عنصري فرنسي بدوافع فكرية عدائية قتل وبدم بارد ثلاثة مهاجرين
أكراد وقد يزيد عددهم من المصابين بدون أي ذنب في باريس التي تسمى بعاصمة "الموضة
والأناقة" على غير حقيقتها العنصرية ضد المسلمين، ومن ثم يُكْشَف النقاب عن
تاريخ المجرم العنصري ضد المهاجرين، كل هذا والدولة الفرنسية لم تنطق كلمة
"إرهابي" في تعليقها على الإعتداء كما حدث سابقاً عندما كان الفاعل "مسلماً".
ولأن ردة فعلهم معروفة مسبقاً، فإننا لا نحتاج
أن نلقي الكثير من الضوء على ما ستفعله فرنسا و باقي دول أوروبا من تصريحات تتبعها
إجراءات فيما لو كان القاتل "مسلماً"، وكم سيحضى الحدث ببيانات الشجب
والنقد من العرب الرسميين الذين ينظرون إلى أوروبا بعيون اخرى غير حقيقتها
الإجرامية والإستعمارية.
ولأن الدماء التي سالت دماء كردية وليست
فرنسية، فهي لا تعني شيئا للفرنسيين ورئيسهم ماكرون المصاب
ب"الإسلاموفوبيا" والذي وصف مقتل الأكراد بأنها "هجوماً مشيناً"،
بينما لم يربطها بالفكر الإرهابي الذي يصنف تحت إطاره أي جريمة كان مرتكبها مسلم
ضد عامة الناس، بالرغم من أن القاتل متخصص بمعاداة المهاجرين وواضح للعيان دوافعه
الفكرية المتطرفة.
وقبل إرهاب باريس بيومين وفي فلسطين قتل قناص
من جيش الاحتلال الصهيوني خلال اقتحام مدينة نابلس وبدم بارد الفلسطيني أحمد عاطف
دراغمة، وهو مهاجم كرة قدم يلعب في نادي "ثقافي طولكرم" وسجل ستة اهداف
في الدوري الفلسطيني للمحترفين هذا الموسم، ولم يحرك العالم ساكناً لهذه الجريمة
كما فعلت وسائل الإعلام عندما تم فقط ايقاف احدى مباريات كرة القدم في اوكرانيا
بسبب القصف الروسي.
الكيان الصهيوني صنيعة أوروبا في فلسطين، هو
شكل من أشكالهم القبيحة القائمة على استعمار البلاد الآخرى وسرقة خيراتهم، كيف لا
وقد تشكل أصلا من عصابات جاءت من شرق أوروبا، ولم تقتصر جرائمه على قتل المقاومين،
فلم يستثني أحداً من جرائمه، ارهابه شمل كل فئات المجتمع الفلسطيني، اطفال وفتيات
ورجال وسيدات وكبار في العمر، رياضيين وصحفيين وسياسيين وغيرهم والكثير من هذه
الجرائم موثق حتى بالفيديو ولكن لا شيء يتغير، لماذا؟
العلة ليست فيهم، فهم كذلك منذ الأزل، شعوب
انتهازية استعمارية قامت حضاراتهم في كل مكان على حساب الشعوب الآخرى، استراليا
احد الدول التي سرقوها من شعبها الحقيقي، قارة أفريقيا نهبوا ثرواتها عن بكرة
أبيها، ومن قبل ذلك قارة أمريكا الشمالية بمكونيها والتي أصبحت لاحقاً الولايات
المتحدة وكندا بعد أن هاجر إليها الأوربيين واحتلوها من أهلها الأصليين، وغير ذلك
الكثير من الحقائق ولسنا هنا في صدد سردها، فهذا جزء من تاريخهم وحقيقتهم.
وما الحل خصوصا فيما يعنينا نحن العرب؟ وماذا
يقول تاريخنا وتاريخهم؟ فهم في حالة صراع حقيقي معنا وليست الحكاية وليدة القرن
الماضي، ومتى سندرك أن الحل يبدأ من عندنا نحن الشعوب العربية وليس من عندهم.