بادئ ذي بدأ من مننا كانت سبب قربه المباشر في العلاقات الإنسانية كانت سبب في هدم حياته و سمعته و مستقبله ، من مننا دخل في علاقه حب و لم يدرك ان التقارب في تلك العلاقة بشكل مباشر الى سنتيميتر كانت سبب في هدر و القضاء على العلاقة من لم يتعرض بسبب عدم ترك مسافات بينه و بين مديره كانت النتيجة انهاء خدماته كذلك الأصدقاء سواء القدامى او الجدد كل تلك العلاقات كان لابد ان نرتك لها مسافات ، حكمة تقول إن النجاح في العلاقات الإنسانية يكمن في إتقان فن المسافات فلا تقترب إلى حد إبصار العيوب، ولا تبتعد إلى حد نسيان المحاسن و هي في اعتقادي من اهم القواعد في ترك المسافات التي قد تؤدي الى إنجاح تلك العلاقات و أيضا للارتقاء بهذا الفن و الى ان يصبح له رؤيه و اهداف و رسالة ...و إن العلاقات الإنسانية بطبيعة الحال متغيرة ولا تثبت على حاله واحدة، ومن هنا فهي تحتاج في بعض الأوقات إلى بعد الطرفين عن بعضهما بعضا ومراجعة الذات والتصرفات و كذلك من الأهم تقيم العلاقة من خلال فن المسافات .
حيث إن نجاح علاقاتنا يكمن في قدرة الفرد على استشعار أحوال المحيطين به ومشاركتهم في أعبائهم و معطياتهم الإنسانية و ظروفهم ، وإعطاء ساحه من الفضاء الفراغي من الوقت للتفكير بعمق وهدوء للوصول الى نتائج صحيحه دون أي ضغط او اكراه على هذا القرار أي ان يأتي بمحض ارادته ، لكن المشكلة تكمن هنا في اختيار التوقيت الخطأ و هي من اهم الأسباب التي قد يأتي بها القرار الخاطئ الذي نندم عليه لاحقا و يتسلط فكرنا لشهور و أعوام و ليس فقط لأيام و إن المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين السيارات أثناء السير على الطرق قد تكون هي الوقاية و الحفاظ على سلامتك ، فهي أيضا الوقاية الضرورية للأمان من الحوادث والاصطدام كما هو الحال في ترك المسافة بينك و بين البشر و بين علاقاتك معهم في كل المجالات و كل الأصعدة سواء على المستوى الشخصي او العملي او اذا كانت ذات طابع دولي و هو من اهم الفنون في الحياة التي لابد ان نتدارك أهميتها جيدا في عالمنا اليوم و في العصر الرقمي الحديث الذي نستخدمه اليوم من خلال برامج التواصل الاجتماعي بكل مسمياته و محتوياته ، لذا علينا أن نتقن فن حفظ المسافات وندرك متى نبتعد ومتى نقترب ومتى نتواجد ومتى نختفي اذا تطلب منا الموقف الراهن ذلك في وقتها ، اذا علينا أن نعرف المواقف التي يجدر بنا الوقوف من خلالها في الصف الأول ، ليكون لحضورك معنى والمواقف التي تكون بها بين الناس ليكون لوجودك قيمة، والمواقف التي لا يجدر بك عدم الوقوف بها منذ البداية فيكون لغيابك موقف و له نتيجة مؤثره ، عجبتني أحد النظريات المتعلقة باترك المسافات بين الاخرين وهي نظرية القنافد والبرد الشديد لأحد الفلاسفة تقول: إنه يحكى أن هناك مجموعة من القنافد كانت تعاني البرد الشديد فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء، لكن أشواكها المدببة آذتها، فابتعدت عن بعضها، فأوجعها البرد القارص فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق وعذاب البرد، فوجدت أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس فاقتربت، لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم، وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها. هكذا يجب أن يفعل الإنسان، فهو تحيط به أنواع من الأشواك الغير منظورة يصيب كل من ينخرط بغير حساب للمسافات ويتفاعل بغير انضباط، فإتقان اللعب بالمسافات في كافة علاقاتك بأصدقائك بأقربائك بعائلتك ستنعم حقا بالراحة عندما تحفظ مسافاتك، ستتعلم كيف تقدر ذاتك وتحافظ على نفسك من عطاء يستفزك وستنزفك الى ان يدخل في مرحله التنمر والتحقير.
إن اللعب بالمسافات حسب الشخص وحسب الموقف وحسب التوقيت هو معادلة قد تصعب حتما على من اقترب كثيرا فتألم وعانى من ذلك الاقتراب اذا لابد ان تقيم تلك المسافة بالتأكيد سوف تكون بعد تجارب عدة كانت مؤلمه لكنها دروس لابد ان تكون في نصاب اعيننا كي نتعلم منها في حياتنا اليومية و إن كثرت التعلق في أي علاقة تظهر من خلاله تسامح وتتغاضى عن أشياء كثيرة وتتنازل عندما تنعدم المسافات وتضعف أمام رغبات الآخر، حينها تخسر نفسك و تدخل في مرحله الندم على ما قدمته و تنغلق على نفسك الى ان تدخل مرحله موازيه هي الاكتئاب تأتي من العلاقات الغير شفافة لدينا من قدم في حياته الدرامية لحبه العديد و العديد و تفاجئ بان في المقابل لتلك الشخصية يبحث عن الشكليات و الماديات أي بمعنى اخر يبادله شخصيه جوعانة متعطشة للمظاهر و المادة و يحتوى على كل العيوب التي لم يتداركها الا عندما التفت عنها و ابتعد عنها و التي هي بالأساس لم تلتفت لحقيقه مشاعرك وهو جوهر الموضوع و السبب الرئيسي عدم ترك مسافات لتلك العلاقة.
إن تعزيز حفظ المسافات يعزز بالاحترام ، لو استطعنا حفظ مسافاتنا مع الآخر سوف نقوي علاقاتنا ونقي أنفسنا الدخول في أي متاهات، فاصنع لنفسك مساحة من الأمان بينك وبين الآخرين، لأن نفسك أغلى ما عندك ، الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحب العلاقات مع الآخرين، ومن أسس ومعايير العلاقات عندما تتعرف على شخص، فإنك تحتاج وقتاً طويل المدى حتى تشعر بالثقة ، وتصل معه إلى شاطئ الأمان ، قد تحتاج إلى أوقات متفرقة لتتحدث معه في موضوعات شتى لمعرفة أفكاره، وأسلوب تعامله مع أحداث الحياة ، و ربما لا تستطيع معرفة جوهره الداخلي إلا عند المواقف، فهي تظهر "المعادن”، والتي بدورها ترسخ العلاقة بينكما أو يُكتب على جدار السنين آهات الشعور بالندم على ما فات ، لذلك من الذكاء الاجتماعي وضع مسافات شعورية واسعة المدى ، حتى تحافظ على مشاعرك وأحاسيسك من التصادم مع الآخرين، و لا تجعل لهم مجالا لاقتحام خصوصياتك ومعرفة أسرارك ، فهي نقاط ضعفك ، وثغرات تنبثق منها سموم فقراء الأخلاق، فوضع المسافات المناسبة يؤدي إلى التوازن المطلوب في العلاقات، والتعامل مع الآخرين، لهذا اجعل ما بينك وبين الآخرين مثل الكتابة، مسافة بين الكلمة والكلمة لكي تريح القارئ وتمتعه عند القراءة.
كلما حافظت على المسافة بالدقة المطلوبة استطعت خلق مسافة من الاحترام المتبادل فلا تبتعد فتختفى كل الملامح و تظهر بالمغرور المتعالي ولا تقترب فتظهر كل عيوبك و ترى عيوب الأخرين بشكل مبالغ فيه حتى يستحيل التفاهم ، الحب ، التسامح .....ابدأ الان بمراجعة المسافات من حولك واعلم ان لكل انسان منطقة الراحة الخاصة به التي لا يجب اختراقها تحت أي مسمى بما في ذلك مسمى الحب او حتى الابوة ، إن كثير من العلاقات التي يصيبها المرض اجل ان العلاقات تصاب بالمرض بل و بالشيخوخة مثل الانسان و كافة المخلوقات في الطبيعة وكلما ادركنا المرض مبكرا كلما شخصنا الداء وكانت فرص التعافي اكبر بكثير ، و ان العلاقات قد تتعرض حتى للوفاة بأن بفقد الانسان علاقته مع بعض الاشخاص برغم من كونه يهتم بهم ولأجلهم.
الاهتمام الزائد قد يتحول الى تعلق مرضى وهو من أخطر امراض العلاقات، فضلا وليس امرا من اجل علاقات صحية ومريحة ان تراجع علاقاتك بكل من حولك واحرص على ترك متنفس لخصوصية كل منهم لتقوى علاقتك بهم وان تتجنب خطر عدم ترك المسافات وما يترتب عليه من آثار.