"جرّاحة النور" كما تُسمى، وكما يليق بها، تواصل الإبداع وتنشر السرور، لتصبح محط أنظار مرضى العيون في جميع أنحاء المملكة وخارج حدودها حتى، ولم تتوانى عن تقديم خدماتها لمن هم بأمسّ الحاجة لها، إذ لم تكتفي المقدم الطبيب نانسي خلف الرقاد باستقبال المرضى فحسب، بل أصبحت هي من تبحث عنهم لتقديم خدماتها لهم.
انهت نانسي خلف الرقاد الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل ٩٩.٤، وحصلت على شهادة بكالوريوس في الطب العام والجراحة من الجامعة الأردنية عام 2001، واختارت حينها الالتحاق بالخدمات الطبية الملكية - الجيش العربي، ليكون تميزها العملي مقرونا بشعار العز والفخر، فتدرجت بالرتب العملية والعلمية، لترأس وحدة القرنية التخصصية في الخدمات الطبية الملكية، وتصل إلى مرتبة استشارية القرنية وجراحة الانكسار.
الرقاد التي أصبح اسمها يتردد على مسامع الجميع، تميزت في مجال عملها لتكون اول من ساهم بادخال تقنية القرنيات الجزئية الأمامية والباطنية للأردن واستفادة اكثر من مريض من قرنية واحدة، إضافة إلى ابتكارها لتقنية جديدة لعمليات الساد المرتبطة بعتامة القرنية، الذي يعتبر الاول في العالم وجرى تقديمه في مؤتمر الجراحين في النمسا عام 2018.
ليس هذا فحسب، بل تمكنت الرقاد عام 2014، من إدخال تقنية زراعة القرنيات الصناعية لحالات يستعصى فيها زراعة القرنية الطبيعية، وفي تموز 2016، تمكنت أيضا من إجراء عملية زراعة قرنية اصطناعية مأخوذة من جذر السن (OOKP ), لمريض فقد بصره في كلتا العينين منذ خمس سنوات، إذ تعد هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، ومن العمليات المتقدمة على مستوى العالم، وفي نيسان 2018، تمكنت الرقاد من إعادة البصر لمريض فقده منذ خمسة عشر عاماً، بعد إجراء عملية قرنية اصطناعية من جذر السن (Tooth in Eye Surgery ).
أما الإنجاز الاخير الذي يضاف إلى سجل حافل بالإنجازات التي لا تعد ولا تحصى، وبإذن الله لن تنتهي، فهو إجراء عملية نادرة في العيون لحالة مستعصية لمريضة طفلة، تبلغ من العمر عاما واحدا، وتكللت بالنجاح بفضل من الله.
قالت الرقاد عن الحالة : "مريضة اليوم طفلة ذات عام واحد … تعاني من مرض نادر جدا كتب عليها البقاء في تشوه كبير و عيش بلا نظر منذ الولاده ، تفاوتت التشخيصات و الاحتمالات حتى انعم الله علينا بمقابلتها تشخيص اليوم".
وأضافت : "من الندرة بمكان اني قررت ان اشاركه علنا نضيء شمعه.. قد يظهر مثل ارتفاع ضغط العين الخلقي الا انه ليس كذلك، و قد يظهر انه كيس خلقي في العين او ورم خلقي الا انه ليس كذلك ايضا …. هو ما يسمى ب congenital anterior staphyloma و هو بروز الجزء الامامي من العين مع تشوه القرنيه و القزحية و الجزء الامامي. و قد بلغ عند طفلة اليوم من الحجم انها لا تستطيع اغلاق جفونها عدا عن منظر مرعب لها يحدق بها الجميع اينما ظهرت حيث قمنا بزراعه جزء امامي كامل من العين و ليس فقط القرنية في محاولة اعادة تأهيل بعد ازالة هذا البروز الضخم".
ختاما، أود التنويه بأني لم اكتب اليوم الا لمساندة الغاية النبيلة التي تحملها" جرّاحة النور"، وهي تعميم الحالات لعلها تصل إلى من يحتاج إلى جهود الطبيبة الانسانة، فتعيد النور والسرور لحياة مرضى هم بأمسّ الحاجة لها.