إن المُتأملَ بكلمات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في خطابِ العرش السامي في إفتتاحِ الدورةِ العادية الثانية لمجلسِ الأمة التاسع عشر يستطيعُ أن يستقرئ ملامح الثقة الكبيرة والقناعة الكاملة لدى جلالة الملك بأن الأردن يثبُ على دروبِ الإستقرار المُتكامل ويتجاوزُ التحديات الجيوسياسية ضمن محيطٍ ملتهبٍ تنهشهُ الظروف الإقتصادية والأمنية ويقبعُ تحت ويلاتِ الإرهاب والإنقسامات وانفلات الأمن ،ليبقى الأردن صمامَ الأمان والدافعَ إلى السلام ضمن المساحةِ الضامنة لعدم تقديم التنازلات في القضايا القومية والعربية والإسلامية وعلى رأسها القدس والوصاية الهاشمية ،ليبقى الأردن صمامَ الأمان في المنطقة والقادر على تحريك الرأي العام العالمي بإتجاه المصالح العربية وفقَ القناعات القومية التي تبناها بنو هاشم على مدارِ التاريخ .
خطابُ العرش كان بمثابةِ الملخص لما هو قادم من خطةِ نهوضٍ إقتصادي يستطيع ضمان التعافي الكامل لجميعِ القطاعات والذي سيؤثرُ على مستوى معيشة الموطن والحد من نتائج التضخم العالمي الذي باتَ مصدرَ قلقٍ للجميع ليُراهنَ هنا جلالة الملك على فئةِ الشباب المُفعم بالطموح وفقَ تسخيرِ الإمكانيات وتذليلِ العقبات والإستفادة من الموارد بشكلٍ صحيح وتسخيرِ التكنولوجيا الحديثة ليكون تمكينُ الشباب والمرأة تمهيدًا لإعداد قياداتٍ مستقبلية فاعلة مع التأكيد على أن تكون النتائجُ سريعةً ومباشرةً بالتزامن مع تولّي كافة الجهات المسؤولية الحقيقة والقيام بعملها بشكلٍ صحيحٍ وفقَ تناغمٍ كبيرٍ يقودُ إلى سبلِ الإصلاح الشامل الذي يستهدفُ المواطن ويقوده إلى بحبوحةِ العيش ليكون تنفيذُ مُخرجات رؤية التحديث الإقصادي هو المعيار لأداء الحكومات .
إن أصحابَ الفتن والمُشككون ومهما حاولوا التربصَ بالوطن فلن يقطعوا بإتجاه أهدافهم ولو قيد أُنملة ، ليتجرعوا حقد قلوبهم ويجترّون السُّم النابع من داخلهم، وهنا كان توجيه جلالة الملك إلى عدم الإلتفات إلى من أرداوا الشر بالوطن فهم من يقفوا أمامَ مسيرةِ النجاح ولا يقبلوا بالخير إلا لأنفسهم ولا يقيسون الأمور إلا بميزانِ مصالحهم ، ليبقى همُّهم هم أنفسهم ولو كان ذلك على حساب الجميع ،وهنا يجب على الجميع الحذرَ منهم وكفَّ أفكارهم الهدّامة عن مسامع الإنجاز ،فنحن كما أرادنا جلالة الملك لم ولن نلتفتَ إلى الوراء ولن ننثني عن أحلامِنا ما دامتْ أنفاسنا تعانقُ صدورنا .
الجيشُ والأجهزةُ الأمنية حُماةَ الدار المخلصين الذي قدّموا واعطوا وافنوا أعمارهم في خدمةِ الوطن ففي خطابِ العرش حيّاهم رفيقُ سلاحهم والمُضطلع على كفاحِهم ،فكان القريبُ منهم وكانوا لهُ العاشقين الصادقين الواثقين برؤيته وتوجيهه، فلمعَ الحب في عيني جلالة الملك وهو يخاطبهم قائلًا " النشامى نخاطبهم اليوم بإسم الأردنين جميعًا , وأقول لهم هذا عهدنا بكم أنتم الأصدق قولًا والأخلص عملًا ، أحييكم ضباطًا وضباط صفٍ وجنودًا" وهنا ليتأكدَ الجميع بأن الجيشَ والأجهزة الأمنية سيردّون التحيةَ إلى جلالة الملك فعلًا يُسابق القول ،فكأن أنفاسهم تقول أبشر سيدنا فالحب لك والعهد لك وأرواحنا خاتمٌ بين يديك، وهنا لا بد أن يَعي الجميع بأن للجيش والأجهزة الأمنية وجلالة الملك قصة عشقٍ أزلية باقية ما بقي الزمان ...عشتَ لنا يا قمحنا و صُبحنا .....وزرعنا ودرعنا ونحنُ نعاهدكَ بأننا معكَ إلى الأبد .