رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الكيان الصهيوني يتآكل، والشواهد على ذلك تتزايد. كتب م.علي أبو صعيليك

الكيان الصهيوني يتآكل، والشواهد على ذلك تتزايد.   كتب م.علي أبو صعيليك
جوهرة العرب 


م.علي أبو صعيليك
 
صحيح أن حالة الأمتين العربية والإسلامية ليست في مستوى جيد بالقياس للتاريخ، وكذلك المعنويات العامة قد تكون في أدنى مستوياتها، ولكن ذلك لا يمنعنا أن نمتلك الثقة التامة بأنه لا مستقبل للكيان الصهيوني في المنطقة العربية حتى لو توفرت له حاضنة سياسية عربية تقدم له خدمات مجانية.
 
فالكيان الصهيوني المتآكل من الداخل، لم يحظ بالاستقرار السياسي منذ أكثر عقد من الزمن، وأصبحت حثالة المجتمع العبري غير المتجاس هم الفئة التي تستهدف الوصول للسلطة، وجميعهم يعتمد على أيديولوجية أقصى درجات التطرف ضد الشعب الفلسطيني من أجل كسب تأييد قطعان المستوطنين، وبالتالي الوصول للسلطة، والقافلة اللقطاء ضمت بينيت ومن ثم لابيد ومن ثم العودة مجدداً للنتنياهو وشرذمة وزرائه الذين لولا تحالفه معهم لم يستطع العودة للواجهة.
 
وما يحدث من صراعات عنصرية داخلية على مستوى قطعان المستوطنين خصوصاً تلك التي تتعلق بلون البشرة والأصول، وكذلك وصول المعارضة للمؤسسة العسكرية والعديد من القطاعات في الكيان المحتل، قد يعيد مجدداً الانتخابات المبكرة إلى الواجهة وبذلك يستمر غياب الاستقرار السياسي.
 
مثل هذه الأحداث لا شك بأن لها انعكاساتها على الشعب الفلسطيني ولو بعد حين، فعلى المدى القريب قد تكون هناك انعكاسات سلبية في ظاهرها، إيجابية في باطنها، حيث يزداد التطرف في التعامل مع الشعب الفلسطيني بوجود وزراء من أمثال بن غفير وسموتريتش.
 
في نفس الوقت فإن وجود هؤلاء المجرمين كان حافزاً كبيراً لتطور كبير في المقاومة الفلسطينية خصوصاً تلك الفردية العصية على التوقع المسبق، ولا يخفى على أحد بأن شهر رمضان القادم يشكل أكبر تحديا تواجهه حكومة الاحتلال لتجنب السيناريو الدامي الذي نجحت فيه المقاومة الفلسطينية في رمضان الماضي من زلزلة الكيان الصهيوني بكافة مكوناته.
 
المقاومة الفلسطينية ثابتة ومستمرة وتتطور منذ الانتداب البريطاني ولغاية اليوم، ولا شك بأنها تتطور بين الحين والآخر خصوصاً مع زيادة شراسة الاحتلال في قمع الشعب الفلسطيني، ولذلك كان من الطبيعي أن تظهر جماعة عرين الأسود وغيرها في مواجهة زيادة التطرف في حكومات الاحتلال وغياب المقاومة المسلحة عن التنظيمات الفلسطينية خصوصاً في المناطق الخاضعة لسلطة أوسلو.
 
ولأنها تمثل وجدان الشعب الفلسطيني الذي لن يرضى في نهاية المطاف إلا بتحرير كامل التراب الوطني، فقد كان من الطبيعي أن تحظى بحاضنة شعبية كبيرة، وأيضا من الطبيعي أن ينعق بعض المرتزقة ممن عينتهم الولايات المتحدة وتدفع لهم رواتبهم بعدم رغبتهم بوجود مقاومة فلسطينية لأنها تهدد وجودهم كما تهدد استمرار الاحتلال. 
 
وبالعودة لما يحدث في الكيان المحتل حالياً، فإن أزمة تعديل قوانين القضاء التي يبحث عنها النتياهو ومتطرفيه قد أدت إلى دخول أطراف لم يسبق لها الدخول في هذا المعترك منذ نشأة الكيان المحتل، مجموعة رئيسية من طياري سلاح الجو تحولوا من الخدمة العسكرية إلى صفوف المتظاهرين، ليس العسكريين فحسب بل هنالك العديد من أعلى المسؤولين في الأهمية من أمثال رئيسة المحكمة العليا في الكيان أعلنوا رفضهم تلك التعديلات.
 
التعديلات في جوهرها تحاكي الطريقة العربية في إدارة الأمور، بحيث توفر الحماية لنتنياهو ومتطرفيه، وتحتوي على بعض القوانين العنصرية ضد فلسطيني الداخل كغطاء استراتيجي لكسب تعاطف قطعان المستوطنين، ولذلك لا تجد تلك التعديلات إلا أشد المتطرفين كمحامي دفاع عنها.
 
يدفع قطعان المستوطنين ثمن إيصالهم متطرف على شاكلة بن غفير وغيره للسلطة، فهو قد نشأ على فكر متطرف يستخدم أشد الأساليب في القمع ولذلك من الطبيعي أن يصدر تعليماته لمواجهة مظاهرات قطعان المستوطنين بأقصى درجات القوة وهي نفس الأسلوب الذي اتبعه بعض الأنظمة العربية في مرحلة الربيع الربيعي وانتهى بها المطاف إلى الزوال.
 
ما يهمنا في هذه الأحداث كفلسطينيين، هو زيادة التآكل الداخلي للكيان المحتل، وحدوث أكبر قدر من الخسائر في صفوفه بكل مكوناته نتيجة لتوابع أزمة القوانين الحالية، وحدوث تلك الخسائر، سواء تم من خلال عدوانهم على بعضهم البعض وزيادة تشرذمهم، أو من خلال شباب المقاومة الفلسطينية يؤدي إلى نفس النتيجة، زوال الكيان المحتل، السرطان الجاثم في أرض فلسطين.
 
 
 
 
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com