناقد الأدبي هارولد بلوم في كتابه (قلق التأثير) الذي صدر في سبعينيات القرن العشرين، ويعني هذا المصطلح المأخوذ من النقد النفسي الفرويدي "القلق الإبداعي" الذي يستشعره المبدع عند ظهور مبدع كبير في عصره، ويقول بلوم: إن كل شاعر إنجليزي أو أمريكي منذ ظهور الشاعر جون ميلتون في القرن السابع عشر يعاني من قلق ناشئ عن كونه تاليا لهذا الشاعر، ولعل أسباب هذا القلق تعود إلى تساؤل الشاعر التالي عن قدرته على الإبداع والإتيان بشيء جديد، وهذا القلق يشبه قلق الابن مع الأب حيث تمتزج في نفس الابن تجاه أبيه -حسب قول فرويد- مشاعر الحب مع الخوف، والحسد مع الكراهية هذه المشاعر تجعل المبدع التالي يحاول التخلص من سطوة المبدع الأول، ومن حضوره الطاغي عن طريق كتابة قصيدة يقنع نفسه من خلالها بأنها قادرة على أن تتجاوز قصيدة الشاعر الأول، وأن تتفوق عليها لهذا يقوم المبدع التالي بقراءة نص المبدع الأول قراءة تشويهية تبرز ما فيها من ضعف.
بناء على ما سبق فإن العلاقة بين النص المؤثر والنص المتأثر عند بلوم علاقة معقدة وصراعية، وللتخلص من هذا الصراع أنشأ بلوم ما يعرف بالقراءة الخاطئة التي تعرف بقيام المبدع بإسقاطات على النص المقروء لجعله يفقد سحره وقدرته.