رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الزميل عدي الصافي يكتب: في قضية العدوان لا تكونوا طابوراً خامساً للعدو

الزميل عدي الصافي يكتب: في قضية العدوان لا تكونوا طابوراً خامساً للعدو
جوهرة العرب - عدي صافي 


تابعتُ بحذر جُلّ ما ينشر عبر الإعلام المحلي، الرسمي والخاص، والإعلام العبري، ومواقع التواصل الإجتماعي؛ فيما يتعلق بقضية احتجاز النائب عماد العدوان من قبل الصهاينة؛ بإدعاء تهريبه لأسلحة عبر معبر اللنبي. 

ولا أُخفي تعجبي من بعض الآراء والمواقف التي قرأتها من قبل من أعتقد أنهم "إنهزاميين، أو منبطحين"، حاولوا الإساءة والتهكم بحقّ النائب والدولة وحتى الإعلام الرسمي. 

وفي البداية أقول إننا نحن نتحدث عن دولة لها سيادة واعتبار عالمي هي الأردن، لا تسمح لأحد بليّ ذراعها، ومشهود لها من القاصي والداني بالحنكة في سياستها الخارجية، وعلى الدوام استطاع من يديرون الدّفة أنّ ينتزعوا ما يبتغون بأقل الأضرار وأفضل السبُل ومن دون بروباغاندا كاذبة أو تصريحات في غير محلها.

وأوضح للجماهير أنه وفي مثل هذه القضايا على الإعلام أن يتأنى، يتحقق، ويقف صفاً واحداً خلفَ دولته؛ فهذا خلاف خارجي يجب علينا به أن نكون جيشاً للوطن لا طابوراً خامساً يشتت الرأي العام، يرعبه وينشر في اوساطه الأكاذيب نقلاً عن عدوٍ ذكيّ.

لذا أعتقد أنَّ اتباع قول الدولة إياً كان، وعدمَ تكذيبه، والثقة بأدواتها هو الأسلم والأفضل؛ لمصلحة النائب المحتجز ولمصلحة الدبلوماسية الأردنية وأوراقها كافّة.

وأرى أنّه من المفترض على الإنهزامين أنّ يغيرون نظرتهم السلبية السوداوية لكل أمر؛ فهم ليسوا الوحيدين الذين يعلمون والناس جُهلاء، وهم ليسوا الوحيدون الصادقون والناس كاذبون، وهم ليسوا الوحيدون الأنبياء بحيث لا يخطؤون والناس خطاؤون؛ هذا أفضل لهم وللناس ولمن يقرأ ما يكتبون، فأرجوهم رغم أنهم ليسوا في موضع رجاء أن يتابعوا بصمت وأن يمنحوا أصحاب الإختصاص فرصة العمل والتخطيط السليم بلا تسرع.

وأقول أيضاً إنّ الدولة الأردنية تُدير هذه الأزمة وفق أسس وعلوم ادارة الأزمات، ككل، وادارتها إعلامياً وخارجياً، وكثرة البيانات، التصريحات قد تضرُ ولا تنفع، لذا فإنَّ التأني الحاصل هو فعلٌ سليم؛ بُنيَ على علمٍ وإدراك، وليسَ كما يراه جاهلاً تخاذلاً لا قدّرَ الله.


أما فيما يتعلق بالإعلام الرسمي فهو إلى جانب الخاص يمثلُ جيشاً للدفاع على الوطن، والتزامه بما يأتي من الدولة في حدثٍ كهذا هو الصواب؛ لتدعيم الموقف الرسمي وعدمَ سماحه بنشر روايةٍ على الأغلب أختُلقَ الكثير منها وبنيَ على باطل.