رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور محمد كامل القرعان يكتب : "الإيادي السوداء" لن تنال من إرادة الأردنيين

الدكتور محمد كامل القرعان يكتب : الإيادي السوداء لن تنال من إرادة الأردنيين
جوهرة العرب - د. محمد كامل القرعان 

تدور في الافق بين حين وأخر حملات مُمَنهجة هدفها إجهاض عملية الإصلاح برمتها ، وذلك من خلال استهداف كوادرها وقياداتها والتشكيك بغاياتها ، ولحمل بعض عناصرها لخيارات صعبة، أو الضغط لثنيها عن مسارات التحديث، وفِي الحالتين سيسهل ضرب عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري والتخلص من قوتها كما يتصور الذين يستهدفون هذه العملية.
هذه الحملة لا علاقة لها بالحق المشروع في انتقاد الأداء، ولا بالتنافس السياسي المشروع ، وفيما يبدو ان الإصلاح مدرك لأهداف هذه الحملة، وهي في الأخير، رغم كلفتها، ستصب في صالح الاردن،على عكس ما هو مخطط لها بكل تأكيد.
فاستهداف الإصلاح وما يشهده الاردن من حراك حزبي ليس من مصلحة احد، ومحاولات اغتيال العملية وشخصياتها الوطنية لن تنجح، فأولى التركيز على دحر أصحاب الاجندات الخاصة من فتح جبهات جانبية التي لن تجدي نفعا امام صلابة الموقف بل هي مضيعة للوقت والجهد ، والأصل ان ينخرط الجميع على اختلاف الوانهم السياسية تحت مظلة هذا الحراك، خير من ان يحاكم الإصلاح على أشياء لم يقم بها أو انطلاقا من الرغبة في إزاحة بعض رموزه ، والتفرد بالسلطة والناس وهذا بطبيعة الحال أمر مشين لن يتحقق مراده، وشتان ما بين أن يخطئ الإصلاح وبين اعتبار العملية الاصلاحية بكليتها خطأ، وأعتقد أن عملية الإصلاح لعبت دورا مهم في تقوية الحياة السياسية وتنشيط الحياة الحزبيّة لا سيما بعد إقرار قانوني الانتخاب والاحزاب، وفي كل الأحوال يجب عدم السماح بممارسة أي ابتزاز ضد ارادة الاردنيين؛ لأن ذلك يهدد التجربة الحزبية ونجاحها وتحقيق ما تصبو اليه من تغير النهج في تشكيل الحكومات التي تتبنى برنامجا اصلاحيا لمجالات الحياة كافة. ودون مواربة قد تحتاج عملية الاصلاح إلى إرادة سياسية حقيقية لكي تتمكن من لعب أدوار اكبر، لكن هذا لا يعني مطلقا انها عملية فاشلة أو يمكن الاستغناء عنها ، وهذا التقييم يجب أن يكون علميا ويكون بغرض التصويب لزيادة فاعلية عملية الاصلاح وليس لوأد هذه التجربة. لا يمكن تحقيق تنمية سياسية دون أحزاب وطنية برامجية ديمقراطية تنظم الناس سياسيا حول أفكار محددة وقضايا معينة وأدبيات ورؤى بحيث تمارس الديمقراطية في داخلها من خلال انتخاب أعضائها وهيئات الهرم الحزبي ولجانها ، احزاب تقبل الآخر كما هو لا كما تريد له أن يكون ؛ أحزاب تقودها وثائق وأدبيات ورؤى اردنية مخلصة لا أشخاص وزعامات. 
واخيرا يظل الإصلاح بإداوته رقم موجود على الأرض يتطلب التعامل معه لصنع جسور ولغة مشتركة بين الاردنيين ، بعيدا عن الاتهام والتشكيك والتخوين، وهذا إذا أردنا وطنا يستوعب الجميع ودولة ضامنة للمواطنة والحرية والعدالة والديمقراطية كأسلوب حياة وبالتالي فان الإيادي السوداء لن تنال من إرادة الأردن نحو التطوير والتحديث والتغير بكل ما تعنية الكلمة.