رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ديوان العرب في النيجر.. قصائد تلامس الروح وتشدو للحياة

ديوان العرب في النيجر.. قصائد تلامس الروح وتشدو للحياة

العويس: جمهور الشعر العربي في النيجر يؤكد مكانة اللغة العربية

بيان إبراهيم: سنظلّ نقدّر مشروع الشارقة الثقافي في النيجر

 جوهرة العرب

النيجر- الشارقة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت جمهورية النيجر، أمس السبت، النسخة الأولى من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع نادي النيجر الأدبي الثقافي في العاصمة نيامي، في إطار مبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، التي تهدف إلى نشر اللغة العربية، وتعزيز حضور الشعر العربي.

شارك في الملتقى 7 شعراء، هم: د. علي تاسع، ووكيل الحاج عبد السلام، ود. مهدي الحاج معاذ، وسيدي ولد عمر أحمد الكنتي، وآمدو علي إبراهيم، وشمس الدين ثاني غربا، وسالم أغ أنار، وتنوّعت النصوص في طرحها الشعري اللافت منطلقة من الوزن الشعري العربي إلى مشهديات وصور ومجازات وصفية ودلالات رمزية عالية.

 حضر حفل افتتاح الملتقى مدير التعليم العربي العالي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي النيجرية د. يوسف مُنكيلا، و رئيس نادي النيجر الأدبي الثقافي أَمْغَرْ بَيان إبراهيم، ورئيس جامعة الوفاق الدولية في النيجر د. محمد الخير إبراهيم جيرو، وعدد من ديبلوماسيين عرب وأكاديميين وشعراء ومثقفين ومهتمين بالشعر العربي، كما شهد الملتقى حضور لجنة تحكيم  لاختيار النصوص المشاركة في الملتقى ويمثّلها د. أغ محمد أغ.

وقال سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، إن ملتقى النيجر للشعر العربي هو الملتقى الخامس ضمن ملتقيات الشعر العربي في افريقيا التي وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتنظيمها بعد غينيا ونيجيريا والسنغال وتشاد، مشيراً إلى أن حضور جمهور  الشعر العربي  في النيجر يؤكد على مكانة اللغة العربية في هذه الدولة الإفريقية الكبيرة بتاريخها، الامر الذي يشجع على استمرار تنظيم الملتقى في هذا البلد، موضحاً العويس أن دائرة الثقافة في الشارقة تعمل على استكمال سلسلة هذه الملتقيات و بالتنسيق مع الجهات الرسمية في كل من مالي و ساحل العاج وجنوب السودان وبنين خلال الفترة المقبلة.

في البداية، رحّب المنسق الثقافي في النيجر آمدو علي إبراهيم بالحضور، قائلاً: "إلى من حضروا حبا للغة الضاد، أرحب بكم في حضانة الملتقى، ملتقى النيجر للشعر العربي بالتعاون مع دائرة الثقافة بالشارقة، والملتقى مبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة، والهدف الأسمى له هو  الحفاظ على اللغة العربية وآدابها في دول غرب إفريقيا/ لغة الخلود والإنسانية ولغة الدين والقيم والأخلاق، وبعد الاطلاع على المشاركات التي وصلتنا، استطاع أن يترشح للمشاركة سبعة شعراء سيحلقون بنا في آفاق الجمال والإبداع. شعراء تغنّت حروفهم للمجد وشُغفت الابداع".
من جانبه، قال رئيس نادي النيجر الأدبي، أَمْغَرْ بَيان إبراهيم: "دعوني أولا أشكركم على تلبية دعوتنا وحضوركم الجميل، وكما لا يخفي عليكم، نحن اليوم في ملتقى النيجر للشعر العربي بالتعاون مع دائرة الثقافة بالشارقة، وهذا الملتقى يجمع شخصيات أدبية وشعراء مبدعين خلال لحظات تسافر بنا في الإبداع، ونادي النيجر الأدبي الثقافي الذي يشارك اليوم دائرةَ الثقافة بالشارقة في تنظيم هذا الملتقى ناد يسعى لاحتضان تجارب الشباب في الحقل الأدبي والثقافي من خلال الدورات والندوات والملتقيات والأمسيات الأدبية والثقافية. وسيظل في خدمة هذا المشروع".

بدوره، أكّد ممثل لجنة التحكيم د. أغ محمد أغ أن هذا الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في غرب إفريقيا؛ هو نشاط أدبي وثقافي واعد جدا نرجو له الدوام والاستمرار في المنطقة، مشيرا إلى أن الشعراء المشاركين ثلةٌ من المبدعين خاصة وأن نصوصهم تم اختيارها بناء على لجنة التحكيم.

البداية كانت مع الشاعر آمدو علي إبراهيم حيث قرأ من قصيدة تحمل عنوان "على عتبة التاريخ"، وانطلق من تلك العتبة إلى سؤال التاريخ والحلم، يقول:

آتٍ لأُقد في عينيك مُقتَبَساً      كل الدروب ليال لم تجد قَبَساً

حلمان أنت: انتصارات مؤجلة      وموعد في أقاصي الفجر ما يئسا

يا سيّد الراية الخضراء/ قافلة الـ       آمال أنشد رويدا واغترف نفسا

أمسك الوجد إذ مرّ الربيع على    شدو فخلت اخضرار اللحن أندلسا؟

أم استجد بك التاريخ فانسحبت           منه الحوادث ما استبقى وما درسا.

وقرأ شمس الدين ثاني غربا من قصيدة بعنوان "أنا والقرآن الكريم"، حيث يناجيه في الظلماء، متعهدا بحفظه، يقول:

أناجيك في الظلماء والآي تفتح     أمامي آفاق الولاء وتشرح

وتُسري بإيماني فيأوي عوالما         تضيّفه بالمعجزات وتفرح

وتبعث بالتّبيين يصحب خاطري     إلى منطقي، والمنطق اليوم يمرح

تعاهدت للقرآن حفظا مركّزا      وذلك ميثاق به القلب يصبح.

"الوداعية" من القصائد التي قرأها علي تاسع، حيث يكفكف سيل الدموع بسبب فراق الأحبة، يقول:

صحوت ولي دمعة جارية        بخديّ من مقلة باكيه

جلست اكفكف سيل الدموع     أتتني بمأساتها الدامية

وذلك من سوء حال دهاني         فأضحت قواي له واهية

فراق أحبتنا إن هذا               لأمرٌ مرارته قاسيه

أخلّاي لا تذكروا لي حديثا          يخفف لي دمعة جارية

وألقى  وكيل الحاج قصيدة "وجهة لغريب ما"، يتحدث فيها عن مرارات الغربة، يقول:

ليست الغربة عندي مشكلة         لا، ولا طول التأني معضلة

والترامي من خطى البيدا له         وقعةٌ تبعث مني أسئلة

وجِرابي عزّ أن يعتزّ من       لون خبز خارجا أو داخله

قربتي أمعن فيها الدهر من       كرّه، يرسم فيها جدوله

حظوة الصياد مثلي، بحرها       مدّ طول العمر عنها كلكله.

وحاول سالم أغ أن يلملم شتات قلبه من يومه المبلل بالقلق، وهو يجدّف ساعيا إلى تجاوز بحر المستحيل إلى أرض الحب، يقول:

تعالي نلمّ الشتات

ونمضي

نرمّم قلبين ذابا مرارا مرارا

وضما النزيف انتظارا

وهبّا رمادا إلى المستحيل!

تعالي قريبا قريبا

ستصحو المدينة

على ألف قلع يجرّ الغرق

يعلّم وجه الهدوء القلق

يصبّ البراءة تحت الشفق.

تعالي

 نمد الدروب لخطو الأماني

ترتّل أهدابنا فرحة م

ونهطل غيثا خفيفا

على تمتمات الوجع.

 

وفي ختام الملتقى تم تكريم الشعراء المشاركين، وتسلّموا شهادات تقديرية احتفاء بإبداعهم الأدبي الكبير.