لن أتناول هذا المقال من باب التحليل الرياضي لأنني لست ضليعة البتة في هذا ، و لكنني مجرد مشاهدة و متابعة عن كثب لهذا المونديال لأسباب ، منها : لأنه على أرض عربية .
المنتخب الألماني أقصي من المونديال بدوري المجموعات ، و الذي كان رافضا رفضا تاما للقوانين التي طبقتها دولة قطر في عدم وضع اي شعار للمثلية أو شيء لا يناسب الثقافة العربية ، و عبر عن ذلك من خلال صورة أظهرت طاقم الفريق و هم يضعون أيديهم على أفواههم تعبيرا على أن الثقافة العربية تدعم تكميم الأفواه و عدم التعبير عن الآراء ، و بنفس الوقت فإن القضية التي جاءوا بها إلى بلادنا وئدت بالأصل قبل الحديث فيها .
و بسبب موقف المنتخب الألماني ، ضج معظم العرب و بعض الصحفيين و الكتاب و الإعلاميين الغرب على ذلك و قد تعرض المنتخب لتعليقات و تهكمات مسموعة و مرئية و مكتوبة ، لأن العرب لا تحتمل ثقافتهم أي شيء خارج عن الطبيعة ، و ينبذون مجتمع الميم الذي يدافع عنه مجلس الأخلاق الألماني ممثل بمنتخبه وساسته في المونديال .
تمنى الكثير من العرب إقصاء المنتخب الألماني من المونديال و ذلك بعد تصريح المدرب الألماني و الإتحاد الألماني ، و الذي جاء فيه : بأنه لو حصل المنتخب الألماني على كأس العالم لن يكون احتفاله في قطر و هي الدولة المستضيفة ، و هذا ينافي بروتوكولات الإتحاد العالمي لكرة القدم (الفيفا) ، و من الأسباب أيضا التي دفعت بعض العرب لنبذ المنتخب الألماني ، و هي القضية التي يدعمها و المنافية للثقافة العربية و الإسلامية و تركه للهدف الرئيسي للمونديال، و أيضا لأن المنتخب الألماني لم يتقبل فكرة تطبيق القانون عليه في عدم السعي لنشر قضيته لأنه يعتنق مبدأ التفوق و الفوقية و الأستاذية في الوصاية الأخلاقية على الآخر ، و على جانب آخر فإن هناك من العرب لم يهتموا لكل ما ذكرت أعلاه لأنهم يرون في المنتخب الألماني بالكبير .
ماهي هذه القضية التي يتبناها المنتخب الألماني ؟
في أوقات زمنية مدروسة تخرج علينا قضايا عالمية جديدة تحت مسمى ( حقوق الإنسان ) تستغل البشرية في توظيفها لغايات سياسية و اقتصادية و اجتماعية .
و في السنوات الأخيرة إلى هذه اللحظة يشاع و ينتشر بشكل كبير في دول العالم قضية جديدة ، و هي فرض (مجتمع الميم ) على المجتمعات ، تحت مسمى الإنسانوية و الحرية و الحب ، و الهدف من ذلك وجوب تغيير الثقافات المجتمعية باسم الحرية و الحب و الديموقراطية لتمييعها ، و تفسيخها و قلب المجتمعات ذات القيم السامية و الدينية إلى مجتمعات مبعثرة القيمة و المبدأ و الهدف و الغاية منها في إعمار الأرض ، و هذا يؤدي الى انتشار الرذيلة و الجريمة و الأمراض و كل ماهو خارج الإنسانية و الرحمة ...
فمن ينشر الشعارات المزيفة والقائمة تحت مسمى الإنسانوية هو من يخطط لقتل البشرية و نشر العنصرية و الفتن و العبودية ، حيث تعد ألمانيا من أكثر الدول في العالم بيعا للأسلحة للدول المتصارعة كمساهم اول لزيادة الصراعات ، كما تعد من أكثر الدول دعما للاحتلال الصهيوني لوجستيا ودبلوماسيا وهي من الدول التي تمنع المظاهرات السلمية المناصرة للقضية الفلسطينية على أرضها ، و تعد من أكثر الدول المساهمة في تلوث البيئة بسبب مصانعها ، و بعد ذلك فإنها تتبنى قضية (مجتمع الميم).
ماهو مجتمع الميم ؟: هو مجتمع المثلية الجنسية و الازدواج و التحول الجنسي ، المثليين الذكور ، المثليات الإناث ، و المزدوجين , و المتحولين جنسيا (بدون أي سبب علمي) .
القوى العالمية و المطبخ السياسي يطالبان بتقبل هذه الفئة لأسباب براغماتية باسم الإنسانوية و الحرية والحب و الفردانية ، و أن يكون لها حرية التجمع و التواجد و ممارسة طقوسها ، و أن يكون لها حقوق خاصة(بما يتناسب مع هويتها ) بما أنها فئة موجودة في المجتمعات ، و يتم الترويج لهذا الفكر الخارج عن الطبيعة من خلال الإعلام العالمي وأدوات عديدة موجودة و متاحة .
لذلك نرى من ذلك أن قوم لوط عليه السلام يعودون من جديد فمن هم قوم لوط ؟
بعث الله تعالى سيدنا لوط إلى قومه الذين كانوا يقطنون في قرى مقرها في غور البحر الميت(الأردن)، واختلف العلماء على عدد هذه القرى ، منهم من قال : ثلاثة ومنهم من قال: سبعة و منهم من قال : اثنا عشر قرية ، و منها سدوم ، و عميرة ، و أدومة و صبييم و غيرها .
كان قوم لوط يرتكبون المعاصي فيأتون الذكور ويتركون زوجاتهم ، و يجاهرون بالمعصية في الشوارع و في كل مكان ، دعا سيدنا لوط قومه لترك المعصية و عبادة الله إلا أنهم أصروا على معصيتهم حتى خسف الله بهم الأرض و اندثروا .
و يخطيء الكثيرون من العامة في تسمية معصية قوم لوط (باللواط) ، و هذه التسمية خطأ بالمطلق ، لأن سيدنا لوط بريء من قومه ومعصيتهم.