رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، الندوة العلمية التي نظمها كرسي باهانج للدراسات الإسلامية والبحث العلمي، في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بعنوان "العلاقات الأردنية الماليزية"، بحضور القائم بأعمال السفارة الماليزية في عمان وان فايزاتول أفزان اسماياتيم، و مدير الملحقية الثقافية الماليزية الدكتور رضوان بن عبد الرشيد، في مبنى المؤتمرات والندوات.
وقال مسّاد في كلمته الافتتاحية، إن هذا اللقاء العلمي يأتي للحوار وتبادل وُجهات النظر في القضايا التي تُعزز شراكاتنا الاستراتيجية على الدوام وعلى مُختلف الصُعد بما يرقى بمؤسساتنا ومُجتمعاتنا ويعزز نمائها واستدامة تطوّرها.
ولفت إلى الدور الذي تقوم به جامعةُ اليرموكِ منذ تأسيسها، كدورٍ مِفصلي في بناء العلاقات الإقليمية والدولية، مبينا أنها تُعطي أهميةً قصوى للأعمدة الثلاثة التي تقوم عليها الجامعة المُعاصرة، وهي التعليم والبحث العلمي وخدمة المُجتمعِ، كما امتد دورها عبر أهدافها السامية النبيلة في بناء شراكاتٍ عالميةٍ وعلميةٍ رائدة، حتى أصبحت مَنارةً عِلمية في سماءِ هذا الوطن الغالي.
وأضاف مسّاد أن جامعةُ اليرموك تعي أهمية البحث العلمي؛ لأنه سِمةُ العصرِ في مجالات الحياة المُعاصرة كافة؛ وعليه فهي تسعى إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي المُتميز من خلال التوسُّع في الشراكات العلمية، وتمويل المشاريع البحثية التطبيقية والنظرية، ودعم برامج التأليف والترجمة وصولاً إلى النشرِ العالمي المُتميز، كما وتطمحُ الجامعة إلى تقديم أحدث أساليب التطوير المُستمر في شتى الحقول العِلمية، مُستفيدة من تجارب الجامعات العالمية الكبرى.
وتابع: من أجل ذلك كان لها السَبق في عقد اتفاقيات محلية وإقليمية ودولية، حيث عقدت اتفاقيةَ تعاونٍ علميٍ وبحثيٍ مُشترك بين جامعة اليرموك وولاية باهانج الماليزية مدعومة من عمداء كُلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الإشراف والاطلاع والمُتابعة، وتذليلِ الكثيرِ من العَقبات أمام إنشاء كرسي باهانج للدراسات الإسلامية والبحث العلمي، بقرارٍ من مجلس العُمداء فيها صدرَ في شهرِ آب من العام 2011.
وأشار مسّاد إلى أن كُرسي باهانج من الكراسي العلمية الساعية نحو التميُّزِ والابتكار، من خلال عَقدِ الفعاليات والأنشطة العِلمية المُتنوعة، من مُحاضراتٍ ومؤتمراتٍ علميةٍ في تُخصص الدراسات الإسلامية، مبينا أن عقد هذه الندوة العلمية النوعية في رحاب جامعة اليرموك، يأتي تأكيداً على إيمانِ الجامعةِ بأهمية البحثِ العلمي، وبناء شراكات بحثيةٍ حقيقيةٍ، لتوفيرِ مُناخٍ قويٍ وحجرِ أساسٍ في ازدهار العلاقات الدوليةِ العلميةِ وتحقيقاً لفضائها الواسعِ وتأطيرِ جوانبِ التعاون المُختلفة.
وقالت إسماياتيم، إن عقد هذه الندوة العلمية يأتي في الوقت الذي يجري العمل فيه على تنشيط التعاون الماليزي – الأردني بشكل عام، مع التركيز بشكل خاص على التعليم والبحث والعلوم المختلفة، مبينة أن هذه الندوة بمثابة منصة كبرى للأكاديميين والباحثين والطلبة في الأردن وماليزيا، لتبادل الآراء والأفكار حول الشؤون الإسلامية المتعلقة بالتربية واللغويات والدين والاقتصاد، من خلال الحوار البناء والمشاركة والتعاون.
ورأت أن تفعيل التعاون في الشؤون الإسلامية ما بين ماليزيا والأردن، يمكن العمل عليه من خلال تعزيز التعاون في مجال التمويل الإسلامي للأنشطة المالية، وتعزيز التعاون في مجال اعتماد الحلال، بعد أن أصبحت شهادة الحلال هي أحد مقاييس الأمن الغذائي، والسياحة الدينية من خلال قيام الفاعلين في صناعة السياحة في توسيع خدماتهم وكرم الضيافة لتلبية احتياجات ومطالب السياح.
وأكدت إسماياتيم على أنه يجب النظر لكل من الأردن وماليزيا، على أنهما بلدين، لديهم غنى بالقيم الثقافية والمواقع التراثية، مبينة أن هناك حاجة أكبر لدى الأردن وماليزيا، للعمل معا في مجال السياحة الإسلامية، عبر تنظيم فعاليات السياحة الإسلامية، وتبادل الخبرات والتجارب بين مسؤولي السياحة، من أجل تشجيع وتسهيل نقل المعرفة في هذا المجال.
وقال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور أدم القضاة، إن النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها مملكة ماليزيا، تعتبر شاهداً حيا على أن تمسك المسلمين بدينهم وثقافتهم، لا يمكن أن يحول دون سيرهم في دروب التقدم والنجاح واللحاق بركب الأمم المزدهرة في مختلف المجالات.
وأكد أن عودة الطلبة الماليزيين واهتمامهم المتزايد بدراسة علوم الشريعة واللغة العربية في جامعة اليرموك، وغيرها من الجامعات الأردنية، يعتبر دليلاً على المستوى الأكاديمي المقدر لهذه الجامعات، وأن النهج الوسطي المعتدل الذي تتبناه مؤسساتنا الدينية والتعليمية هو النهج الذي يضمن لعلوم الشريعة أن تصب في صالح الإنسان المسلم ومجتمعه المحلي والعالمي، فكراً وسلوكاً ودعوة.
وقدمت شاغل الكرسي الدكتورة أحلام مطالقة، عرضا مرئيا حول نشأة كرسي باهانج ورؤيته وتطلعاته، مشيرة إلى أن الكرسي أنشئ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بقرار من مجلس العمداء في جلسته رقم (2011/ 34) بتاريخ 22 اب 2011، مبينة أنه تم إنشاء هذا الكرسي بناء على اتفاقية تعاون علمي وبحثي مشترك ما بين جامعة اليرموك وولاية باهانج الماليزية.
وعن رؤية الكرسي، قالت مطالقة إن رؤيته تتمثل بتفعيل الدور البحثي الإبداعي في مجال الدراسات الإسلامية، بما يساهم في إثراء مجتمع المعرفة وتحقيق الريادة في هذا المجال محليا واقليميا ودوليا .
وأضافت أن رسالة الكرسي، تقوم على تلبية الاحتياجات الحقيقية من حيث تنمية رأس المال البشري، من خلال قيام الكرسي بتوفير المقومات المادية والمعنوية للإبداع البحثي لتوليد المعرفة وانتاجها وتوظيفها في مجال الدراسات الإسلامية، وتبادل الخبرات في هذا المجال، عبر اهدافه المتمثل في الارتقاء بمستوى الدراسات في حقل العلوم الإسلامية في مجالات البحث والتحقيق والتأليف على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وجذب الكفايات العلمية المتخصصة المتميزة لدعم الكفايات البحثية وتنشيطها.
وأشارت المطالقة إلى أن الكرسي يهدف أيضا لربط الباحثين والعلماء المتميزين في مجال الدراسات الإسلامية بمراكز البحوث العلمية في الجامعات المحلية والعالمية ، وغيرها من الأهداف الأخرى.
كما وعقد على هامش الندوة، جلستين علميتين، الأولى بعنوان الإسلام في ماليزيا وجنوب شرق اسيا، تناولت عددا من الأوراق العلمية، كانتشار الإسلام في ماليزيا، وبدايات اللغة العربية في أرخبيل ملايو، والتجربة الماليزية في معالجة مشكلات التنوع العرقي والديني واللغوي والاقتصادي.
وتناولت الجلسة الثانية، التي حملت عنوان واقع العلاقات الأردنية الماليزية وآفاق التعاون، عددا من الأوراق العلمية، كتحديات البحث العلمي والتعاون الدولي بين الجامعات الأردنية والجامعات الماليزية، والحل التنموي في مواجهة التحديات الاقتصادية التي خلفها الاستعمار، والموقف الماليزي من القضية الفلسطينية.
كما وعقد على هامش الندوة العلمية، معرض تراثي اشتمل على الأزياء التقليدية والمعالم التراثية الماليزية.
وحضر حفل افتتاح الندوة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، وعدد من المسؤولين في الجامعة والسفارة والملحقية الثقافية الماليزية في عمان