عندما يتوجه الزائر إلى لواء الأغوار الشمالية في محافظة إربد،تواجهه لافتة زرقاء اللون ،ووضع عليها سهماً وكتب عليها (هجيجة) حيث يجذب هذا الإسم الزائر،ويثيره الفضول للتوجه للمنطقة.
وعند سلوك الطريق المتعرج في بعض الأماكن ،وصعوبته في تلك المنطقة خاصة عند الوصول للينابيع والشجرة الموجودة على أحد الجبال المرتفعة ،يلفت الأنظار في مدخل هذه المنطقة الزراعية وجود المزارع لأصناف عديدة من الأشجار،والمزروعات.
ومنطقة هجيجة تكتسب أهمية سياحية،وتاريخية لوقوع هذه الشجرة في المنطقة ،حيث يُقدر مختصون عمرها بأكثر من 800 عام ،وهذه الشجرة من أنواع السدر حيث تقع شجرة هجيجة شمال قرية السليخات في لواء الأغوار الشمالية.
ويجاور الشجرة نبع ماء،حيث تحمل الشجرة أبعاداً إجتماعية وتاريخية لأهالي المنطقة ،ويتوجه المتنزهون إلى منطقة هجيجة للاستمتاع بحمال الطبيعة هناك ،حيث أن الشجرة الموجودة هناك تقع على مساحة واسعة ،ليصفها البعض بأنها غابة في شجرة حيث تغطي ما مساحته 3دونمات من الأرض.
وفي المنطقة التي تتواجد فيها شجرة هجيجة،فيوجد فيها العديد من الآثار الرومانية ،ومعصرة زيتون من الصخر،كما ان الشجرة تعتبر من أقدم الأشجار الموجودة في المملكة ،وتتداخل أغصانها مع بعضها البعض.
وبجانب شجرة هجيجة يوجد نبعان جاريان من المياه العذبه ،مما زاد من جمال المنطقة،وضاف عليها جمالاً آخر،الأمر الذي زاد من جاذبية المنطقة من قبل المتنزهين،رغم عدم الإهتمام بالمكان،غير ان الطبيعة وتضاريس المنطقة الوعرة زادت من أهميتها لدى الزوار،فعندما تجلس بالقرب من الشجرة وينابيع المياه تُدرك جمال المنطقة خاصة البساتين ، والبيوت القديمة المبنية من الطين والتبن التي تدل على تاريخ المنطقة.
ويستغل مربو الماشية الينابيع الموجودة بالقرب من شجرة هجيجة في سقاية مواشيهم،والإستخدامات الأخرى خاصة من قبل المزارعين الذين قاموا بتربية مواشيهم هناك ،الأمر الذي لوّث المكان،إضافة للإعتداءات المستمرة على الشجرة بهدف التحطيب ،كما أنها تعرضت خلال عام 2016 للحريق من قبل بعض المتنزهين،الذين أشعلوا النيران وتركوها مما جعلها تطال هذه الشجرة ،وتُلحق الأضرار بها.
الباحث في شؤون التراث والبيئة الدكتور أحمد جبر الشريدة قال أن أهمية شجرة هجيجة تكمن بكونها أكبر شجرة معمرة في الأردن،مبينا أنها تغطي حوالي 3 دونمات ،كما انها نوع نادر من أشجار السدر.
وأضاف الدكتور الشريدة أن هذه الشجرة لها تاريخ طويل في المنطقة ،ولعل اهمها أنها أحد معالم السياحة التاريخية،والزراعية في المنطقة ،وهي فريدة من نوعها من حيث الشكل والحجم والإطلالة التاريخية.
ورغم كل هذه الميزات لمنطقة هجيجة ،والشجرة التاريخية،غير أنها لا زالت غائبة عن خارطة السياحة ،وتحتاج للكثير من المرافق كالإستراحات،وأماكن الزوار.