أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات الكتاب الثامن من موسوعة
الإخوان المسلمين تحت عنوان: "علاقة جماعة الإخوان المسلمين بـأنظمـــة
الـحكـــم فـي مـصــر"، لتسبر أغوار طبيعة العلاقة بين الجماعة والأنظمة
المتعاقبة على حكم الدولة المصـرية مـنــذ الـعـهــد الـملكـــي حتــى عــــام
2021، وتكشف ملامح هذه العلاقة منذ نشأة تلك الجماعة حتى الآن، وتبين السمات
العامة والأدوات المُستخدمة من الجماعة في إدارة هذه العلاقة المتأرجحة. كما تحلل
السلوك والممارسة الفعلية للجماعة، التي قامت على توظيف الدين لخدمة مشـروعها
السـياسـي العابر لحدود الدولة الوطنية.
ويشمل الكتاب ستة فصول تبدأ بالمنهجية والإطار النظري، إلى جانب
الفصول التي تضمنت محددات ومرتكزات العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وأنظمة
الحكم المتعاقبة في مصر، وعلاقة الجماعة بالنظم والقوى السياسية خلال الفترة (1928
- 1970)، وكذلك علاقة الجماعة بكل من الرئيسين الراحلين محمد أنور السادات ومحمد
حسني مبارك، إضافة إلى علاقة الإخوان المسلمين بثورة 25 يناير وقراءة في أسباب
الصعود والهاوية، وعلاقة الإخوان المسلمين بنظام الحكم بعد 3 يوليو 2013.
وبينت الدارسة أن المتابع المدقق لمحددات ومرتكزات العلاقة بين الجماعة
وأنظمة الحكم، منذ العهد الملكي حتى الآن، يجد أنها لم تكن قائمة على وتيرة واحدة،
بل هي علاقة قائمة على المراوحة بين التعاون والصدام، والتوظيف المتبادل.
وذكرت أن الجماعة استخدمت أدوات عدة (دينية، وإعلامية، وسـياسـية،
واقتصادية، واجتماعية)، ولم تترك فرصة لاستخدام أدوات "القوة الخشنة"
و"الاستقواء بالخارج" إلا انتهزتها لمواجهة أنظمة الحكم، وذلك انطلاقاً
من مرجعياتها الفكرية والأيديولوجية.
وأشارت إلى أن ثمة مجموعة من السمات العامة لتعامل الجماعة مع نُظُم الحكم
في مصـر؛ من بينها: الفشل في تقدير قوة هذه الأنظمة وفي إدارة الصـراع معها،
والمرونة والبراغماتية، وتشابه بدايات ونهايات العلاقة بمختلف أنظمة الحكم،
والصدام مع مختلف هذه الأنظمة دون استثناء، والازدواجية والانتهازية في التعامل،
وادعاء "المظلومية التاريخية" لكسب تعاطف المجتمع بفئاته المختلفة،
والعداء الدائم للدولة الوطنية.
وأوضحت الدراسة أن الجماعة اختارت الأسلوب العنيف الذي اختطته لنفسها
اعتماداً على جملة من المرجعيات القائمة على تبني خطاب "عودة الشـرعية"،
والمرجعيات الدينية القائمة على فتاوى شـيوخ الجماعة، فضلاً عن أدوات التعبئة
الجماهيرية، وإطلاق العمل العنيف والمسلح، وتشويه رموز الدولة ومؤسساتها، ومحاولة
إنهاك الاقتصاد الوطني.
وخلصت الدراسة إلى أن عاماً
واحداً من حكم الجماعة كان كافياً لكشف تناقضها وافتقادها القدرة على القيادة. وأن
علاقة جماعة الإخوان بالنظام السـياسـي بعد ثورة 30 يونيو اتسمت بخصـيصة واحدة،
وهي المواجهة من أجل البقاء.
وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث
والاستشارات أهمية الإصدار الجديد ضمن موسوعة تريندز
حول الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن الموسوعة، التي تتكون من 35 كتاباً وصدر منها
حتى الآن 8 كتب، تهدف إلى كشف زيف هذه الجماعة وتفنيد ادعاءاتها، من خلال بحث علمي
رصين وموثق. وأشار إلى أن "تريندز" قام بترجمة عدد من كتب الموسوعة إلى
16 لغة نظراً لأهمية هذه الموسوعة البحثية المتخصصة، وسيواصل ذلك في إطار
استراتيجيته العالمية لإيصال إصداراته إلى مختلف أصقاع العالم.