تستعيد مصر الآن ذكري سيدنا يوسف عليه السلام ، وكل ما مَنَ الله به عليه من أعمال زراعة مصر وإخراجها من أزمتها العالمية ، والتي كانت ستؤثر علي العالم كله ، كونها حاضرة العالم آنذاك وعاصمته ، وفي استعادة مصر لهذه الذكري تعود مصر لريادة العالم بالعمل والجهد وليس بالكلام النظري ، وذلك بما عهدته مصر علي نفسها من الحفظ والعلم .. الحفظ والعلم الذي كان لدي يوسف عليه السلام وعهد به إلى الملك لما قال الملك : ( أأتوني به ) ، وبما تعَهدت به مدين عشر سنين وفاء لموسي عليه السلام ،بما لديه من قوة وعلم حينما سقي للفتاتين ثم تولى إلي الظل ، وبما عهدت به مكة لإسماعيل وأمه هاجر المصرية التي سقت الجزيرة العربية من ماء زمزم ومازالت حتى كتابة هذه السطور تسقي وتشفي غاية كل باغ ومريد ، لذا فإن العالم في حاجه لماء هاجر المصرية وذلك من بركات دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي وفى ، فهل ينعم الله علي وعليكم أن تبتل الشفاه بماء زمزم من جديد !
الشاهد هنا أن جميعهم كان يسقي ،، وقد شكر الله لرجل سقي كلبا حينما رأى أن الكلب قد بلغ به العطش مثل الذي بلغ بنفسه ، فخلع خفه فملأه من البئر فسقي الكلب فغفر الله له وأدخله الجنة كما جاء بالحديث الشريف ، بينما حبس هرة فقط عن الشراب كان سببا في دخول من حبستها النار ،فسبحان الله .
سيدنا يوسف عليه السلام كان يسقي بصحراء الفيوم ، و موسي كان يسقي لمدين وهاجر تسقي بمكة ورابعهم سقي كلبا لا ادري بأي أرض ، لكنه كان يسقي لوجه الله تعالى . .
ومصر الآن تسقي علي حاجه وعوز إلى كل قطرة ماء ، وتستدعي الرئيس عبد الفتاح السيسي ليسقى توشكا بما لديه من رحمة وجهد ، سبقه إلي ذلك سيدنا يوسف عليه السلام لما استوطن مع آل يعقوب محافظة الشرقية ، لكنه رأى في الفيوم أرضا صحراء بكرا فخطب ودها ، وها نحن الآن نرى مصر تتجه نحو توشكا تخطب ودها ، وقد وسع شعار ( تحيا مصر )مصر كلها عمران ، وإني لأراها عن قريب تنجب لمصر المزيد .
إن الرحمة ليست في رغد العيش وإنما رغد العيش يأتي بعد الرحمة .. وإن صور الرحمة كثيرة فالجهد والعرق بما فيه من تعب (رحمه ) .. والقتل والجهاد دفاعا عن النفس بما فيه من إزهاق أرواح ( رحمه ) .. والتعليم وبذل الجهد والتعب وشحذ الذهن ( رحمه ) .. وإن نحت الصخور وإزالة الهضاب وتسوية الجبال واديا سهلا رحبا تنعم به الأجيال القادمة ( رحمه ).
هكذا حكم القران علي تصرفات الخضر عليه السلام ، بكل ما جاء به من إفساد ظاهري للسفينة أو قتل الغلام أو إصلاح جدارا لقوما لئام : بأنها أعمال رحمه حيث قال الله حين قدمه ألينا " وآتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " أنه جمع بين العلم والرحمة
.
إن ما تقوم به القوات المسلحة المصرية في توشكا يترأسهم لواء عهدت إليه القوات المسلحة من قبل إدارة المهندسين بكل أعمالها التي تنوء بها الجبال ، ومن قبل إدارة وإنشاء مدينة ألجلاله السياحية والانتاجيه والمدينة ألاقتصاديه الحالمة كل هذا بقيادة اللواء ا. ح. محمود فكري مساعد رئيس الهيئة الهندسية حاليا لمشروعات توشكا ، وبقياده رئيس الهيئة الهندسية الذي يعمل في صمت معالي اللواء ا.ح. هشام السويفي فخر لنا ولكل مصري ، وتحت قيادة وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي .. ومن ثم جاء الراعي الرسمي لتنمية مصر وقائد المسيرة المشير القائد الزعيم ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي .
لقد كان لي شرف أن كنت أول من ساهم في هذا المشروع رغم ضعف العائد المادي منه ، وكنت ضمن فريق شركة النعيم للمقاولات من أوائل الشركات التي ساهمت في مسيرة زراعه القمح لاستصلاح الأراضي ، وعلي رأسها رئيس مجلس أداره الشركة الأستاذ عبد المجيد ثروت ضمن مئات الشركات ألكبري التي تعمل بتوشكا في صمت.
وأنها نعمة من الله وفضل بذل الجهود في أن تكتفي مصر من القمح وأن يكون غذاءنا من جهد أيدينا ، إنه حلم طالما راودنا سنين طوال فهل يتحقق الحلم .. إنها أمنية كل مصري وعربي ، وعلى كل مصر أن تضاعف الجهود وتبذل الغالي والرخيص من أجل هذا لمصر .. من أجل أن يكون أنتاج الغذاء بأيادي مصريه لكل مصري ولكل عربي ولتعود مصر ... مرة أخري سلة غذاء العالم وان هذا اليوم الذي ننشده جميعا سيكون قريباً بإذن الله .