رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

أسطورة النصف الاخر "توأم الروح" بقلم: المستشارة الدكتورة سامية كيحل (الجزائر)

أسطورة النصف الاخر توأم الروح   بقلم: المستشارة الدكتورة سامية كيحل (الجزائر)
جوهرة العرب


المستشارة الدكتورة سامية كيحل
(الجزائر)
مازال البعض منا يؤمن بفكرة النصف الاخر ورفيق الدرب و توأم الروح بأن بإمكان الناس العثور على رفيق الروح بالإضافة الى ذلك يؤمنون ويستمرون في الايمان بإمكانية العثور على الشخص المثالي، ومع استمرار جاذبية أسطورة توأم الروح عبر الزمن والثقافات المختلفة، حيث يؤمن عدد مذهل من الناس بأسطورة توأم الروح، وفقا لمسح أجري عام 2021، وتنتشر هذه الفكرة في العديد من الثقافات ، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يأملون في وجود الرفيق المثالي لهم، وخلال الخمسين عاما الماضية زادت شعبية هذه الفكرة بشكل كبير خاصه مجتمعاتنا العربية وفق الدراسات، ويعتقد خبراء أن فكرة ما إذا كنا نؤمن بنظرية توأم الروح أم لا تكون متأصلة بعمق في ظروفنا الشخصية والنفسية لكن من المحتمل أن أولئك الذين يأملون في العثور على شريك بمواصفات محددة مسبقا قد يقوضون علاقاتهم منذ البداية.
والجدير بالذكر بان أكبر وأقرب مثال على تلك العلاقة اللاصقة افلاطون وكان قد سرد تلك العلاقة وتوأم الروح بالعديد من الاشكال وهو "النصف الآخر" و لا تزال قائمة بالنسبة للكثيرين، واستمرت عبر العديد من الثقافات عبر التاريخ، وتؤمن بعض التقاليد الهندوسية بفكرة أن الناس لديهم علاقة مع أرواح معينة ، وفي اللغة اليديشية، هناك مصطلح لشريك الزواج المثالي أو المحدد مسبقا يسمى "بشيرت"، والذي يمكن ترجمته بشكل فضفاض إلى "القدر".
وطرح الشاعر والباحث الإسلامي الفارسي جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر فكرة أن العشاق لا يلتقون في نهاية المطاف، لكنهم يكونون بطريقة ما مع بعضهم البعض طوال الوقت. وبدءا من روميو وجولييت وصولا إلى هيثكليف وكاثي لكن على الرغم من أن مفهوم "توأم الروح" ربما كان موجودا منذ آلاف السنين، فمن المحتمل أن المصطلح الفعلي لم يظهر إلا في القرن التاسع عشر، إذ استخدم لأول مرة في عام 1822، في رسالة كتبها الشاعر صامويل تايلور كوليردج، قال فيها "لتكون سعيدا في الحياة الزوجية، يجب أن يكون لديك رفيق روح".
كل منا يحاول ان يبحث عن توأم الروح و هل تقتصر توأم الروح على الحبيب ام من الممكن ان تختلط الأوراق أي بمعنى اخر توأم الروح في فريق العمل في مشروع ما في فكره في شعور و ان كانت الفكرة منذ البداية عاطفيه و كانت هي البذرة الأول لماذا اليوم نعيش فكرة توأم الروح و من ثم تبدأ صراعات جديدة مع شريك الروح و توأم الروح اذا لابد ان ندرك بان التوأم ليست بكلمه عابره لابد ان يكون لها اشتراطات و علامات حقيقيه تأخذك الى تلك التوأمة من هنا لابد ان ندرك أيضا بان تلك القاعدة لها خصائص و مزايا و متى تظهر و متى تستكن و متى يحين استخدامها ... على سبيل المثال كانت حياة كوليردج العاطفية غير سعيدة - تزوج في الغالب بسبب الضغوط الاجتماعية وقضى معظم فترة زواجه بعيدا عن زوجته، قبل أن ينفصلا في النهاية إلى الأبد ، وعلى الرغم من عدم قدرة البعض على العثور على رفيق الروح الحقيقي، استمرت الفكرة وزادت شعبيتها بشكل كبير، خاصة في العقود الأخيرة.
إذا لابد ان نبحث عن العنصر الأساسي في الطبيعة الدائمة لأسطورة توأم الروح وهل ان وجد ذاك الشخص ستكون العلاقة مثاليه او هل سوف تجعلك متشككا في فكرة أن يكون الشخص المثالي مقدرا لك مسبقا. فقبل كل شيء، لا يبتعد معظم الناس كثيرا عند العثور على شريكهم المناسب، إذ يتزوج غالبية الأمريكيين من شخص من نفس الولاية التي يقيمون بها، ويتزوج 43 في المئة من شخص ذهبوا معه إلى المدرسة الثانوية أو الكلية اذا تلك صورة من صور العلاقة التي وصل بها البعض الى توأم الروح  ، خاصه و اسال نفسي سؤال دائم الجدل و الدراسة هل على كوكب الذي يبلغ عدد سكانه ما يقرب من ثمانية مليارات شخص، فهل من المصادفة تماما أن يكون العديد من رفقاء الروح موجودين و هل بينهم اندماج و توافق روحي بالفعل ،  اذا أن هناك شيئا فطريا في رغبتنا في الإيمان برفاق الروح.
اعلم اننا اليوم نعيش في وقت يسوده الشك وعدم اليقين - سياسيا وبيئيا واجتماعيا، لكن أسطورة توأم الروح تعد جانب إيجابي في دحر تلك الظروف مما يجعل النصف الاخر معاوننا لتجنبه تلك الظروف القاسية والصعبة والنفسية في إيجاد الاطروحات والأفكار الإيجابية حيث هناك تطابق واحد من شأنه أن يجعل كل شيء منطقيا إنها تقدم وعدا بمرساة للحياة الحديثة يجدها الكثيرون جذابة مما يجعله يتمسك بتوأم الروح
اقمت العديد من المؤتمرات العلمية و العملية و منها التربوي و منها التي حملت رسالة الطفل للمجتمعات المدنية و الإقليمية و الدولية و التي كان لها ارتباط مباشر مع الاسرة العربية على وجه الخصوص و كيفيه التقويم بين الرجل و المرأة و مدى التوافق الفكري و الثقافي و المجتمعي و من هنا أيضا كان لتوأم الروح ارتباط وثيق بين كل تلك الأفكار و الابتكارات التي تندمج في العلاقة بين الرجل و المرأة حيث في بعض أكثر العلاقات نجاحا هم الأزواج الذين أمضوا سنوات في دعم بعضهم بعضا من خلال جميع التغييرات الشخصية التي يمرون بها، ولا يتوقعون أبدا أن يكونوا مثاليين أو يمتلكون كل الصفات الإيجابية و لكن جمعهم روح التعاون و من هنا شكل نوع جديد من توأم الروح  و منهم من يؤمن بأسطورة توأم الروح مثل من انجب و كون اسرة و كانت هي صورة أخرى كرفقاء روح إلى الأبد اذا العلاقة ليس لها أيضا مقياس او معايير و لكن ارجع و اعود الى نقطة البداية بأن لها علامات و دلائل كي تصبح توأم الروح او رفيق الدرب .