رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

م.علي أبو صعيليك يكتب : صراع المصالح والكراهية ضد العرب والمسلمين أبرز أسباب الهجمة المسعورة على قطر

 م.علي أبو صعيليك يكتب : صراع المصالح والكراهية ضد العرب والمسلمين أبرز أسباب الهجمة المسعورة على قطر
جوهرة العرب _  م.علي أبو صعيليك
 


أخيراً ورغم كل ما حدث من جهود عالمية ضخمة لتعطيل إستضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022، فقد بدأت البطولة بالفعل، ويبدو من المعطيات الأولية انها ستكون الأفضل على الإطلاق منذ ان بدأت عام 1930، والأفضلية ليس فقط من خلال التنظيم الجيد، إنما حجم النجاح في تعرية الوجه القبيح لقارة أوروبا مقابل إضهار الصور الحسنة للشعوب العربية. 

 

لا يمكن أن تقدم أكبر دول العالم الغربي أكثر مما تقدمه قطر بشكل خاص والدول العربية والإسلامية بشكل عام لضيوفها والمقيمين فيها من إحترام وحسن تعامل وحقوق، والسر الحقيقي في ذلك هو النظام الأخلاقي العربي المستمد من الدين الإسلامي وهو نظام ليس مرتبط فقط بقوانين الدول الرسمية ولا يرتبط بالمستوى المادي للدول غنيةً كانت أم فقيرةً، إنما هو نظام أشبه بالنبتة التي يتم سقايتها ورعايتها يومياً بماء نقي من خلال مؤسسة لها قيمة كبرى في العالم العربي وهي مؤسسة "الأسرة".

 

وعلى النقيض من ذلك فإن مفهوم الأسرة فقد قيمته الحقيقية إلى حد كبير في معظم دول أوروبا وأمريكا مع تغلغل النظام الرأسمالي والذي إستطاع تغيير مفاهيم تركيبة الأسرة وبلغت ذروتها مع دخول الإنترنت ووسائل التواصل والقنوات الفضائية كمربي بديل وكان الشذوذ والمثلية وغيرها هي نتائج طبيعية لذلك.

وبالعودة لما تعرضت له قطر فإن معظم ما يتم تداوله في وسائل الإعلام لا يمكن أن يكون سبباً مقنعاً حتى تتعرض قطر لهذه الهجمة القذرة من قارة أوروبا تحديداً!

 

 حقوق المثليين التي تطالب بها دول شمال أوروبا وتحديداً الدنمارك لا تتوافق مع القوانين المحلية في قطر بالإضافة لمخالفتها للدين الإسلامي مصدر التشريع في معظم الدول العربية ومنها قطر، وكذلك لا تتوافق مع النمط الإجتماعي السائد في المنطقة والذي تشكل الأسرة الأساس فيه، ولأن دول أوروبا تتبجح بإحترامها لسيادة الدول، فإن هجومها الإعلامي على قطر بسبب حقوق المثليين يناقض ما تتحدث به إعلامياً، إذن يجب البحث عن أسباب مقنعة أخرى، فماذا تكون؟

 

أيضا تم الترويج بمقتل الآلاف من العمال الأسيويين خلال مرحلة إعمار المنشآت تحضيراً لكأس العالم وهذا كلام أخرق لا يصدر إلا من عقلية يائسة عجزت عن إقناع الأخر بوجهة نظرها، وما يؤكد أنها مجرد إشاعات جوفاء أن معظم دول شرق آسيا مثل بنغلادش والفلبين والهند تحتفظ بعلاقات واتفاقيات مع قطر تضمن حقوق عمالها الذين أعطتهم قطر فرص كبيرة للحياة والأمل من خلال توفير فرص عمل تساهم في دعم اقتصادات دول شرق آسيا.

 

وبالحديث عن موضوع العمالة التي ساهمت بنهضة قطر فإن فتح هكذا ملف لن يكون في صالح قارة أوروبا التي كان الأساس في نهضتها ليس فقط الأنظمة والقوانين، إنما أيضا الثروات التي نهبتها من الشعوب الأخرى خلال عصر الإستعمار ونظام العبودية والتي لازالت العديد من الدول تعيش ويلات نتائجة، ولنا في تخلف وفقر القارة الأفريقية الغنية جداً بمواردها الطبيعية مثال حي على حجم الظلم الذي تسببت به كبريات دول أوروبا !


وللدنمارك على وجه الخصوص تاريخ أسود مع اللاجئين، وقد تم توجيه الكثير من النقد لها من عدة هيئات دولية منها المفوضية الأوروبية ومنظمة العفو الدولية وآخر قراراتها كان بخصوص ترحيل اللاجئين السوريين، في مخالفة للمواثيق الدولية بخصوص اللاجئين خلال الحروب!


ومن يتحدث عن السماح بالمشروبات الروحيه فإن بعض الدول الأوروبية نفسها تمنع تلك المشروبات في حدود الملاعب وقد أحدثت جماهير إنجلترا تحديداً الكثير من الأذى في عدة مناسبات سابقة لأنهم كانوا مخمورين!


الأسباب لا علاقة لما يتم ترويجه في وسائل الإعلام بل هناك أسباب آخرى بعضها أتضح لنا وهي خلافات في المصالح المالية والاقتصادية، وأسباب أخرى ستكشفها الأيام بكل تأكيد.


مؤخراً كشف تحقيق لبرنامج "للقصة بقية" والذي يبث على قناة الجزيرة الإخبارية عن تفاصيل عقد شركة MAERSK OIL وهي أكبر شركة دنماركية حيث عملت على تشغيل أكبر حقل نفطي قطري منذ عام 1992 بعقد يمتد لمدة 25 عاماً إنتهى عام 2017، وقبل نهاية العقد بعام، أعلنت حكومة قطر عن عدم رغبتها بتجديد العقد بين الطرفين وهو حق تمتلكه قطر ومع الأخذ بعين الإعتبار أن هذه الشركة تساهم بنسبة 14% من الناتج الإجمالي للدنمارك فإن ذلك يعطي أحد التفسيرات للهجمة المسعورة التي شنتها الدنمارك تحديداً على قطر!