فمن خلال التجاعيد الجميلة التي تجعلني أحس أن كل إخوتي وأخواتي الكبار هنا (توائم).
ناهيكم عن كل هذا الجمال في هذه الوجوه الحلوة
فأيضا، تعلمت من كل وجه الكثير ..
من ذاك الصديق الذي يحمل الأصول التشيكية تعلمت أن أبناء بلدان الحروب مهما ابتسموا فإن في ابتسامتهم غصة ..
ومن ذاك صاحب الأصول اليوغسلافية تعلمت أن خلف الابتسامة دمعة ..
ومن هاتين الزميلتين ذوات الأصول التركية تذكرت أن علينا معا أن نتيقن من أن الذي يجمعنا ينبغي أن يكون أكبر من الذي يفرقنا، فالجغرافيا تجمعنا والعديد من العادات والكثير من القرابة والنسب وكذلك ما نأكله ونلبسه ..
وفي وجوه أبناء العديد من أصول الجنسيات الأخرى قصص تحفر في النظرات والوجنات عن تاريخ طويل لمهاجرين كثر وكثر بعضهم وصل هنا قبل عقود وبعضهم قبل سنين ..
وقرأت في كل تجاعيد وجوه الألمان من أصول ألمانية قصص الحب والإرادة
حب يذكرني باليد المحبة التي امتدت إليّ وحضنتني وغادرتني ولم تغادرني
وحب من شعب محب للعمل، بل ومقدس له
شعب عرف أن ما فقده في الحروب لا يعوض إلا عبر العمل، فَعمِل! .
ومع كل هذا
تعود ذاكرتي إلى حيث لم تغادر يوما
إلى بلدي الأم سوريا
ودمعتي تحدث خدي
بأن على شبابنا أن يتعلم من تجاعيد وجوه آبائنا وأجدادنا ( الحب )
حب بعضنا
حب العمل
حب أخاديد العسل في وجنات وجباه أمنا سورية وكل الأمهات السوريات .