رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

يسرى أبوعنيز تكتب : لك الله يا وطني

يسرى أبوعنيز تكتب : لك الله يا وطني
جوهرة العرب _ يسرى أبوعنيز

صراخ وعويل..وعمارة تنهار..وسيارات اسعاف..وفرق إنقاذ تعمل بكل طاقتها..وتواجد كثيف للمسؤولين..وتجمهر للمواطنين..وأطفال في حضانة خاصة ..وطفلة رضيعة..وحفلة عيد لم تكتمل..وأم مكلومة فقدت فلذات كبدها..وواجبات مدرسية لم يكتمل حلها..وحقائب مدرسية مفقودة يسأل أصحابها عنها.
وفيات...وناجون مصدومون من هول الواقعة...ومفقودون لا زال نشامى الوطن من رجال الدفاع المدني ،والأمن العام يواصلون الليل بالنهار منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتى كتابة هذه السطور يبحثون عنهم بين الركام..بعد أن عثروا على العشرات من الأحياء والوفيات خلال اليومين الماضيين..
وركام من الحجارة ..والأسقف والأعمدة الأسمنتية ..والحيطان المنهارة..وهذا كله ليس من نسج الخيال..ولا قصة يتم كتابتها..ولا أحداث مسلسل او فيلم يتم تصويره..كل هذا الوضع المأساوي من ركام إحدى العمارات السكنية والتي إنهارت قبل ثلاثة أيام في منطقة جبل اللويبدة في العاصمة عمان ...وهو من أقدم المناطق السكنية في عاصمتنا الحبيبة.
تواجد كثيف للمواطنين...ولوسائل الإعلام..وللمسؤليين ..والآليات..ونشامى الوطن من رجال الأمن العام ،والدفاع المدني للقيام بعملهم الإنساني وواجبهم الوطني .
كل هذا الوضع المُحزن حقا هو في جبل اللويبدة ،وذلك بعد إنهيار عمارة سكنية مكونة من 4 طوابق،ووفاة وإصابة ،وفقدان العشرات من سكانها..
فها هي أم مفجوعة بأطفالها الثلاثة بعد أن ذهبت لتشتري لهم بعض الأشياء من محل قريب لإقامة حفلة لعيد ميلاد في بيتها..ولتعود فلا تجد بيتًا ولا أسرة..بعد أن رأت ركام العمارة..التي انشقت الأرض وبلعتها..فأي وجع هذا..وأي ألم بفقدانه عائلتها مرة واحدة،ورحيل زوجها من قبل..
ولعل ما يؤلم هذه السيدة أيضا تلك الطفلة الضيفة التي جاءت لتشارك في حفلة عيد ميلاد صديقتها والذي لم يكتمل..ليكون القدر بانتظارها..ولتخرج من تحت الركام جثة هامدة كما هو الحال بالنسبة للأطفال الذين جاءت لتحتفل معهم..وكأن القدر قادها لتفارق الحياة معهم....
ومثل هذه القصص الكثير من القصص لم تكتمل في هذه العمارة المنهارة.
وكنا نرى مثل هذه الحوادث،وهذه الأمور في دول عربية وغير عربية مجاورة،وغير مجاورة،ولكن ان يحدث هذا الأمر في بلدنا فهذا الشيء غير متوقع ،فمن المسؤول عن كل هذا،وكيف حدث هذا؟.
فالمشهد مخيف ،ومحزن في الوقت نفسه فلا الأسرة عادت أسرة،ولا العمارة بقيت كما هي، ولا البيت لا زال بيتًا،ولا الأبناء لا زالوا أحياء وخاصة بالنسبة لهذه السيدة المكلومة ،والمشهد بحد ذاته لكل من كان بالعمارة،ومن شاهدها..
أما نشامى الوطن من رجال الأمن العام، والدفاع المدني فأنتم العين الساهرة،وأنتم الذين نتباهى بكم في كل وقت وحين،وما عملكم منذ 3 أيام للبحث عن المفقودين بعد انهيار العمارة السكنية،إلا تأكيد منكم على إنسانيتكم أولا قبل القيام بعملكم..
حمى الله الوطن..وحمى الله العيون الساهرة من نشامى الوطن..وتعازينا للوطن ولأنفسنا ولذوي الضحايا..وندعو الله ألا يكون هناك المزيد من الضحايا
ونقول: لك الله يا وطني.