رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

المحامي الدولي فيصل الفريحات يكتب : محمد بن زايد قائداً ومفكراً

المحامي الدولي فيصل  الفريحات يكتب : محمد بن زايد قائداً ومفكراً
جوهرة العرب  _ المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

 

     في 13 مايو/ أيار الماضي من هذا العام ترجل الراحل الكبير حاكم أبوظبي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والقائد الأعلى للقوات المسلحة المرحوم الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان عن حكم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عن عمر يناهز 74 عاماً ، بعد أن قاد هذه الدولة الشقيقة لمدة 18 عاماً ، خلفه على الفور شقيقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث تم إختياره بالإجماع الحكام السته الآخرون ( المجلس الأعلى الإتحادي ) لولاية مدتها 5 سنوات كرئيس للإتحاد وحاكم لإمارة أبوظبي آلتي شغل سابقاً منصب ولي عهدها منذ عام 2004 .
     ولا شك أن إعلان حُكام الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة ، هو الحدث السياسي الأكثر أهمية على كافة الأصعدة الخليجية والعربية والإقليمية والدولية ، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي عرفه العالم قائداً سياسياً مؤثراً ، ها هو يتسلم القيادة السياسية في بلد عُرفت سياساته بالديناميكة والقدرة على التأثير ، وهو الشخصية القيادية آلتي صنفت أنها الأقوى في الشرق الأوسط وواحداً من أهم عشر شخصيات مؤثرة في العالم .
     ولعل إرتباط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بالعمل الميداني وحبه للعمل المباشر والتفاعل مع كل قاطني دولة الإمارات العربية المتحدة بغض النظر عن جنسياتهم هو الذي أعطاه القدرة الأكثر واقعية ، فهو كإمتداد لوالده المرحوم المؤسس الشيخ زايد ، عاش مع الناس متواضعاً جداً وقريباً منهم ومع الأرض فكانت سياساته مبنية على الواقعية ، وهذا ما تؤكده الحوادث والشواهد المتوالية في سياسات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، فسياسات سموه تُبنى من الواقعية ومن العمل الميداني وليس من خلف المكاتب المكيفه ، بالإضافة إلى أنه يمتلك رؤية إستشرافية متقدمة ومتطورة لطالما حققت لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أولويات في السياسة والإقتصاد والتعليم والصحة والسياحة والذكاء الإصطناعي .
   والمؤكد أيضاً أن موقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تأييده لثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013 ، كان لحظة الثبات والقوة والشجاعة ، فهي لحظة فارقة بكل تقديرات الموقف سياسياً على مستقبل بلاده والمنطقة ، تلك اللحظة التي تجلت فيها الصفات الحقيقية لكل البنية التحتية الإماراتية ، والتي إستند عليها الرجل كمفكر  لمعرفته بمدى التماسك الوطني لموقف سياسي سيغير من شكل الشرق الأوسط ، فهذه الإحاطة الواقعية بما تمتلكه بلاده هي نقطة الإرتكاز آلتي أعتمد عليها القرار الحاسم كقائد ، والذي به تغيرت التوازنات ومن بعده حدثت التحولات في المنطقة حتى ما يسمى بالربيع العربي .
    عملت الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من خلال رؤية إستشىرافية واضحة المعالم على سياسة التمكين وهي النهج الوطني الذي تكرست فيه الجهود على تدعيم المؤسسات الوطنية وفقاً لأعلى درجات المعايير الدولية ، مما حقق بنية تحتية قوية كانت بالفعل إستثماراً ناجحاً من خلال إختبارها في المحطات السياسية العصيبة آلتي مرت على المنطقة العربية ، ولعب فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دوراً مهماً وبارزاً ومحورياً إستطاع فيه وأد المخطط الذي أستهدف البلدان العربية فكانت إدارة المرحلة بحنكة القائد والمفكر برغم  إشتداد العواصف والمخاطر الحقيقة ، واحدة من أهم ظواهر دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وهو ما أنتهجه مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان - طيب الله ثراه - وهي تحويل التحديات والصعوبات إلى فرص ممكنة ، هذا إمتياز من إمتيازات البلاد الممتدة في خمسة عقود من الزمن ، وعليه صنع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد من التحديات والصعوبات فرصاً غيرت وجه المنطقة ، فلم تكن تلك الرياح المسمومة التي نفخت فيها جماعات الإسلام السياسي المتطرفة نيرانها الحارقة غير واحدة من أكبر التحديات الوجودية ليس للإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، بل للقيم والمبادئ الإنسانية قبل حدود الأوطان ، كان تحدياً صعباً تحول بتعامل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد معه إلى فرصة لمواجهة الإرهاب الفكري الداعشي وغيره من المسميات المسمومه وخطاب الكراهية والذي لا زلنا نعاني منه لغاية الآن .
    التحدي الآخر كان إقتصادياً مع البدء الفعلي في تنويع مصادر الدخل والإستثمار الجاد في الفرص المواتية في الطاقة النظيفة وأستحداث المشاريع الرائدة والعملاقه وشبكات الطرق والجسور والقطارات المعلقه والأبراج الشاهقة والمدن الذكية والصناعية والمستشفيات والجامعات العالمية والمناطق الحرة المتطورة والموانيء الحديثة والفنادق العالميه العملاقة والحدائق العامة وأماكن الترفيه الجميلة جداً ، آلتي وظفت في تكريس مكانة الإمارات العربية المتحدة كوطن باعث للإبتكارات ، وهو نهج سيذهب بالدولة إلى أن تكون دولة مصدرة للتكنولوجيا وواحدة من أهم الدول المتقدمة في صناعة المدن الذكية ( الإنترنت ) المستدامة وإنتاج  الذكاء الإصطناعي وجاذبة للإستثمار .
      هذه التحديات والصعوبات  عندما تتحول إلى فرص نجاح هي تأكيداً على أن الزعامة للشرق الأوسط هي جزء من تأثيرات الشخصية القيادية التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، والذي تتطلع معه شعوب المنطقة إلى أفق واسع من نجاحات كبيرة تعزز من الدخول لمئوية إماراتية باهرة وأكثر إزدهاراً وثباتاً واستقراراً ، فهذه أرض كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، فدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عندما تزورها تتمنى البقاء بها لتقدمها السريع والمبني على الخطط والبرامج المستقبلية والتنظيم الدقيق والعمل بمهنية عاليه لتطور هذه الدولة ألتي إحتفلت بمرور خمسين عاما على إستقلالها ، والتي أصبحت من الدول العالمية الجاذبة للإستثمار الأمن في كل المجالات بفضل القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .