يشهد قطاع طلب الطعام طفرة ملموسة وحقق استفادة
ضخمة من التغيرات التي طرأت على سلوكيات المستهلكين في ظل الجائحة العالمية
والتوسع في استخدام تقنيات الهواتف المحمولة. كما أن هناك ارتفاع غير مسبوق في طلب
العملاء لتوصيل الأطعمة إلى منازلهم حيث أظهر تقرير أعدته "بزنس واير"
أن قطاع توصيل طلبات الطعام عالمياً مرشح للنمو وتجاوز حاجز 154.34 مليار دولار
بحلول عام 2023.
وتلك أخبار تحمل بشائر للمطابخ المعتمة (أو
المطابخ السحابية) التي تمثل نموذجًا جديدًا يشهد توسع ونجاح ملموس ويندرج ضمن ستة
نماذج متنوعة لكل منها محاسنه ومساوئه. ولنلق نظرة سريعة على تلك النماذج:
وكل هذا التنوع في نموذج جديد للأعمال يعني فتح
آفاق شيقة وفرص واعدة، ولكنه يقودنا إلى سؤال مهم كذلك:
هل
هناك مستقبل للمطابخ المعتمة؟
بفضل هيمنة جيل الألفية حاليًا، فإن قطاع توصيل
طلبات الطعام من المطاعم إلى المنازل سيصل إلى 500 مليار دولار بحلول العام 2026،
وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.29%.
ينفق جيل الألفية معظم دخلهم على طلب الطعام عبر
الإنترنت لأنهم يحبون تجربة الأطباق والنكهات المختلفة ويتطلعون إلى حلول سريعة
وذكية لتوفير الوقت. كما أنهم يتمتعون بقوة شرائية مرتفعة ويفضلون مواقع التوصيل
المستقلة عن المطاعم (حيث يستخدم 54 بالمائة منهم تلك الطريقة للطلب). كما أن هذا
الجيل الرقمي يهتم بتجاربه اهتمامًا دقيقًا ويستمتع بمشاركة التقييمات والملاحظات
عبر الإنترنت.
ولهذا السبب فإن التواجد الرقمي القوي للعلامة
التجارية أمر بالغ الأهمية، وكذلك الحال بالنسبة لتقديم الخدمات الممتازة للعملاء
– مما يشير إلى تطور العلاقة مع العملاء وارتباط العلامات التجارية بعاداتهم
الجديدة بشكل يؤدي إلى ارتفاع ملموس في إيرادات القطاع، والمتوقع وصولها إلى 1
تريليون دولار بحلول العام 2030.
ولكن الوصول إلى تلك النقطة يتطلب من العلامات
التجارية التواجد في المكان المناسب بالوقت المناسب، أي إضافة القنوات والعلامات
التجارية الافتراضية التي تمكّنها من تحقيق ذلك وحتى في ظل طفرة أسواق المطابخ
المعتمة ومستقبلها الواعد، لن تستفيد جميع الأطراف الحالية من تلك الفرص.