رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

دراسة جديدة لـ "تريندز" تستشرف سيناريوهات الحرب الروسية - الأوكرانية وتؤكد على أهمية السلام والاستقرار

دراسة جديدة لـ تريندز تستشرف سيناريوهات الحرب الروسية - الأوكرانية وتؤكد على أهمية السلام والاستقرار
جوهرة العرب 
 

بوظبي - 30 أكتوبر 2022
 
ضمن البرامج البحثية حول الدراسات العسكرية ومستقبل الحروب، أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة حملت عنوان "الحرب الروسية -الأوكرانية.. إلى أين؟"، تهدف إلى تحليل تطور الحرب الروسية-الأوكرانية منذ إطلاق موسكو ما سمته عمليتها "العسكرية الخاصة"، واستشراف السيناريوهات المستقبلية لها، ومحاولة ترجيح إحداها.
وبينت الدراسة أن الحرب الروسية-الأوكرانية اختبرت ثلاث مراحل متمايزة، وقد تدخل في مرحلة رابعة أكثر تصعيداً وخطورة، ما لم تفلح الجهود الدولية في خفض مستوى الصراع، وربما تسويته سلمياً. مؤكدة أن العالم أمام مفترق طرق في تطور مسار العمليات العسكرية ومستواها؛ وقد يتجه بالحرب إلى سيناريوهات متباينة.
وذكرت الدراسة في تحليلها أن هذه المراحل هي مرحلة الهجوم الروسي على كييف، ومرحلة التركيز الروسي على إقليم الدونباس وفتح ممر أرضي يربط الإقليم بشبه جزيرة القرم، ثم مرحلة الهجوم الأوكراني المضاد.، موضحة أنه منذ أوائل شهر أكتوبر 2022، تقف الحرب أمام مفترق طرق قد يقود إلى مزيدٍ من التصعيد العسكري وتوسيع نطاق الصراع، أو إلى خفض مستوى الصراع وربما التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تمهيداً للدخول في مفاوضات للتسوية السلمية.
وأوضحت الدراسة أن الحرب الروسية – الأوكرانية تبدو مفتوحة على عدد من الاحتمالات أو السيناريوهات، لخصتها الدراسة في ثلاثة؛ هي: السيناريو الأول هو استمرار الحرب بين الجانبين لعامين أو أكثر، على عكس ما توقع أغلب المراقبين بانتهاء الحرب نهاية العام الجاري 2022.، مشيرة إلى أن هذا السيناريو قد يفضي إلى جمودٍ عسكري، ولاسيما في فصل الشتاء، أو إلى مستوى منخفض من الصراع قد يستمر سنوات، على نمط حالة الصراع بين شطري كوريا، منذ انتهاء الحرب الكورية في عام 1953.
وذكرت الدراسة أن السيناريو الثاني يتضمن توسيع دائرة الصراع ليتحول إلى مواجهةٍ عسكرية بين روسيا والغرب، ولاسيما في ظل استمرار الدعم الأمني الغربي الهائل لأوكرانيا؛ ما قد يدفع روسيا إلى توظيف الخيار النووي، ولو باستخدام أسلحة تكتيكية، موضحة أنه في هذه الحال، قد يتطور الصراع إلى مواجهةٍ نووية شاملة بين روسيا والغرب أو تدخّلٍ عسكري أمريكي مباشر بتحطيم أسطول البحر الأسود الروسي و/ أو تدمير القوات الروسية في أوكرانيا.
وأضافت أن السيناريو الثالث هو التسوية السلمية، وبرغم صعوبة تحققه في المدى المنظور، فإنه يبقى قائماً في ظل الجهود التي تبذلها أطراف عدة إقليمية ودولية، وفي ظل تأكيد الولايات المتحدة على أهمية إيجاد مخرج للصراع الحالي.
ورجحت الدراسة السيناريو الأول المتعلق باستمرار الحرب لفترة أطول مما هو متوقع، في ضوء التطورات السياسية والميدانية التي تشير إلى تصعيد مستوى العمليات العسكرية في أوكرانيا، مبينة أنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى تسوية سياسية أو إلى وقفٍ لإطلاق النار، فإن الحرب قد تدخل في مرحلة من الجمود العسكري، أو تتحول إلى صراع منخفض المستوى يستمر لسنوات؛ ما سيستنزف قدرات الجانبين.
لكن الدراسة أكدت أنه برغم كل ذلك، فإن المفاوضات والحل السلمي هو الخيار الذي لا يصب فقط في مصلحة الأطراف المتحاربة أو المنخرطة، وإنما العالم أجمع، وذلك بالنظر إلى التداعيات الخطيرة التي أحدثتها هذه الأزمة على دول العالم كلها دون استثناء، مشيرة إلى أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى السلام والاستقرار الذي يعود من دون شك بالنفع على الجميع.