رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

دراسة حديثة لـ "تريندز" تؤكد أن موقف مصر تجاه "الإخوان" اِستاتيكي ثابت .. ولا حوار مع الجماعة آنياً ولا مستقبلاً

دراسة حديثة لـ تريندز تؤكد أن موقف مصر تجاه الإخوان اِستاتيكي ثابت .. ولا حوار مع الجماعة آنياً ولا مستقبلاً
جوهرة العرب 

أكدت دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن رحلة صعود جماعة الإخوان المسلمين وسقوطها السياسي والاجتماعي لا ترتبط بفكرهم وأدائهم السياسي فقط، لكنها وثيقة الصلة باختلالات كثيرة في النسق السياسي والاجتماعي في بعض الدول العربية، فغداة اندلاع ما سُمي بأحداث الربيع العربي في عام 2011، كانت المنطقة العربية تبدو وكأنها في طريقها لتصبح ساحة خالصة لنفوذ "الإسلامويين"، تُستعاد فيها أحلام "الخلافة"، وتظهر في ثناياها إرهاصات "الإمبراطورية" الموعودة، 

ولكن العديد من الدول العربية سعت إلى معالجة تلك الاختلالات في محاولة لتجفيف البيئة التي تنمو فيها جماعات الإسلام السياسي عموماً، وذلك من خلال محاولة تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية تغلق المجال تماماً أمام هذه الجماعات.

سياسات المواجهة

وبينت الدراسة المعنونة بـ : "اِستاتيكية الموقف.. موقع الإخوان من الحوار الوطني في مصر"، والتي أعدها محمد سالم السالمي الباحث الرئيسي ومدير إدارة التدريب والتطوير في "تريندز"، والدكتور يسرى أحمد العزباوي الباحث الرئيسي في "تريندز"، أن السياسات الحالية لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين في مصر ناجعة وقد آتت أكلها، وأثرت في بنية الجماعة وهيكلها، الأمر الذي يؤكد ضرورة استمرار هذه السياسات التي تستهدف تجفيف البيئة الملائمة لنمو هذه الجماعة، ورفع شعار "لا حوار مع من أشهر السلاح وقتل، واستعان بالخارج"، واصفة موقف الدولة المصرية تجاه جماعة الإخوان المسلمين بأنه موقف "اِستاتيكي" ثابت، حيث لا حوار مع الجماعة آنياً ولا مستقبلاً.

وتناولت الدراسة البيئة الداخلية التي يتم فيها الحوار الوطني للدولة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين معاً. كما حاولت الإجابة عن عدة أسئلة مثارة في الداخل المصري، والخارج أيضاً، ومنها: ما حقيقة موقف جماعة الإخوان المسلمين من الحوار، ولماذا ترحب الجماعة بالحوار بهذا الشكل بعدما ناصبت الدولة المصرية كل أنواع العداء، ولماذا لا يمكن الحوار مع الإخوان، وما السيناريوهات المتوقعة للحوار بين الإخوان والدولة المصرية؟

ثمار الدعوة للحوار

وذكرت الدراسة أن دعوة الحوار الوطني في مصر شكلت فرصة لتحقيق العديد من الأهداف: أولها: التأكيد على الموقف المجتمعي الموحد الرافض لجماعة الإخوان المسلمين، التي قامت بالاستقواء بالخارج، وعملت على تشويه سمعة مصر عبر اختلاق الكثير من الأزمات المفتعلة التي لا وجود لها على أرض الواقع، وثانيها: استثمار طاقات القوى السياسية والشبابية واستخراج أقصى قدر لديها من الأفكار الإيجابية التي يمكن أن تسهم في دفع القضايا كافة للأمام، وإيجاد حلول مبتكرة لها، وثالثها: إعادة الحياة للقوى السياسية والمدنية عبر حالة الدينامية التي أوجدها الحوار الوطني في المجتمع، من خلال اشتراك كل المؤسسات الوسيطة والأحزاب السياسية في تقديم رؤاها، ليس لحل المشاكل الآنية فقط، ولكن لما يجب أن تكون عليه الأوضاع مستقبلاً.

منهجية العنف

واستعرضت الدراسة البحثية عدداً من الأسباب الجوهرية التي تؤكد استحالة إجراء أي حوار بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين حالياً، ومستقبلاً أيضاً، ومنها: "منهجية العنف"، حيث أظهرت أحداث ما سمي بـ "الربيع العربي" أن الأداة الرئيسية التي تتعامل بها جماعة الإخوان مع القوى السياسية الأخرى هي العنف الممنهج بمفهومه الشامل، المادي والمعنوي، الأمر الذي ظهر بوضوح في ممارسة الجماعة قبل وبعد ثورة 25 يناير، في مصر وتونس وأغلب الدول التي شهدت تلك الأحداث، وهو ما اتضح جلياً من خلال المشاهد الحقيقية المسربة في مسلسل "الاختيار3"، والاغتيالات التي تمت بمباركة من الجماعة للنشطاء الذين كانوا يرفضون سيطرتها على المجتمع والحكم في تونس ومصر.

وأشارت إلى أنه يخطئ من يعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين لديها "ثأر" أو تناصب العداء للنظام السياسي المصري الحالي فقط، فمن يلاحظ أو يدقق في الحوارات أو التصريحات الإخوانية، للقيادات العليا أو الوسطى، أو حتى الإخواني العادي، يجد أن الجماعة تناصب العداء لكل ما هو مصري، الأمر الذي يظهر جلياً في "حفلات الشماتة" التي تقام من قبل أعضاء الجماعة في حالة وفاة أحد رموز الفن، أو القيادات التي أيدت ثورة 30 يونيو، فالجماعة تترقب كل حدث وتجمع وطني، يلتف حوله المصريون وتحاول إفساده عبر كتائبها الإلكترونية التابعة لها.

فشل الحوار والمهادنة

وأوضحت الدراسة أن حالة الضعف والوهن، التنظيمي والفكري، للمؤسسات الوسيطة في المجتمع المصري تحتم على الدولة الاستمرار في حظر جماعة الإخوان المسلمين وعدم فتح أي حوار معها، إذ إن حالة الضعف هذه قد تستغلها الجماعة مرة أخرى حال عودتها إلى المشهد، خاصة وأنها تمتلك من الأدوات التي تستطيع من خلالها التغلغل وإعادة السيطرة سريعاً على تلك المؤسسات، مضيفة أن التاريخ يؤكد أن تجربة الحوار، والمهادنة، مع جماعة الإخوان المسلمين لا تأتي بثمارها، بل العكس هو ما يحدث تماماً، كما أن انخراط جماعة الإخوان طوال السنوات الماضية في قضايا إرهاب وغسل أموال وتخابر، إضافة إلى قيادتها لتنظيمي "حسم" و"لواء الثورة" الإرهابيين، دفع القضاء المصري إلى تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، وحظر أنشطتها، وتجميد أصولها وأموال عدد من منتسبيها.