نظم اتحاد القيصر للآداب والفنون مساء الأربعاء ٧. ٩. ٢٠٢٢م حفل إشهار وتوقيع لرواية "ما زلت أبحث عن أبي" للروائية السورية ابتسام شاكوش تحت رعاية رئيس الاتحاد الأديب رائد العمري في مقر اتحاد القيصر والذي شارك فيه كل من: الدكتور سلطان الخضور بدراسة نقدية حول الرواية، الدكتور تيسير السعيدين بشهادة إبداعية وبتقديم الروائي محمد ارفيفان عوادين وسط حضور نوعي نخبوي من الأدباء والشعراء.
بدأ راعي الحفل أ. رائد العمري بكلمته الترحيب بالحضور والمشاركين وبضيفة الأردن الروائية السورية المحتفى بها وقال: إننا في اتحاد القيصر نتشرف باستضافة العديد من الأدباء والشعراء العرب من خلال فعالياتنا ومهرجان القيصر ومعارضنا الفنية ويأتي هذا الحفل احتفاء برواية استثنائية عالجت العديد من القضايا الاجتماعية والجوانب النفسية والتنشئة الأسرية وعرجت على دعاة الدينِ من غيرِ علمٍ، وقضايا الحبّ والإعاقات الجسدية والعزوف عن الزواج، مما يشد القارئ ويدعوهُ لأن يكون فاعلا في أحداث الرواية.
بدوره الشاعر سلطان الخضور عرَْجَ في دراستهِ النقدية على عنوانِ الرواية أولا الذي يعتقدُ القارئ للوهلة الأولى بأن الأب مفقود او متوفي، ثم انتقلَ لاسم بطلة الرواية بيداء ومعناه الصحراء التي لا تجد ما تقدمه، ثم تحدثَ عن العلاقات الأسرية المفككة التي تناولتها الروائية ودور الأب وأهمية وجوده مسترشدا بآيات القرآن الكريم، ثم أشار لقضية العقوق التي من الممكن أن تكون من الوالدين اتجاه أولادها، ثم تحدث عن مهارة الكاتبة في الحديث عن غياب الضمير، وعلاقات الزميلات الواهنة والأخوة الفاترة، ثم أظهر علاقة بيداء بأستاذها طفلة وشابة وحاجتها لمشاعر أبوية والتي اعتقدها هو حبّا بين ذكر وأنثى ينتهي بعلاقة، ثم قال امتازت الروائية بالسرد المتسلسل الدقيق المريح، والقدرة العالية في توظيف المفردات والمعاني، وأضاف ان الرواية تشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية.
وأما عن القاص د. تيسير السعيدين فعرضَ بشهادته الإبداعية التي وسمها بـِ " بيداء بين التفريط الأسرى والعلاقة مع الآخر" غزارة المنتوج الأدبي عند الروائية شاكوش الذي يدل على فكر حاضر في المشهد الحياتي اليومي والعام، ثم عرج على العنوان الذي قال بدأ بفعل البحث وهذا يدل على الغياب، ثم السعي للبحث عن المفقود، وهي من الروايات القليلة التي تبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة كعائلة بعيدا عن قصص الغرام، ولقد أتقنت الكاتبة استخدام تقنيات السرد والمراوحة بين راوٍ داخلي وآخر خارجي، ثم تقنية الاسترجاع "الفلاش باك" بتنقل الكاتبة بين الأزمان حاضرها وماضيها ومستقبلها، وإعمال العقل في الكشف والتعليل والتسويغ، حتى أن المتلقي أصبح كاتبا آخر في الرواية، ثم إنَّها رواية اجتماعية بامتياز تعالج الواقع العربي كما الواقع السوري، والتي احتوت العديد من القصص التي حبكتها في رواية واحدة دون تشتت وباحترافية عالية.
ومن خلال التقديم سردَ الروائي محمد ارفيفان السيرة الذاتية الغزيرة للروائية الشاكوش، ثمّ أشارَ للشبق الذي يصيب القارئ والمتلقي فورَ اطلاعه على القدرة السردية التي تتمتع بها الروائية والتي قهرت فيها كل ظروف التهجير والعيش في المخيم.
الروائية ابتسام شاكوش قدمت شكرها لاتحاد القيصر للآداب والفنون وإلى الأديب رائد العمري على كرمه باستضافة هذا الحفل ولمنسق الأمسية الروائي السوري محمد المقداد وللمشاركين، ثم عرجت على المعاناة الواقعية التي دعتها للكتابة عن مثل هذه القضايا الاجتماعية، مشيرة لواقع المخيمات وكثرة الخيبات وخاصة للفتيات، والتشتت في العلاقات.
ثم قدم الأديب رائد العمري التكريمات للروائية الضيفة والمشاركين.