نعمات حمود حمامة السلام ومصدر الطاقة الإيجابية التي عرفناها كإعلاميين، تغادر بلا رحمة ولا سابق إنذار، غافلت الجميع وانسحبت تاركة من خلفها إرث من المحبة والاحترام ومثل يحتذي به في الأخلاق والتصالح مع الذات، عرفناها بابتسامتها الرقيقة وأسلوبها الهادئ واحترامها للأخر، لم تترك أحدا ً إلا وتركت عنده بصمة وموقف سيظل يذكرها حتى يلقاها، غادرت الإنسانة المبدعة والمتميزة في مجال الأدب برواياتها وبمهارتها في إدارة الصحفيين العرب التى تدعيهم من أرجاء الوطن العربي.
من أصعب عناوين الكتابة والتعبير ، الكتابة عن المشاعر ورثاء الأحبة والأصدقاء، نعمات حمود مركز الضوء في المحافل الأدبية والثقافية تركت الساحة وكأنها غاضبة من شيء ما، تركت بدون عتاب أو أسف أو حوار كعادتها، تركت الحياة وكأنها تطوي صفحة كتاب انتهت من قراءته، لقد طوت صفحات من خلفها لتفتح مجالاً للسير على نهجها وإتباع أسلوبها وفلسفتها في الحياة، وجدناها فراشة تتنقل بين الغصون لتلم شمل الأحبة وتعانق الصفاء وتحضن التفاني والولاء والانتماء لعملها الإعلامي وتنسيقها لفعاليات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وجدناها تحترم رؤسائها في العمل وتوقرهم وتردد كلماتهم وتطبق معايير العمل المتميز.
نعمات حمود التى وافتها المنية أمس رحلت بجسدها لتترك روحها طائرة محلقة فوق رؤوس كل من عرفها، تمكنت من جمع الصحافيين من الخليج للمحيط، قربت المسافات وعمقت أواصر المحبة بين الجميع، حركت مشاعر الكل وألهمت الجميع للكتابة، وأخر خبر أرسلته للصحافيين كان قبل رحيلها بيوم، لقد حظيت في حياتها باحترام الجميع وردودهم عليها كل صباح على كلماتها الرقيقة التى ترسلها عبر مجموعة شكلتها للربط بين الإعلاميين ببعض وليطلع الجميع على الأخبار العامة للمجموعة، كانت تبادر بمشاطرة ومواساة ومساعدة كل من يمر به حالة حزن وفرح واحتياج، واليوم ننعاها ونكتب ما كانت تبادر بكتابته، ومن غداً لن تصلنا كلماتها الرقيقة ورسائلها الصباحية المتنوعة، من الغد مهما اتصلنا بها على رقم هاتفها لن تجيب .
نعمات حمود حمامة سلام تحمل بين طيات لغتها غصن زيتون، شريط طويل من الذكريات التى بيننا يعبر في ذاكرتنا، كنا نلتقي في المحافل الثقافية وكلنا أمل في بناء مستقبل واعد لخدمة هذا البلد، كثيراً ما جمعتنا اللقاءات الأدبية والثقافية، وللأسف أنني لست من محبي التقاط الصور لكن هناك صور معها قليلة أثناء المهرجانات الثقافية، تابعت مشوارها الأدبي ورواياتها المتميزة، وتقديمها للعديد من الندوات لكتاب وشعراء، فلا يسعنا اليوم إلى إننا نتعهد بأن نذكرها دوما ما حيينا وندعو لها بالمغفرة وندعو الله أن يسكنها فسيح جناته حتى نلقاها.