لا يمكن أن ندخل مرحلة ما دون الإعداد لها مسبقا ، لكي نقلل من المعيقات ونزيد من فرص النجاح، فالحياة الحزبية كالعملية الجراحية وتحتاج لأن نساويها بفرصة الحياة، لذا علينا إعداد المجتمع لهذه الممارسة من خلال ما يسمى "الثقافة الحزبية" وأن تطغى المهنية عند الخلاف في أماكن تواجدنا سواء أكان في العمل ، في الأندية الرياضية، وسائل النقل أو غيرها.
فلا يجب أن أن يكون للاختلاف الحزبي أي أثر على حياتنا الاعتيادية ولا أن يؤثر ذلك سلبا على الآخرين كعلاقة الرئيس والمرؤوس مثلا.
الجامعات الأردنية تحتاج للإرادة السياسية في رأس الهرم التعليمي بتوجيهات تتوائم مع ما تم صياغته من قوانين تحمي تطبيق العمل الحزبي للطلبة ولموظفي الجامعة على حد سواء.
فهنالك رواسب قديمة من العهود القديمة التي كان العمل الحزبي فيها مُجرَّماً بحيث تجد من أصحاب القرار في الجامعات والمؤسسات التعليمية تجاهلا أو إهمالا فيما يتعلق بتشجيع العمل الحزبي، وربما يتراجع التواجد الحزبي جراء عدم اقتناع الإدارات في تلك المؤسسات بضرورة الانتقال للحياة الحزبية كمتطلب وطني لتشاركية الحكم.
ومما يجعل تفعيل الحياة الحزبية في الجامعات ناجحا هو أن نتحلى جميعا بالنزاهة ، حيث أن النزاهة أساس العلاقات الاجتماعية وليست العلاقة الحزبية ، إذ أننا قد نختلف حزبيا لكننا نتفق إنسانيا مع جميع البشر.
بوجود النزاهة وسعة الأفق سيكون الميدان مفتوحا للحياة الحزبية الجامعية وعندها لن تغير الحياة الحزبية المخرجات سلبا بل على العكس ستثريها وتجعل الطالب أكثر انفتاحا على تقبل ثقافة الاختلاف والبعد عن ثقافة الخلاف والعنف الجامعي.
الحزبية في الجامعات قادمة لا محالة فلندعمّها بالنزاهة.