ضجت الصالونات ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بخبر بيع اراضي البترا و تعنونت الخطابات و تعالت الاصوات بالتنديد و "الفلسفة غير الضرورية" لمحبي الظهور باستخدام اقلامهم بما يثير عواطف الناس و هذه المرة كانت البترا الضحية للاسف .
هذه المرة سأخرج على غير العادة في الكتابة وقد اكون محتدة بكلماتي فالامر هنا البترا بلدتي ومسقط رأسي .
فئات من الشعب الاردني اليوم ومواقع التواصل الاجتماعي و الصالونات السياسية اثارت الامر وصرخت بأن اراضي البترا مقبلة على صفقات بيع لجهات خارجية او اجنبية ، و تعمدوا اثارة الرأي العام و اللعب بعواطف الاردنيين دون ادنى جهد بتقصي الحقائق و معرفة ما يجري حقا ، دون ادراك بحساسية الامر كون البترا واجهة الاردن و موردها الاقتصادي الاول فكيف بالله عليكم لا تحكمون المنطق بأمر كهذا .
ليست المرة الاولى التي يحاول فيها بعض رواد التواصل اثارة عواطف الاردنيين مستغلين مبدأ ان الشعب الاردني ينجّر كثيرا وراء العواطف وسرعان ما يركبون الموجة فيما يلمس مشاعرهم ، فتبدأ ضوضاء الاشاعات و فوضى التصريحات ، في ظل وجود قوانين تمنع بيع اراضي البترا لغير اردنيين او التصرف بها .
هناك جانب من المسؤولية على الدولة بأن لم تخرج بتصريح سريع يدحض تلك الاشاعات و يسكت الافواه و لا يفتح الباب امام التساؤلات ، لكن المسؤولية مشتركة فعلى الشعب ايضا ان لا ينتظر توضيحاً من الدولة في ما يخص قضايا حساسة وأن يتولى مهمة معرفة الحقائق بنفسه ، و كنت قد كتبت في مقالي السابق عن الصحفي المواطن ، بحيث يجب ان يكون لديه حس صحفي بنقل المعلومة و ان لا يتعمد نشر اي معلومة الا بأن يكون لديه كامل المعلومات .
يجب علينا جميعا ادراك بعض حساسية القضايا وان نتعامل معها في ما ينشر بشأنها بحذر وشفافية فهذه البترا واجهة الاردن و مصدر رزق كثيرين، والمهم الحفاظ على سمعتها.