كشفت
دراسة حديثة، أصدرها "مركز تريندز للبحوث والاستشارات"، أن جماعة
الإخوان المسلمين استغلت التعليم كأداة للسيطرة على عقول الناس ووجدانهم ، واهتمت
به كإحدى أدواتها الدعوية الأساسية لهيمنة الجماعة على الصعيدين الاجتماعي
والسياسي، كما أن الجماعة اعتبرت التعليم مجالاً مؤسسياً خصباً لترويج
الأيديولوجية الإسلامية، حيث يقضي الطلاب والطالبات فترة طويلة نسبياً بها،
ويتشربون أسلوب التفكير، وطرائق الحياة داخلها، وتتسع دائرة تفاعلهم مع المدرس
خارج حدود المدرسة، من خلال ما يُعرف بمجموعات التقوية الدراسية التي تحتضنها
جمعيات إسلامية أيضاً.
وأكدت
الدراسة التي جاءت تحت عنوان: "التعليم في منطقة
الصيد .. الدولة والإخوان المسلمون"، وأعدها الدكتور سامح فوزي الكاتب
والأكاديمي - وكبير الباحثين في مكتبة الإسكندرية، أن تدخّل جماعة
الإخوان المسلمين في العملية التعليمية جاء في صورتين؛ الأولى هي محاولة التأثير
في محتوى المناهج الدراسية، والثانية العمل على تطويع الحياة المدرسية بما يتماشى
مع التصورات الأيديولوجية للجماعة، ويتسق ذلك مع ما تنبه له علماء التربية، منذ
وقت مبكر، بشأن التفرقة بين المنهج الرسمي، والمنهج الخفي الذي حمل اتجاهاتٍ
وسلوكاً ومشاعرَ تحض على نشر ثقافة الكراهية والبغضاء.
"أسلمة المدرسة"
وأشارت
الدراسة إلى أن جماعة الإخوان سعت في معركتها للسيطرة على التعليم إلى "أسلمة
المدرسة" سلوكاً ونشاطاً وتفاعلاً؛ وهو ما يعني وجود وعي مبكر لديهم بأهمية
المنهج الخفي، فهم يدركون أن تمكين المشروع الإسلامي لن يأتي إلا من خلال السيطرة
على وجدان الناس، وهي عملية معقدة لا تقتصر على منهج مدرسي يعرفون مسبقاً أن
الطلاب يتعاملون معه على أنه مستند واجب السداد في الامتحان دون أن يمر على
شاشاتهم الإدراكية أو وجدانهم أو ما يمكن أن نطلق عليه الذات العميقة، التي تتأثر
من خلال خبرة التعامل، والاحتكاك، والأحاديث الشخصية بين المعلم والتلميذ،
والأنشطة المدرسية.
أيديولوجيا سياسية
وبيّـنت
الدراسة أن الإخوان المسلمين اتجهوا إلى إضفاء أيديولوجيتهم السياسية على النشاط
المدرسي عبر حزمة من الإجراءات؛ أهمها: إلغاء النشيد الوطني في بعض المدارس، ووقف
الأنشطة الفنية، وعدم السماح للفتيات بممارسة الرياضة، وفرض الزي الإسلامي على
الفتيات، وحظر صور الاختلاط في المنشآت التعليمية كافة، والحد من التفاعل بين
الطلاب المسلمين والمسيحيين، وعدم تنظيم أي فعاليات ثقافية، وإغراق مكتبات المدارس
بالكتب الدينية التي تقدم وجهة نظر الإخوان المسلمين في الشؤون العامة، واستبعاد
الكتب العلمية والأدبية.
مواجهة الأفكار
وأوضح مركز تريندز في دراسته البحثية أن آليات الحكومة
المصرية في مواجهة تغلغل الإخوان المسلمين في ملف التعليم طوال الثلاثين عاماً
الماضية اتسمت بوضع "رد الفعل" المتمثل في مواجهة الأفكار والآراء
والتأثيرات السلبية في المناهج والأنشطة المدرسية من ناحية، وإحالة المدرسين الذين
ثبت ضلوعهم في نشر التطرف إلى وظائف إدارية من ناحية أخرى، ولم تمتد إلى إرساء
التربية المدنية في المدارس، التي تمثل البنية الأساسية لمواجهة التطرف في
المؤسسات التعليمية.
تدريس حقوق الإنسان