جوهرة العرب _ عامر الشوبكي / باحث اقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة
قفزت اسعار النفط العالمية 5% مع اغلاق التداول اليوم الاثنين ، بعد تأثر الاسواق والمتداولون بتقارير تفيد بعزم اوبك بلس اجراء تخفيض كبير على انتاجها في اجتماع وجاهي سيجري يوم الاربعاء القادم.
و ارتفع خام برنت 4 دولار ليصل الى 88.95 دولارا للبرميل ، وارتفع ايضا خام غرب تكساس الامريكي 4 دولار ليصل الى 83.34 دولارا للبرميل.
يأتي هذا بعد انخفاضات متتالية فقدت خلالها اسعار النفط ربع قيمتها في الربع الماضي وقبل الاخير من العام الحالي مع مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي الذي يؤدي إلى انخفاض توقعات الطلب على النفط.
واشارت بعض المصادر في اوبك بلس ان التخفيض سيكون بواقع مليون برميل من الانتاج اليومي، ومن شأن هذا الخفض ان يرفع سعر النفط فوق 90 دولارا للبرميل حتى عتبة 100 دولار مع عوامل اخرى منها دخول فصل الشتاء والطلب على النفط بديل الغاز باهض الثمن ، وانتهاء سحب 180 مليون برميل نفط من المخزون الاستراتيجي الامريكي في نهاية اكتوبر الحالي ، واستعادة مصافي الصين نشاطها ، عدا الصدمة مع بدء نفاذ العقوبات التي ستحجب 90% من النفط الروسي المصدر لاوروبا في 5 ديسمبر، هذا مع بقاء النفط الايراني بعيداً عن الاسواق بشكل رسمي.
والحديث ان اوبك بلس ستدرس في الواقع خفض الانتاج من 500 الف برميل الى 1.5 مليون برميل من الانتاج اليومي ، في حين انه بسبب اما العقوبات او نقص الاستثمارات فأن انتاج اوبك بلس الفعلي يقل باكثر من 3.3 مليون برميل عن الانتاج المخطط له والبالغ 43.854 مليون برميل يومياً، و دول قليلة تحقق اهدافها في الانتاج وهي الامارات والكويت والسعودية، لذا تخفيض انتاج اوبك بلس مليون برميل سينعكس في الواقع باقل من 300 الف برميل على تخفيض الانتاج الفعلي للمجموعة.
وتأتي خطوة اوبك بلس بزعامة السعودية كاجراء استباقي لحماية الاسواق من فائض في المعروض و انزلاق اسعار النفط الى مستويات سعرية تضر بايرادات الدول المنتجة والقدرة على الاستثمار في انتاج النفط ، ذلك لتحقيق استقرار وتوازن مستدام في اساسيات اسواق النفط ، ولمواجهة توقعات استمرار رفع اسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية وتزايد مخاطر الركود.
الا ان هذه الخطوة قد تعتبر تحدياً لادارة الرئيس الامريكي بايدن ، الذي يسعى لخفض سعر البنزين لمواطنيه، وفي توقيت قاتل للحزب الديمقراطي الامريكي قبيل الانتخابات الفصلية في الشهر القادم ، كما سيُنظر لهذه الخطوة في الغرب على انها داعمة لسياسات الرئيس الروسي بوتين الذي يستفيد من اسعار النفط المرتفعة لتغذية آلته العسكرية.