لست من المغرمين بكرة القدم، ولا أتابع أخبارها ولا مبارياتها، غير أن حجم اهتمام الأردنيين من مَختلف فئاتهم وشتى انتمائتهم بانتخابات الهيئة الإدارية للنادي الفيصلي، وزخم المتابعة الإعلامية لهذه الانتخابات سواء في الإعلام التقليدي، أو الإعلام الرقمي، وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي حيث يعبر الناس عن قناعاتهم ويعلنون مواقفهم بصراحة وبلا أي ايحاءات، كل ذلك دفعني لمتابعة هذه الانتخابات َومحاولة قراة دلالاتها.
أول مايلفتك في أقوال الناس وتعليقاتهم هو الحديث عن تاريخ النادي الفيصلي وإنجازاته، وهو حديث يعكس تعلق
الأردنيين بتاريخهم وعراقتهم وإنجازاتهم، ولا أحد ينكر أن النادي الفيصلي جزء من الذاكرة التاريخية الوطنية المعاصرة للأرنيين، وهو صفحة ناصعة في سجل إنجازاتهم الوطنية في مجال الر ياضة على الأقل ، لذلك يتعلق الأردنيين به، تعبيرا عن تعلقهم بتاريخم الوطني، وتعبيرا
عن عطشهم لأيام الإنجاز.
القراءة الثانية في انتخابات النادي الفيصلي،
تقول أننا شعب متحضر عندما نترك لممارسة قناعاتنا بحرية، لذلك جرت انتخابات الفيصلي ومر ماسبقها وما تلاها بسهولة وسلاسه، ودون أية حادثة مما جعلها تجسيدا لجوهر الأردني النقي.
القراءة الثالثة في هذه الانتخابات تؤكد أن جماهير شعبنا متعطشة للمشاركة فيما يجري في بلدها، عندما تشعر أن إرادتها حرة،وأنها قادرة على تبنب قضية والوصول بها إلى ماتريده، وانها قادرة تحقيق هدف تؤمن به، لذلك كان الإقبال على المشاركة في انتخابات النادي الفيصلي منقطع النضير وغير مسبوق، والأهم أن الانتخابات كانت نزيهة ونضيفة، فلم يتحدث أحد عن بيع وشراء للأصوات، وكانت نتيجة ذلك كله إبراز حقيقة قدرة الناس على اختيار من يعبر عنهم، وقدرتهم على فرز من يمثلهم، فهنيئا للمهندس نضال الحديد قائدا فرزته الجماهير، فهذا هو الفوز الحقيقي، وهنيئا لبلدنا هذه التجربة النموذج.