أثناء توجهي الى العمل عند السادسة صباحا، أرى امرأة تتجول بسيارتها، وابنتها تخرج من النافذة وتصرخ "خاوة .. خاوة"، استفزني الموقف حقا، فعن من تلك الخاوة لو كان نجاحك بتعب يمينك وبسهر لياليك وجهد اساتذتك؟ أم أصبحت تلك الكلمة السوقية دليل فخر ومباهاة لأشخاص ينتظر منهم ان يكونوا بناة المستقبل في وطننا العزيز؟ وطننا الذي لا ثروة فيه من نفط أو معادن، إنما ثروته الوحيدة هي شبابه.
موقف اخر يثير الاستفزاز، فقد نشرت إدارة السير المركزية وعبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مقطع فيديو لحوادث مرورية، وعلقت عليه: "الڤيديو يوضح حوادث مرورية وقعت اليوم عقب اعلان نتائج الثانوية العامة وعدم التزام بعض مستخدمي الطريق بالسلوكيات المرورية الصحيحة" .
تلك الحوادث التي حصلت بعد إعلان النتائج، لا مبرر لها سوى أن البعض يرى بالأفراح وسيلة للاحزان، وبالنجاح طريق نحو الفشل، فكيف بنا النهوض بواقع الحال ان لم نكن على درجة من الوعي والمسؤولية!! .
الموقف الثالث إطلاق العيارات النارية، قرأت منشور ساخر لاحد الأصدقاء يدعو لارتداء الخوذة عند الخروج من المنزل، أمر يستحق التوقف، ما العبرة من إطلاق العيارات النارية في المناسبات؟ وهل تلك الطريقة وسيلة للفرح؟ انها مغامرة قد تحول الفرح إلى حزن، وأي حزن ان تفقد من جاء يفرح لفرحك!! واي ثقافة تلك عندما تخرج هذه التصرفات من أشخاص نراهن عليهم لبناء مستقبل واعد ومشرق للأردن الغالي!.
ختاما، رسالة إلى كل من حالفه الحظ بالنجاح، هذا النجاح لك، وهذه الفرحة لك، ليست للخاوة، وليست مبرر لارتكاب الحوادث او إطلاق العيارات النارية، فالوطن وأهله غير مسؤولين عن سخافة تفكير من يرتكب مثل هذه التصرفات السوقية، البعيدة كل البعد عن الوعي.
وإلى وزارة التربية والتعليم، نرجو منكم المبادرة بسحب شهادة الثانوية العامة من كل من يثبت انه قام بتصرفات تعرض حياة المواطنين للخطر، ليكونوا عبرة للأجيال القادمة، فمن يقوم بمثل هذه التصرفات لا يستحق أن يساهم ببناء مستقبل الوطن.