لا أملك في هذه اللحظة ما أكتبه ، والمصيبة أن ما نشعر به قد فاق حدود المشاعر والحزن ، ولكن زيارة جلالة الملك اليوم الى بيت عزاء الشهيد عبدالرزاق الدلابيح جعلني أكتب بدون النظر الى الأملاء لأن كل حرف يخرج يكون مسبوق بمشاعر حسره وحزن على فقيد الوطن .
وصول جلالة الملك يرافقه عمه سمو الأمير حسن حتى يؤدوا واجب العزاء دليل على ان الهاشميين لا يتركون ابناء الوطن في المواقف الصعبة وخاصة هذا الموقف الذي مزق قلوب الاردنيين
قراءة عيون جلالته خلال أداء مراسم العزاء كانت تتحدث عن حسرة أب بفقدان أبنه وأخ فقد أخيه وصديق فقد صديقة ، حسره ليس بعدها حسره ، فكيف يستباح دم أردني بدون سبب ، ذنبه الوحيد انه ترك عائلته وخرج يلبي نداء الواجب ، ذنبه الوحيد انه ابن الوطن وأبن جهاز الأمن العام ، ذنبه انه لم يلتفت للوراء عندما وصلته إشارات العبث في ممتلكات المواطنين ، ذهب وكان يعرف انه لن يعود لمشاهدة أباه وأمه وابناءه ، والحسره الكبرى حسرة أب … دموع لم يتوقعها في يوم من الايام ان يشيع ابنه الذي كبر امامه.
رحمك الله يا عبد الرزاق وكتب الله لأهلك الصبر وكتب الله لك الجنة مع الانبياء والابرار والشهداء…