من اللافت للنظر حديث بعض الإعلاميين الصهاينة للصحافة البريطانية والصهيونية عن تجربتهم في قطر والتي خرجوا منها بخزي متوقع لهم قبل أن يكون لنا، والمستغرب أنهم يدعون أنهم متفاجئين من عدم تقبل الشعوب العربية لوجودهم، مع أننا نعتقد أنهم كانوا واثقين أن الشعوب العربية لن تتقبل وجودهم أبداً وإنما هم ذهبوا إلى قطر في مغامرة غير محسوبة وقد كانت نتيجتها متوقعة ومؤكدة ولكن وبسبب وجود وسائل التواصل لم يستطيعوا إخفاء ما حصل، ولذلك نتساءل على ماذا راهنوا وكيف دخلوا هذه المغامرة الفاشلة؟
سنجيبكم يا راز شيشينكل وميخال أهروني وغيركم من الصهاينة على سؤالكم، لماذا لا يتقبل العرب خصوصاً والمسلمين عموماً وجودكم؟ الجواب بوضوح لأنكم محتلين لأرض فلسطين، وأجدادكم عبارة عن مجموعات من المجرمين جاءت بهم بريطانيا وعدة دول أوروبية.
حيث تم نقلهم على بواخر وطائرات من عدة دول من مختلف القارات وخصوصاً شرق أوروبا، واستطاعوا احتلال أرض فلسطين من خلال تنفيذ سلسلة جرائم قتل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل بدأت قبل نكبة 1948 بعدة سنوات ولن تنتهي بجريمة قتل الشاب الفلسطيني عمار حمدي مفلح (22 عامًا) في بلدة حوارة الفلسطينية المحتلة مساء أمس وخلال فعاليات كأس العالم!
لكي نستقبلكم بود وترحاب عليكم بمغادرة أرض فلسطين، وعودوا إلى بلادكم الأصلية ومن بعد ذلك فأهلا وسهلا بكم في أرض العرب ضيوفاً وستجدون منا كل ترحيب واحترام كما رحبنا بالعديد من الشعوب التي جاءت من عدة بلدان، ومنهم الكثير من بلدانكم الأصلية ويشتركون معكم في الديانة اليهودية، فمن المؤكد أن من بين المشجعين الذين جاؤوا إلى قطر لتشجيع منتخباتهم مشجعين يهود من بولندا جاؤوا لتشجيع منتخب بولندا على سبيل المثال وتم الترحيب بهم في قطر.
لماذا غامر الكيان الصهيوني وأرسل إعلامييه إلى قطر؟ هل كان ينتظر من قطر أن تفرض على الجماهير العربية تقبل وجودكم والتعامل معهم بشكل طبيعي؟ أتساءل عن الحكمة في إرسالكم لمهمة فاشلة بامتياز؟ لا أجد جواباً أقتنع به، إنها تجربة ساذجة للصهاينة.
لماذا لم تتجرأ وسائل إعلام الاحتلال سابقاً على إرسال مراسليهم لعواصم الدول التي ترتبط باتفاقيات مع الكيان المحتل؟ لماذا لم يجرء راز شيشينك على التجول في شوارع عمان أو القاهرة؟ لأنه يعلم جيداً أنه لن يواجه تعاملاً دبلوماسياً يرفض التسجيل معه فقط كما حصل في قطر، بل سيتعدى الأمر ذلك وسيكون تعرضه لصفعة حذاء في وجهه شيئاً بسيطاً، هذا إذا ما وجد شاباً يتحكم في أعصابه، بينما قد يواجه ما هو أكثر من صفعة حذاء على وجهه حسب الظروف.
قبل أكثر من أربعة وأربعين عاماً وقعت حكومة مصر إتفاقية مع الكيان المحتل، ورغم ذلك لا يوجد لغاية الآن أي تطبيع علني في أي مجال باستثناء السياسة، ويرفض غالبية المجتمع المصري الاعتراف بوجود الكيان المحتل وقد استطاع إفشال كل محاولات التطبيع السابقة، ولم يجرء إعلام الاحتلال أن يجري لقاءات في شوارع القاهرة أو الإسكندرية، لأنهم يعلمون كيف سيتعامل معهم المصريين وكذلك نفس الحال ما سيحصل لهم في الأردن!
إن الإتفاقيات التي جرت بين بعض الدول العربية والكيان المحتل لا تخرج عن إطارها السياسي وجرت وفقاً لظروف معينة وفي غالبها لا تمثل الشعوب ولذلك لن يحصل تقبل شعبي عربي لوجود المجرمين الصهاينة قتلة الفلسطينين والأنبياء.
إن خباثة المؤسسة الصهيونية يجعلنا نفكر لماذا أرسلوا صحفييهم ودفعهم لمقابلة الجماهير العربية، هل كانوا ينتظرون أن يعتدي عليهم بعض الشباب العربي وهذا ما يعزز من هجوم الدول المعارضة لاستضافة قطر لكأس العالم، ويزيد الضغط مجدداً على قطر؟ لا شيء مستبعد مع الكيان المحتل.
لا نعلم حقيقة ما يدور خلف الكواليس، ولكن تاريخ الصهيونية قائم على الغدر والخيانة حتى مع حلفائهم وتاريخهم مع الانتداب البريطاني الذي ساعدهم في احتلال فلسطين، حيث فجرت عصابة الأرجون بأوامر قائدها مناحيم بيغين فندق الملك داوود الذي كان مركزاً لحكومة الانتداب البريطاني ونتج عن ذلك مقتل واحد وتسعون شخصاً منهم يهود وبريطانيين وعرب، ولذلك على الجميع في قطر الحذر حتى آخر رمق !