ساعات معدودة تفصلنا عن نتائج الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا والتي ستحدد مصير تركيا والأقليم بشكل عام ،فتركيا هي الدولة الأقوى والأعظم في المنطقة ولا أحد ينكر أن الفضل في تلك العظمة والقوة يعود للرئيس أردوغان الذي إستلم الدولة وهي تمر في ظروف إقتصادية وسياسية واجتماعية صعبة ،وقد نجح في رفع منزلة تركيا إلى مصافي الدول المتقدمة عسكريا وإقتصاديا وأصبحت رائدة في مجال الصناعات العسكرية الحديثة وفي صناعة المسيرات المتطورة، وقد ظهرت تركيا كدولة مستقلة في علاقاتها الدولية إلى حد كبير جدا في عهد أردوغان ،فهو يبحث دوما عن مصالح تركيا وشعبها لذلك يمكن تصنيفه كلاعب سياسي متميز يسعى دوما لتطوير دولته والمحافظة على دينه في هذا القرن المعقد ،وهو ما يغضب أمريكا وبعض الغرب وظهر ذلك جليا في سلوك مستهجن للبيت الأبيض بإعلان إنحيازهم ودعمهم للمعارضة التركية وتعهدهم بإسقاط أردوغان كما فعلوا سابقا مع السيد بن علي يلدرم ويريدون بذلك توجيه ضربة خلفية إلى روسيا بسبب موقف تركيا من الحرب في أوكرانيا وموقف أردوغان أيضا من العقوبات التي فرضت على إيران ومواجهته العلنية للغطرسة الصهيونية لإعتدائها على المقدسات في القدس.
وفي ذات الوقت نرى بعض صفوف المعارضة تتأهب لتنفيذ الأجندات الأمريكية لفرض عقوبات على روسيا ،ولم تتوانى كمعارضة من إعلان موقفها السلبي من اللاجئين العرب السوريين الذين إحتضنهم أردوغان واستثمرهم في تعزيز النمو الإقتصادي ،ورفع قيمة الناتج المحلي وتحسين الديموغرافيا في بعض المناطق بطريقة إستراتيجية لا يمكن أن يفهمها الكثيرون ،لذلك ما كان لأي سياسي آخر غير أردوغان أن يقوم بما قام به هذا الزعيم على المستوى الإقتصادي والعسكري والسياسي.
ومن هنا تأتي المراهنة على ذكاء ووطنية الناخب التركي ،ولا نراهن على أي إرتباط آخر للناخبين سواء كان إجتماعيا أو حزبيا أو دينيا فوعود المعارضة قد لا تخرج بمجملها عن كونها كلام يتطاير في الهواء بمجرد إغلاق الصناديق ،فلا يمكن لإوروبا الموافقة على إنضمام تركيا لها لأسباب جيوسياسية ودينية ،وقد تصاب تركيا بأمراض سياسية كثيرة نتيجة لأي قرار يؤمم الأرصدة والممتلكات وينفذ الأجندة الأمريكية التي تبحث دوما عن مصالحها ولا تهتم بما يحصل للآخرين ،أما هذا الزعيم فقد تم إختباره من قبل النفوس التركية قبل الزلزال وخلاله ،وبعد ذلك ونجح في معظم المواقف الوطنية ويسعى جاهدا لوضع تركيا ضمن أول سبعة اقتصادات عسكرية عالمية ،ولطمئنة المهتمين بالشأن التركي سأسرد لهم ما قاله لي قبل أيام أحد الشركس الأتراك في منطقة دوزجة حيث أخبرته زوجته أم ميرزا أنها ومجموعة من النسوة على الواتساب قررن إهداء قراءة سورة يس ثلاثين مرة لأردوغان على نية الفوز ،وطلبت من أبو ميرزا ان يشارك في هذه الهدية أيضا ،وبموجب العديد من القصص العفوية التي تحدث يوميا ،فلا يمكن للناخب التركي أن يخذل أردوغان ويوافق على تسليم وطنهم لأمريكا كما يريد البيت الأبيض لإعادتها إلى الوراء سنين وإنهاء مستقبل زعيم أحبه شعبه وأحبته الجماهير العالمية لا لشيء إلا لأنه مخلص وصادق لوطنه ودينه وشعبه.