إن المسلم تنتابه لحظات تأمل بعمق ، وتعتريه أوقات تحلق روحه، وتتسامى نفسه قربا” من الله ،وحبا” لطاعته ، إما لاستقامته المعتادة أو انتكاسة يعقبها صحوة أو ضياع يليه ندم … والناس في هذا أصناف شتى ، فمنهم من استدام على الشره والإقبال في أغلب أحواله مع انكسار وخوف من الله ودعم متلاحق من العبادات حتى لاينتابه الفتور
وهناك صنف يصحو بعد بلاء أصابه ،ثم تاب بعد انحراف فيقبل على الله إقبالا” منقطع النظير ، كما نسمع عن بعض الفنانين والمشاهير وغيرهم من أطياف المجتمع ثم يفتر وينتكس ، وربما رجع اسويء مما كان ، وهذا يرجع لعدة أسباب ،
* منها أن توبته وإقباله لم يكن عن اقتناع بل مجرد عاطفة لحظية وحماسة وقتية انطفأت مع مرور الوقت” …
* ومنها ملاحقة شياطين الإنس ووساوس شياطين الجن ، حتى يستسلم وينقاد لهم …
* ومنها عدم الصدق مع الله والسجود بين يديه تائبا خاشعا” باكيا” ذليلا” أن يثبته وأن يرزقه الاستقامة …
* ومنها أنه لا يحرص على تغيير بيئته التي تؤازره للشر مؤازرة دون الخير ، فينهار لأغر ائتهم …
* ومنها أن هناك معاصي كالمرض المزمن ليس من السهولة بمكان أن ينفك عنها الإنسان ، حتى بعد توبته فنفسه تراوده وقلبه يتلهف لها وروحه تحن إليها فيقع …
* ومنها أن الشيطان يزرع فيه روح اليأس وأنه طالما عصيت وتماديت فلا فائدة من توبتك ، بل يأتيه من باب آخر فيقول له ما فائدة العبادة التي تمارسها وأنت تفعل المعاصي .
بل يصل الحال لبعضهم والعياذ بالله وهم شرهم من يعاند ويكابر ويجاهر بأن ما كان عليه ليس من الدين بشيء أو هناك من غرر به أو كان مغيب عقليا” حينما اهتدى ، بل تجده محاربا” للإسلام من بعد هداية وتشويها” لجمال الدين من بعد صواب ورشد .
وهناك صنف من انتشى وأصابه الغرور باستقامته وداهمه العجب لعبادته فازدرى عبادة فلان وأحتقر تقصير علان واستصغر ذاك لمعصيته ، لقد خفي على هؤلاء إن ذلة العاصي أحب إلى الله من صولة الطائع ، لقد غاب عنهم العبرة بالخواتيم وان الحي لا تؤمن فتنته ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيدخل النار … ) ، لم يدرك هؤلاء أن الجزاء من جنس العمل فعيرت أحدهم بالإفلاس فأصبت
بالإفلاس بعد حين …
يخبرني أحدهم قائلاً :”كنت في قمة الشره والحماس ازدري احد الأكاديميين الشرعيين وكان جارا” لي لأنه يأتي إلى الصلاة متأخرا” ويكمل بقية الصلاة ، فبعد حين أصبحت أتأخر عن الصلاة إلى أن هجرت المسجد كلية بسبب اتخاذ خليلي قدوة لي والعياذ بالله .
والبقية تأتي