ان تعمل في مجال الإعلام والصحافة وتداول الأخبار ونشرها، أمر ليس بالهين حتما، وليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، فبعيدًا عن التركيز والحذر والتحقق والتدقيق والمتابعة، تلك الركائز التي يقوم عليها العمل الإعلامي، أنت بأمس الحاجة إلى الأمانة والموضوعية والمهنية، أنت بحاجة إلى ضمير حي.
أن تضع الله نصب عينيك، والوطن ومليكه وشعبه، ومقدراته ومشاعر اهله، أن تخشى بكل ما اسلفت ذكره رب الناس والعالمين، أن تتقن الصدق والأمانة إلى تلك الدرجة التي تجعل القارئ متيقن من صدق هذه المعلومة مهما كبر حجم الشائعات المناقضة لها، تلك صفحات الإعلام الأصيل، الإعلام الذي وجد لكشف الحقائق وليس لتزييفها، الإعلام الذي تأسس على مبدأ نقل المعلومة كما حدثت وليس كما أردنا تصويرها.
ومن خلال العديد من الأحداث التي مرت بنا في هذا الوطن العزيز علينا، كان هذا الرجل المهني أصدق من تعامل مع الشعب من خلال قنوات الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، العقيد عامر حسام السرطاوي، ابن المؤسسة الأمنية "مديرية الأمن العام" التي تنتهج مبدأ الحفاظ على هذا الوطن وأمنه، هذا الرجل الذي كان دائما ما يزودنا بالمعلومات الصادقة فور حدوثها حفاظا على شفافية الحدث واستمرارا لعمله القائم على قتل الشائعات.
الحدث الاخير الذي اصاب الوطن من أقصاه إلى أقصاه، حادثة انهيار عمارة في اللويبدة التي راح ضحيتها ١٤ روحًا من أبناء هذا الوطن، وعدد من الإصابات، خلال تلك الحادثة كان العقيد عامر السرطاوي من ضمن المرتبات التي عملت لحظة بلحظة مع فرق الإنقاذ، حيث كان يزودنا بالاخبار من الصباح إلى المساء وحتى الفجر وما بعده، ثم تظهر هذه الصورة للسرطاوي وهي تتحدث عن حاله وما أصابه من إجهاد وتعب في سبيل بناء حاجز أمام الشائعات التي قد تروع أمن المواطنين.
هي بمثابة رسالة شكر بلسان كل أردني حر، نقدمها لرائد الإعلام الوطني، الإعلامي الصادق والنشمي المهني، الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام العقيد عامر السرطاوي، ابن الوطن وابن المؤسسة الأمنية القريبة بقلوبنا جميعا، فحفظك الله وسدد على نهج الخير خطاك، تحت ظل راية الإشراف الهاشميين، وعميدهم قائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.