جئتك لأطرق بابك فوجدت كل أبوابك مفتوحة مشرّعة أمام التائبين المستغفرين ، أصابتني الحيرةُ أيُّ الأبواب أدخلُ منها إليك وكلها أبواب رحمة ، تلوت اسمك وشكرت نعمتك ، دخلت باب التوحيد أولاً فأوصلني إلى باب الإصلاح والإحسان إلى الناس ، فأصابتني رعشة الحياء ، وزادتني هذه الرعشة تواضعاً وتذللا لك ، فصليت على رسولنا كما أمرت ، فأدخلتني الصلاة عليه إلى باب طاعتك ، فتعلمت منه العفو والصدق والأمانة ، فإذا بي أمام باب الخلق الحسن الذي فزت بالوصول إليه ، مترفعا عن الغيبة والنميمة والقيل والقال والجبن والبغضاء والتخفي والشتم والطعن بالآخرين ، فهو يعلم السر وأخفى ، ويأمر بالتسامح والبر والأمر بالمعروف والنهي عن الفخشاء المنكر ، واذا خاطبنا الجاهلون أن نقول سلاما ، فسرت إليه ووقفت عند بابه مصغيا في هزيع الليل لقوله تعالى : "واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " ، فهزني الخوف ، وحاسبت نفسي ختى لا يغلق باب الصدق وحسن الظن بالناس فيحرمني من الخير ربي ، فنظرت حولي فوجدت ابواب الخير والعطاء امامي مشرعة ، فها باب إفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، وزيارة المريض فازددت تضرعا ورحاء ، وتعلمت أن اطرق أبواب محبة الله والناس بالصبر والشكر وكثرة الاستغفار ، حتى وصلت إلى أبواب لم كثيرة لم يغلقها الظلام ، فكانت السماء مشرعة ومفتوحة في سكون الليل لدقات قلبي ، فدعوت الله ربي بالخير لجنيع الناس وأن يجعلني من الصالحين االمصلحين ، وها أنا في اقوم في كل ليلة ابحثت عن نفسي لأجدها في السجود بين يدي من أو اوجدها ، فهو المتلألىء بهاؤه في السماء والارض ، المتعالي سناؤه في البهاء ، لا إله إلا هو المجيد الحميد الباطن الظاهر بالألاء على الخلق أجمعين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .