عدم وجود تشريعات تنظم عملية الاستثمار في الفضاء سيؤدي إلى حالة من عدم اليقين
#حجم الاستثمار الحالي 380 مليار دولار، وهناك 6800 قمر صناعياً يسبح في الفضاء
أبوظبي - 07 أكتوبر 2022
أكد خبراء متخصصون أن الفضاء بات ساحة تنافسية، تحظى باهتمام العديد من الدول لتعزيز أمنها القومي وقدراتها العسكرية، مما فتح باب الاستثمار الفضائي، وأوجد العديد من التحديات التي ينبغي الانتباه إليها، من أجل عالم آمن يسوده الأمن والاستقرار.
وبينوا في ندوة عن بُعد، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بعنوان: "الاستثمار في الفضاء: حدود الواقع وآفاق المستقبل" وذلك تزامناً مع أسبوع الفضاء، ضرورة التعاون وبناء شركات ووضع تشريعات تنظم عملية الاستثمار في الفضاء، لكي تحقق نتائج تفيد البشرية وتحقق النتائج المرجوة.
شارك في الندوة كل من السيد كريستوفر هيرسي، المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة، بمؤسسة محكمة الفضاء (SCF) الأمريكية، والسيد إيان أ. كريستنسن مدير برامج القطاع الخاص بمؤسسة العالم الآمن (SWF) الأمريكية. وأدارها الأستاذ عبد الرحمن سعيد الجنيبي أخصائي أول بإدارة المؤتمرات والاتصال الإستراتيجي، حيث أوضح في كلمة ترحيبية أن مجال الفضاء بات مجالاً أساسياً، للنقاش في العلاقات الدولية كموقع للابتكار والأمن، وأن سباق الفضاء في العصر الحالي لم يعد منافسة بين قوتين رئيسيتين، بل صار محل اهتمام العديد من البلدان مما أدى إلى تحديات تتطلب الدراسة ووضع حلول لها. مشيرا إلى أن الندوة تتناول مستقبل استكشاف الفضاء بالإضافة إلى القيود والتحديات المصاحبة.
واستُهلت الندوة بمداخلة للسيد كريستوفر هيرسي حول موضوع الاهتمام الحالي بالفضاء، أشار فيها إلى أن هناك الكثير من فرص الاستثمار في شركات الفضاء الكبيرة، التي تبحث عن مزيد من الاستثمارات لدعم القدرات أو الأصول أو تعيين استثمارات تقنية مستقبلية، كما أوضح أن الشركات الناشئة ستحتاج إلى تمييز نفسها في السوق لجذب الاستثمار والتمويل على المدى القريب.
وقال إن الاستثمار في الأصول والشركات الفضائية يُعتبر الآن في مرحلة وسيطة بعد إنشاء SPAC، حيث لا تتوفر فرص الاستثمار إلى حد كبير كما كان من قبل، موضحا أن المستثمرين يسعون إلى فهم كيفية أداء الأداء الأفضل ومقاييس تحقيق الإيرادات وزيادتها على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وأشار هيرسي إلى أنه يجري التحول في العقلية بين المستثمرين، حيث يتم تكييف التقييم التقليدي لتوقعات الإيرادات وتوقعات تطوير التكنولوجيا لتلبية حقائق تطوير الأصول الفضائية. وتطرق إلى معايير الاستثمار والأهداف، متحدثاً عن اتجاهات جيدة جداً لشركات الفضاء، متطرقاً إلى التوجهات السليمة للاستثمار في الفضاء، مشيراً إلى أهمية وجود مقاربات غير تقليدية وابتكارات وإطلاق العنان للخيال، كما أكد على أهمية التعاون الدولي وبناء شراكات شاسعة.
من جانبه، تحدث السيد إيان أ. كريستنسن حول القطاع التجاري في الاستثمار في الفضاء، موضحا انعكاسات الاستثمار في الفضاء على التنمية، وقال إننا بحاجة إلى سنّ سياسات تحكم الاستثمار في الفضاء، وإلى نشر الوعي حول ذلك. وأكد أنه يتم الآن استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، لمنفعة جميع البلدان ومصالحها، بغض النظر عن درجة تطورها الاقتصادي أو العلمي، مؤكدا على أن الفضاء سيكون مجالاً مفتوحاً للبشرية جمعاء. وتطرق إلى أهمية وجود تعاون دولي وتشريعات تنظم هذا القطاع، الذي بات يحظى باهتمام العديد من الدول.
كما بيّن كريستنسن أن قيمة الاستثمار في الفضاء تبلغ حاليا نحو 386 مليار دولار، تخدم قطاعات عدة منها الاتصالات، وقال إن وجود قوانين منظمة ستساعد في اكتشاف الفضاء وتوسع الاستثمارات للجميع، بما يعود بالنفع على سائر البشر.
وقد أشار إلى أنه يتوقع أن تصل استثمارات الفضاء في العقد المقبل إلى نحو 400 مليار دولار، موضحاً أن 6800 قمراً صناعياً يسبح حالياً في الفضاء مما يوضح أهمية هذا المجال في مجالات متعددة سواء في الاتصالات أو في المناخ.
لكنه بين أنه يتم تشغيل نصفها بواسطة مشغل تجاري واحد وهو "Space X" في كوكبة Starlink ويوفر اتصالات النطاق العريض. وشدد على أن عدم وجود تشريعات تنظم عملية الاستثمار في الفضاء سيؤدي إلى حالة من عدم اليقين، مؤكداً أهمية دور التعاون الدولي في تجنب أية مخاطر، وفي تحقيق الفائدة للجميع وتأمين الاستخدام الأمثل والمسؤول للفضاء.
وأوضح أهمية تتبع أداء المستثمرين في الفضاء وإجراءات الحوكمة، بحيث لا تؤثر على مسارات أخرى، وبما يحقق الاستدامة، مبينا وجود علاقة بين هذه الأمور كلها. مشددا على وجود فرص للاستثمار، ولكنها تحتاج إلى استدامة وتعاون دولي وحوْكَمة تشريعية، كما أن هناك الكثير من الجهود التي يجب أن تُبذل من خلال شراكات عالمية بشكل سليم، لتحقيق استثمار للفضاء آمن ومستقر.