من هنا تبدأ أصل الحكاية سواء بالطلاق اللفظي او الغيابي او القضائي بموجب حكم ملزم بطلاق الزوجة من الزوج بموجب دعوى قضائية مرفوعة من الزوجة تبدأ كاي صحيفه دعوى قانونية الطالبة زوجة للمعلن إليه بالعقد الشرعي الصحيح، دخل بها وعاشرها معاشرة الأزواج ولا تزال على عصمته وفي طاعته حتى الآن ، موضحة أسباب الضرر مما يؤكد الضرر الذي لحق بالطالبة والتي لا يمكن أن تستقيم معه الحياة الزوجية وقد طالبته بالطلاق فرفض دون حق شرعي مما يحق للطالبة طلب الطلاق عملاً بنصوص المواد لقانون الأحوال الشخصية و تطلب في ختامها لسماع الحكم عليه بتطليقها منه طلقة بائنة وأمره بعدم التعرض لها في أمور الزوجية مع إلزامه بالمصاريف والأتعاب .
ظاهره غريبه عجيبة اقتظت بها أروقة المحاكم في الشرق الأوسط تحديدا ظاهرة يرتفع معدلات الطلاق بها بشكل مخيف مما يصل الى مرحله الاستغراب والاستعجاب و الرهبة مما نشاهده بأم أعيننا داخل قاعات المحاكم و مأذون الطلاق و السؤال ما الأسباب و الى اين نحن نتجه بهذا الوباء هل هي بالفعل ظاهره و ما يترتب عليها من آثار على مجتمعاتنا و قبل هذا الاسرة و الأبناء اسئله و اطروحات كثيره لابد ان ندركها بالعين المجردة.
الطلاق في القرآن، له شروط للحفاظ على استقرار واستمرار الحياة الزوجية، ولا يُؤَاخِذُ الله باللغو في القَسم وإنما يُؤَاخِذُ بما كسبت القلوب وعزمت النفوس، وهو ما يتضح في قول الله تعالى: "لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ" و ذكر الله العزيز القدير في كتابه الكريم سورة البقره "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٢٩﴾ البقرة ".
لابد ان ندرك جيدا بان الطلاق هو خط النهاية الذي يصل إليه الزوجان بعد المرور بمعاناة من كلا الطرفين، فعندما تصل الأمور إلى عدم الاتفاق بين الزوج والزوجة، يلجأ الزوج أو الزوجة أو كلاهما للمحكمة لطلب الطلاق وإنهاء الزواج بأمر من المحكمة مع أخذ كل ذي حقٍ حقه، ولكن كل ذلك يمر بعدة مراحل ويتطلب عدة أشهر ليوافق القاضي على طلب الطلاق، ويجب أن يتواجد سبب مقنع أو مجموعة أسباب لطلب الطلاق إما الخيانة الزوجية، أو كثرة الخلافات وغيرها من الأسباب التي تجعل الطرفين يسيران إلى طريق المحكمة.. الطلاق يؤثر على نفسية المرأة إلى حد كبير، فهي تعاني كثيراً من هذه الناحية لشدة عاطفتها، وهذه الحالات النفسية تؤثر سلبًا على صحتها النفسية والجسدية إذا لماذا نحن اليوم نعيش تلك الظاهرة المتفشية كالوباء!!!
هل مجتمعنا قد افتقد بالفعل ثقافة الزواج بالتأكيد حيث كل تلك المعدلات المرتفعة قد تؤكد مدى افتقار المجتمع اجمع بكل مقومات و خصائص تلك الثقافة حيث ما نشاهده اليوم خطر قادم قد ينذر بكارثه حقيقية و التي من شأنها سوف يكون لها اثر سلبي على مجتمعنا بشكل مباشر و ليس فقط على النحو الانثوي بل على النحو الذكوري أيضا و لكن نختص بالذكر (الأنثوية) لحساسيتها و مشاعرها العميقة التي قد تتأثر بكل تلك التغيرات لفترات كبيره ، شاهدنا تجارب عديدة في قضايا الطلاق و خاصه تشعر المرأة بالإحباط نتيجة حرمانها من رؤية أطفالها في بعض الحالات، ثم دخولها بالمشاحنات القانونية التي قد تجعلها تتحول الى وحش كاسر اتجاه الرجل حيث بالأساس البدايات الخاطئة و الاختيار الغير موفق و العيوب التي قد تلي هذا الزواج من سلبيات ، تشعر المرأة بعدم الثقة بالنفس بسبب فشل تجربتها الزوجية بعد الطلاق و من ثم قد تتعرض الزوجة لخوض تجربة زواج جديدة سيئة، وذلك نظرا للضغط النفسي الذي تتعرض له بعد الطلاق و لن يكتفي الامر الى هذا الحد بل تلجأ الكثير من المطلقات للانطواء على النفس والعزلة بسبب كلام الناس الجارح و هي لطبيعة مجتمعاتنا العربية و نظرتها الخاطئة اتجاه المرأة المنفصلة او بصحيح العبارة المطلقة و عدم القبول في المجتمع وذلك بسبب طلاقها، ويؤثر الطلاق على علاقة المرأة الاجتماعية بينها وبين الآخرين.
ناهيك عن ازمتها الاقتصادية بعدم وجود شريك يعاون هذا الالتزام من هنا تتحول الى مسؤوليه شخصيه اتجاه نفسها او اذا كانت قد انجبت أبناء يكون الالتزام و الأعباء أصبحت بأكبر قدر ممكن يصعب في بعض الأحيان تحمله ، ولابد ان نعلم تلك الصورة بالتوازي مع حال الرجل في الانفصال و الطلاق من الممكن يكون لها صور ة سلبيه على حياته المجتمعية منهم من يشعر بالخوف و الارتباك بالحياة و منهم من ينطوي و يبعد عن إعادة التجربة خوفا من الفشل و منهم من يسلك طريق الاختفاء عن المجتمع خوفا من الاحتكاك لمواجهه خسارة أخرى على حد تفكيره .
و الأثر السلبي الأكبر حجما من بعد تلك الكارثة هي الأطفال تعد المشاكل النفسية من المشاكل الخطيرة التي يوجهها الطفل بعد انفصال والديه، والأمر الذي يجعل الطفل يرفض فكرة الانفصال خسارة الانتماء والأمان حيث الامن و الأمان هما يمثلون له المقام الأول و من هنا تبدأ المشكلات النفسية تتمحور حول شخصيه الطفل حيث يؤدي الطلاق إلى الحرمان العاطفي لدى الأطفال بسبب الفراق بين الوالدين و منهم من بفقدان الأمل والسكينة في ظل المشاكل العائلية و منهم من يؤثر عليه أدائه الأكاديمي، و فقد تزيد من احتمال عدم قدرتهم على التركيز و يبدا في السقوط التعليمي و الانحراف الأخلاقي و منهم من تتحول معه الى ازدواجيه الشخصية في تحولاته الباطنية في العقل و الادراك و يصور له ظنه بعض التغيرات التي ليس لها في الواقع من أساس حيث يشعر الطفل بأن الأبوين أصبحوا لا يحبونه بعد الطلاق. ويعتقد أنه السبب بهذا القرار و قيس على ذلك تحولات أخرى نفسيه قد تصل الى المرض المستعصي و التي بالتالي سوف يكون لها اثر على الطفل بمسيرة حياته بشكل عام الى سن البلوغ و ما بعدها في مراحل حياته الى الكبر التي بالتالي تتحول في بعض الأحيان الى مأساة و من الممكن تنتهي بجريمه لا قدر الله كما نشاهد في قضايا اليوم و الساعة التي كانت بالأساس تعود الى امراض نفسيه قد تتبلور و تسكن جسد القاتل او المتهم منذ الطفولة.
و منهم من يشعرون بالحزن العميق وكبح مشاعر الغضب والتمرد والتفكير بالانتحار و التي يسبقها ظاهرة التنمر من الاخرين من جراء انفصال الابوين و التي انتهت بالطلاق و بالتالي يؤثر الطلاق على حياة المجتمع بالكامل ، فقد تصل الى التفكك المجتمعي بشكل يهدده تفكك امني من الطراز الأول و استغلاله لأغراض سياسيه و ارهابيه حيث يقود التفكك الأسري سلوكيات سيئة منحرفة، وذلك لعدم تلقيهم الرعاية الأزمة من قِبل الأبوين؛ كالسرقة والمشاجرات و من هنا تبدأ الجريمة الكاملة الى ان يصل به المطاف الى السجن او الإعدام ، اذا لابد ان تنفق بان الطلاق قد يؤدي إلى اختلال في كثير من القيم التي يحاول المجتمع ترسيخها في الأفراد مثل الترابط والتراحم والتعاون والتسامح.
لابد ان ندرك جيدا خطر ظاهره الطلاق على مجتمعاتنا التي أصبحت متفشيه مثل الوباء و لابد ان نقوم بخطط اصلاح مجتمعي اسري من خلال المختصين في هذا المجال لتدارك الامر قبل ان يصبح مثل النار كالهشيم لا نستطيع السيطرة عليه مستقبليا في ظل الظروف و التغيرات الدولية التي تحيط مجتمعاتنا اليوم من حروب و أزمات اقتصاديه و تضخم و ارتفاع في الأسعار انقذوا اوطانكم من التفكك الاسري قبل ان نندم على هذا الامر في يوم من الأيام اننا لم نستطيع تعديله او إصلاحه ، يؤثر الطلاق على حياة الطفل الاجتماعية، فقد تكون علاقاتهم الاجتماعية معدومة أو قليلة يقود التفكك الأسري الأولاد إلى اتخاد سلوكيات سيئة منحرفة، وذلك لعدم تلقيهم الرعاية الأزمة من قِبل الأبوين ، حيث يؤدي الطلاق إلى اختلال في كثير من القيم التي يحاول المجتمع ترسيخها في الأفراد مثل الترابط والتراحم والتعاون والتسامح و الانطلاق ببرامج توعويه مستمرة تضمين المناهج التربوية مواد تهتم بالثقافة الأسرية وحقوق وواجبات كل طرف وذلك بما يتناسب مع كل مرحلة دراسية و العمل على التوسع فى تطبيق مبادرات توعوية اسريه على مستوى الدولة لكافة الأشخاص المقبلين على الزواج من إيجابيات و سلبيات قبول الزواج من عدمه سواء القبول او الرفض طبقا للتحليل الشخصي و الصحي و المجتمعي ، وان تهتم الدولة في إجراء المزيد من الدراسات المتخصصة حول أسباب وتداعيات الطلاق وطرق خفض معدلاته ودراسة التحولات التى شهدها المجتمع في الفترة الأخيرة وما تبع ذلك من تأثيرات على الأفراد والمجتمع بشكل عام، ووضع الحلول التي تحفظ للمجتمع تماسكه واستقراره ، و الإعداد التدريب المستمر بهدف التوعية الأسرية وبيان أهمية الاستقرار الأسري للمتزوجين حديثًا والمقبلين على الزواج .
و يأتي دور ذات الطابع المحلي و الإقليمي و الدولي وهو تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في توعية الأسر بمخاطر الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء والمجتمع، وغرس قيم تحمل المسؤولية لدى الأفراد و العمل على تنظيم حملة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية الشباب وتثقيف المقبلين على الزواج حول واجبات الزوجين وحقوقهما اخرا ليس أخيرا التوسع في إنشاء عيادات نفسية واجتماعية لتقييم المقبلين على الزواج ومتابعتهما خاصة عند حدوث خلافات و هديا لما تقدم ذكرة سالفا العمل على إعداد وثيقة للطلاق تحافظ على حقوق المطلقة وأبنائها مع أهمية حضور المطلقة أثناء حدوث الطلاق بشكل رسمي حتى تتعرف على حقوقها وواجباتها بشكل تفصيلي.