لم يكن دولة وصفي التل مُجرّد رئيس وزراء أو رجل دولة عادي،الذين عاصروه وعرفوه عن قرب قالوا انه كان مُتميّزًا بِقُدراتٍ خارقة في مقدرته إدارة شؤون الحكومه، وعلى التحليل العميق لمشاكل الاردنيين واكتشاف الحلول، كان يتمتّع بصفاء ذهن مُذهل، وحِنكة عالية بمعرفته لأسرار القياده وتفكيك مفرداتها ومعانيها.
كان يٌدرك رغبة الشعب ، واحتياجه لحكومه تُساعده على العيش حياة فضلى وانفتاح العقل للتقدم والحضارة والرقي .
كان نموذج لم يتكرر للتفاني والتضحية والاخلاص، كان عقله غارق في عشق الأرض وفي حب شعبه ومواطنيه.
عاش عيشه عيشه البسطاء وتعايش معهم ، وكان شديد الحذر من مفاتن الوظيفة ومغرياتها، واستمر على سجيته متواضع يحرث الأرض ويقترب من العاَمه ويرقب أوضاعهم عن كثب، ويدفعهم الى قيادة التغيير واستخدام العقل وتحفيزهم على استقبال التطّور، والتحرّر من عقليّة جمود التراث الجمعي وتقديم أقصى ما لديهم لشق حياتهم نحو مستقبل افضل.
تولى رحمه الله المسئولية في مرحلة صراع وجود مفصليه وارتفع شهيدا في خضمها،ومن عرفوه قالوا أيضا انه كان صاعدا شديد الوطنية ،و كان قائدا شجاعًا يُليق بقيادته وشعبه، وكان ساطع الفكر، قويّ المنطق.
تصادف اليوم ذكرى استشهادة، لقد كان رحيله خسارة فادحة للاردنيين وانطفأ ذلك اليوم كوكبٌ أرني شديد الضياء.