سقى مارسيل خليفة البارحة جمهور مهرجان الحمامات في دورته السادسة والخمسين من نبيذ الشفتين المعتق بالشعر والموسيقى ثنائية خرافية كانت تحت عنوان "محمود مارسيل وأنا " تكريما لروح الشاعر الفلسطيني محمود درويش في ذكرى رحيله الرابعة عشرة ، ثنائية اخذت الجمهور اول العرض إلى لبنان بأداء مارسيل المميز لأغنية" بيروت" ثم واصلت الجولة إلى الاراضي الفلسطينية بلا جواز سفر بل بهوية درويشية بلون القرنفل.
صديقين نحن إلى ان ينام القمر هذا ما لم يقله مارسيل البارحة بل فرضه على المسرح بموسيقاه تارة كأدائه لاغنية" انا يوسف يا أبي" مع نجله بشار خليفة و "يطير الحمام " ... والقائه للشعر تارة "انا لست لي " والعصافير تموت في الجليل "...يمكن القول ان العرض كان جلسة لاستحضار روح درويش اتقنتها مجموعة فنية من جنسيات مختلفة تناغمت وتصالحت الحانها الغربية مع عود مارسيل لتنتج ما يطرب السمع ويرهف الحس.
اصغى الجمهور لمارسيل وغنى معه في نهاية الحفل "ريتا" وفي البال اغنية "بإنسجام تدغدغه مشاعر الحب والمقاومة التي أصلها فينا محمود ومارسيل معا .
وفي ختام عرضه استودع مارسيل الثقافة بيد جمهوره قائلا بلهجة لبنانية "في ثقافة بتونس حافظوا على هذا الحائط " .