آخر الأخبار

الشيخ القلاب بين الجريمة والعقاب .. بقلم الفريق المتقاعد علي سلامه الخالدي

الشيخ القلاب بين الجريمة والعقاب .. بقلم الفريق المتقاعد علي سلامه الخالدي
جوهرة العرب

الفريق المتقاعد علي سلامه الخالدي

الشيخ ضيف الله القلاب أُدخِلَ المدينة الطبية ، إنَّ هذا  الرجل  يضعنا في حيرة  إذا ما أصابه مكروه لا سمح الله ، الأحداث والشدائد والأمواج والأعاصير تصنع الرجال ، والرجال يكتبون التاريخ بمدادٍ من ذهب ، وهذا الشيخ العميق الجذور ، لمعَ نجمهُ ، سطعَ قمره ، تجلت هيبته و وقاره ، لا تأخذهُ في الحقِّ لومة لائم ، حكيماً ذكياً صلباً شامخاً خبيراً ومرجعاً قضائياً ، لا شكّ أنه قادر على تخطي الصعوبات واجتياز الموانع ، وتحقيق النجاح ، مع {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ} {وثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ} من شيوخ بني حسن المدرسة .
ليس الشيخ الذي يعرف الخير من الشرّ ، لكنّ الشيخ من يعرف خير الشرّين ، وهذا ما أخذ به شيخ المدرسة ، تجسيداً لثوابت الدولة ، تعميقاً لفرقان الحقّ ، تطبيقاً لقواعد قضايا الدم ، تنفيذاً لوثيقةٍ وطنيّة لم يجفّ حبرها بعد ، محنة العدوان في شفا بدران ، أضاءت على تاريخ الرجل ، شعَّ معدنه الثمين ، أثبتَ أنّه رجل المهمات الصعبة .
أثبت الشيخ القلاب بأنّ العشيرة مؤسسة وطنية قوية ، لها وزنها وتأثيرها في الحياة الإجتماعية والأمنية والسياسية ، هيَ رديفٌ ممتدٌّ للأجهزة الأمنية ، وهي رقم الولاء الصعب ، ومعادلة الإنتماء الدقيقة ، لا يُهمزُ لها طرف ، ولا يلمز لها جانب ، وكل الغثاء الذي يشوّه تاريخ العشائر هو الإستثناء وليس القاعدة ، وإذا كان للباطل جولة ، فإنّ للحق جولات ،  وإذا أتعبتنا أمواج الجرائم ، وعصفت بنا رياح الإنفلات ، وصار كلّ شيء ينذر بالخطر ، فإننا لا نخشى إلا الله ، ولا نطمئنّ إلا لقوّة الدولة .
الشيخ القلاب مقتنع ، بأنّ عقدة الأزمة لدى عشيرة الحجاج هي أنّ أولياء الدم أصبحوا في حرجٍ منَ الشباب المطلوبين للقضاء ، ممن أضرموا الحرائق وحطّموا الممتلكات ، فأخذُ "العطوةِ" غير المشروطة ، يعني ترك هؤلاء الشباب يواجهون مصيرهم المحتوم ، على ما اقترفته أيديهم ، من أعمال يعاقب عليها القانون ، إنّ فرض هيبة الدولة سيدفع باتجاه الحلّ ، وتجاوز الأزمة ، وستأتي مرحلةٌ تكون "العطوةُ" هي المخرج الوحيد لحلّ مشكلة المطلوبين أمنياً ،ولا ننسى أنّ  من أَمِنَ العقاب سَهُلَ عليه ارتكاب الجريمة ، قال تعالى : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}  .