• المستثمرون يواصلون البحث عن فرص بالرغم من مخاوفهم المتعلقة بسوق الأوراق المالية والاقتصاد ومدخراتهم التقاعدية
• يشعر المستثمرون في الإمارات بالحذر نتيجة التقلبات الحاصلة في السوق وارتفاع مستويات التضخم، لكنهم متفائلون بشأن الاقتصاد الإقليمي
جوهرة العرب
زيوريخ، سويسرا، 9 أغسطس 2022 - تراجع التفاؤل في أوساط المستثمرين من أصحاب الأصول الصافية الضخمة إلى مستوياته الأولى أثناء انتشار الجائحة بسبب استمرار المخاوف المتعلقة بتأثير التضخم الاقتصادي وآثاره على السوق، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك وفقًا لآخر استطلاع ربع سنوي حول توجهات وشعور المستثمرين الصادر عن UBS، المجموعة العالمية الرائدة في إدارة الثروات. وقد توصل هذا الاستطلاع الذي شمل أكثر من 2800 مستثمر و1100 من أصحاب الأعمال في 14 سوقًا إلى أن المستثمرين يركزون على مدخراتهم التقاعدية مع تأجيل البعض لإجراء عمليات شراء كبيرة. وقد شمل الاستطلاع آراء مئتي مستثمر وصاحب عمل في الإمارات.
مع تضاؤل تفاؤل المستثمرين، بات القلق الآن يساور ثلاثة من بين كل أربعة مستثمرين بشأن اتخاذ قرارات استثمارية خاطئة في البيئة الحالية مع تمسكهم بالسيولة النقدية. وبرغم ذلك، فإنهم يرون فرصًا استثمارية محتملة في حالة استمرار تراجع الأسواق، كما أنهم يولون اهتمامًا كبيرًا لأمن الطاقة والتنقل الذكي والأتمتة/الروبوتات كفرص استثمارية طويلة الأجل.
وبدوره قال إقبال خان، الرئيس المشارك لقسم إدارة الثروات العالمية في بنك UBS: "يبدي المستثمرون على الصعيد العالمي قلقًا بشأن المزيج المتمثل في ارتفاع مستويات التضخم والحرب الدائرة في أوكرانيا واحتمال حدوث ركود". "ففي الأوقات الصعبة المماثلة، من المهم أن يواصل المستثمرون السعي وراء الحصول على مشورة الخبراء ومنظورهم لفهم البيئة والفرص المحتملة لدعم احتياجاتهم من السيولة والاستدامة والمتوارث."
وبدوره، قال علي جانودي، رئيس قسم إدارة الثروات لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في UBS "يو بي إس": "يتوخى المستثمرون الإماراتيون الحذر في خضم استمرار التقلبات في السوق وضغوط التضخم والمخاطر الجيوسياسية وبالتالي عدم اليقين، لكننا في وضع جيد يسمح لنا بإرشادهم خلال هذه الفترة، خصوصًا أنهم أظهروا اهتمامًا بمواضيع الاستثمار في قطاعات تشمل أمن الطاقة والتنقل الذكي والأتمتة والروبوتات. صحيح أن أصحاب الأعمال في المنطقة قلقون بشأن ارتفاع الأسعار وتكلفة المواد، لكنهم متفائلون بشأن الاقتصاد الإقليمي خلال العام المقبل ويخططون لمواصلة التوظيف".
في المقابل، زاد تفاؤل أصحاب الأعمال بعد أكبر تراجع حدث خلال عامين ويخطط معظمهم لمواصلة توظيف العمال والاستثمار في أعمالهم خلال الـ12 شهرًا المقبلة. حيث يتوقع نحو نصف أصحاب الأعمال رفع الأسعار في الأشهر الستة المقبلة مدفوعة بارتفاع تكاليف المواد والمخاوف المتعلقة بتضخم الأجور.
ومن جانبه، قال السيد توم ناراتيل، لرئيس المشارك في قسم إدارة الثروات العالمية في UBS «يو بي إس «:"إن تزايد التفاؤل لدى أصحاب الأعمال والتركيز المستمر على التوظيف والاستثمار في أعمالهم لعلامة مشجعة على ضوء بيئة السوق الحالية، وذلك نظرًا لكونهم المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي. فالمشورة والحلول المدروسة لإدارة الثروات عبر تخطيط الأعمال وتنويع المحفظة وتخطيط الخروج سيكون أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لهم أثناء تنقلهم في السوق."
النتائج الإقليمية:
الإمارات العربية المتحدة:
يعتبر التضخم والأمن السيبراني ومخاطر حدوث ركود محتمل مصدر قلق أساسي للمستثمرين في الإمارات، حيث يعمد نحو 45٪ منهم إلى تأجيل عمليات الشراء الكبيرة، ويشعر 72٪ منهم بالقلق حيال التأثير طويل الأجل على مدخرات التقاعد والأموال للأجيال القادمة. وعلى الرغم من مخاوف التضخم، إلا أن السيولة النقدية سجلت انخفاضًا طفيفًا منذ مايو. وفيما يتعلق بزيادة الاستثمارات في السوق، صرح 33٪ من المستثمرين في الإمارات أنهم سيزيدون استثماراتهم، حتى لو تراجعت الأسواق بنسبة 10٪ إضافية، ولكن يشعر أصحاب الأعمال بالقلق إزاء ارتفاع تكاليف المواد، حيث عمد 44٪ منهم إلى رفع الأسعار في الأشهر الستة الماضية، ومن المقرر أن يرفع 48٪ منهم الأسعار في النصف الثاني من العام الجاري.
الولايات المتحدة الأمريكية
في الولايات المتحدة، تراجع تفاؤل المستثمرين على المدى القصير بشأن الاقتصاد وسوق الأسهم إلى 39٪ و 37٪ على التوالي مقارنة بنسبة 58٪ في مايو. إذا تراجعت الأسواق بنسبة 10٪ أخرى، فمن المرجح أن يزيد المستثمرون الشباب تخصيص استثماراتهم للأسواق (38٪ من بين جيل الألفية والأجيال الأصغر) عن المستثمرين الأكبر سنًا (18٪ من بين جيل الطفرة السكانية والأجيال الأكبر). بالنظر إلى الانتخابات النصفية، فإن أهم الشواغل في أوساط المستثمرين من أصحاب الأصول الصافية الضخمة في الولايات المتحدة هي الاقتصاد (85٪) يليه الرعاية الصحية (74٪) والضرائب (72٪) والضمان الاجتماعي (71٪).
أمريكا اللاتينية
صمد التفاؤل على المدى القصير بين المستثمرين بشكل أفضل في أمريكا اللاتينية عما كان عليه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعرب 53٪ عن شعورهم بالتفاؤل تجاه الاقتصاد وسوق الأسهم في منطقتهم في مقابل 60٪ في الفترة السابقة. فالسبب وراء تفاؤلهم هو عودة الحياة إلى طبيعتها واستمرار قوة الطلب من جانب المستهلكين، فضلاً عن الفرص المحتملة للاستفادة من هبوط أسعار الأسهم في دورة السوق.
أوروبا
تراجع التفاؤل في أوساط المستثمرين من أصحاب الأصول الصافية الضخمة، في جميع أنحاء أوروبا، فيما يتعلق بسوق الأوراق المالية والاقتصاد إلى 10 و15 بالمائة على التوالي مقارنة بمستويات مايو التي بلغت 50٪. فيما أورد الأوروبيون المتفائلون أسبابًا تتضمن قوة أرباح الشركة والتوظيف وطلبات المستهلكين.
آسيا والمحيط الهادئ
في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ظل التفاؤل ثابتًا وظل الأعلى في جميع المناطق حيث يشعر 6 من كل 10 مستثمرين بالثقة في سوق الأوراق المالية واقتصادهم. حيث يهتم المستثمرون في المنطقة بفرص الاستثمار طويلة الأجل بما في ذلك أمن الطاقة والتنقل الذكي.