رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

راكان الشخانبه يكتب : الساميين... من هم السامين؟

راكان الشخانبه يكتب : الساميين... من هم السامين؟
جوهرة العرب _ راكان الشخانبه


من هم الساميون، الذين يجرم من يتعرض لهم، ولماذا، وكيف؟
بعد الطوفان الذي حصل في زمن نبي الله نوح عليه السلام نجى مع نوح عليه السلام ثلاثة أولاد وهم: 
يافث وسام وحام.
لقد ذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ قول وهب بن منبه: إن سام بن نوح أبو العرب وفارس والروم، وإن حاما أبو السودان، وإن يافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج.
وشاهد هو سام بن نوح عليه السلام والبدعة السامية التي ظهرت في العصر الحديث، كيف ظهرت؟ ومن أين؟
يذكر سمير البرغوثي في مقاله المنشور في جريدة الوطن: واختار الله من ذريته إبراهيم عليه السلام لينجب والدنا إسماعيل من هاجر ومن أمنا سارة أنجب إسحاق الذي أنجب يعقوب المعروف بـ (إسرائيل) ويقينا أن أبناء إسرائيل الثلاثة عشر ومنهم الإحدى عشر الذين تآمروا على يوسف والقوه في الجب لتلتقطه القافلة ليصبح فيما بعد عزيز مصر ومنهم بنيامين الذي آواه يوسف إليه، ليرفع بعد ذلك والده يعقوب وأمه على عرش مصر ويخر وإخوته لهما ساجدين.
وذكرت شيماء الحديدي في منشورها على عربي بوست ".. لكن مصطلح السامية في اللغات الأوروبية يقرن بين الساميين واليهود، ويذكر المفكر المصري عبدالوهاب المسيري في كتابه اليهود واليهودية والصهيونية: أن السبب في هذا القصر لتعريف الساميين بأنهم اليهود حصرا هو " جهل الباحثين الأوروبيين في القرن التاسع عشر عن الحضارات الشرقية، وعدم تكامل معرفتهم بالتشكيل الحضاري السامي أو بشيوع الانتماءات العرقية والإثنية واللغوية لأعضاء الجماعات اليهودية.
والنقطة الثانية تحديدا هي التي يستخدمها بعض الباحثين للتفرقة بين علاقة جزء من اليهود بالسامية، فاليهود من أبناء شبه الجزيرة العربية وهم وحدهم الساميون، مثلهم مثل مسلمي ونصارى شبه الجزيرة العربية، ما يعني أن اليهود من أصول غير عربية ليسوا من الساميين إذ ترتبط السامية بعرق وليس ديناً.
فاليوم الكيان الصهيوني في فلسطين يضم الكثير من العرقيات اليهود التي في أصلها يعود إلى أفريقيا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا وشرق آسيا فليس كل اليهود اليوم على اعتبارهم أنهم من العرق السامي كما وضح المسيري في كتابه.
لقد زادت فكرة المعادة السامية في الحركات السياسية والدينية المعادية لليهود تحت شعارات" معادة السامية" بعد تعرض اليهود إلى الاضطهاد على يد الأوروبيون، وعلى رأسها كذبة محرقة اليهود "الهولوكست" والتي فندها علماء أوروبيون قبل العرب. 
ومن هنا حُصر مصطلح "معاداة السامية" في "كراهية اليهود"، إذ عرفه المركز الأوروبي لرصد العنصرية وكراهية الأجانب بأنه "المظاهر الخطابية والجسدية الموجهة نحو اليهود أو غير اليهود و/أو ممتلكاتهم، وتجاه مؤسسات المجتمع اليهودي والمرافق الدينية".
وذكر الدكتور أحمد داوود في كتابه العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود:
إن أول ظهور لمصطلح السامية كان ذلك على يد اللاهوتي النمساوي " شلوتزر" في النصف الثاني من القرن18 في محاولة صريحة لإضفاء نوع من القدسية على ما دعاه آنذاك " بلغة الكتاب المقدس"، مفترضا أن ثمة ما يدعى باللغة العبرية نزل بها كتاب التوراة. وهذا بعد ما لمس حماس الكثير من العلماء والباحثين اللغويين في إلى دراسة اللغات الشرقية القديمة.
ويذكر أيضاً: ثم ما أن بدأ القرن 19، حتى تلقف هذه البدعة لاهوتيون يهود آخرون، وضعوا نصب أعينهم تبني هذه الفرية، ونشرها، وأخذوا على عواتقهم كتابة تاريخ الشرق العربي القديم والإسلامي بصورة يبرزون فيها ما دعوه بالعبريين واليهود، ويسفهون العرب وتاريخهم ومحمدا والقران الكريم.
ومن أبرزهم : المستشرق الألماني اليهودي أبراهام جيجر وجوزيف ديرنبورغ، والويس سبرنجر، والمستشرق الروسي اليهودي دانيال شولسون وغيرهم.
وبعد الحرب العالمية الأولى أقامت الدول الاستعمارية منظمات ومؤسسات استشراقية كان ديدنها تشوية تاريخ الشعب العربي وتقزيم حضارته، لأن التاريخ  هو بمثابة الذاكرة للشعوب......وما أن تلقف اليهود ذلك مع الحركة الصهيونية حتى قاموا على تزوير التاريخ وتغير في أحداث التوراة وفي جغرافيتها.
وتحول فجأة التاريخ العربي الذي هو تاريخ الحضارة الإنسانية على هذا الكوكب، إلى تاريخ لدولة عبرية مزعومة جنوب سوريا، وإمبراطوريات هندو أوروبية مزعومة في شمالها.
ولقد اخترعوا كذلك منطقة بلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين فهذا هو التزوير التاريخي الذي وضعه اليهود كما وضعوا تاريخ أنفهم في التزوير، وكذلك من هنا يبن كذب وأدعاء اليهود في حقهم في مذبحة الهولوكست وحقهم في فلسطين، فأن اليهود في فلسطين هم أمتداد لليهود الأمس الكذابين.
فيما يخص دحضها وإثبات بطلانها فالحديث في هذا يطول ويمكننا أن نوجزه بما يلي:
1.إن سام بن نوح، لم يبتدع لغة ولم يتكلم لغة غير لغة أبيه وأمه العربية، وأبنائه من بعد لم يبدع أحدهم  أي لغة، وإن جميع المصادر التاريخ العربي توكد أن أبناء آرام جميعا كانوا من العرب العاربة.
2.إن سام هو أخو يافث وحام ، فكيف يصح أن يقتطع سام من بيت أبيه ومن بين إخوته عرقيا ولغويا؟
يعبر بيير روسي: فإنه ينبغي أن نقول: اليافثيون، وليس الآريون لأن يافث من أبناء نوح الثلاثة هو نسل اليونانيين والأناضوليين والأوروبيين.
3.إن كل ما يكتشف في الأرض العربية من آثار هي آثار عربية لا ذكر فيها لسام أو للساميين، وتعود في معظمها إلى ألاف السنين قبل أن يولد سام، فكيف يستقم هذا الأمر مع مزوري التاريخ؟
4.أما قول شلوتزر: بأن الفينيقيين حاميون فهو ناجم عن تزوير في أرض غامد من شبه الجزيرة العربية إلى الساحل السوري، ودمجوا في التسمية بينهم وبين الفينيقيين.
فأن سام والسامين فرع من العروبة وليسوا كل العروبة، كما أن قريش فرع فهؤلاء أيضا فرع من العروبة ودحض افتراء اليهود في ذلك.